تباينت آراء وتحليلات وردود أفعال الصحف الغربية حول العملية الإهابية التي استهدفت كنيسة القديسَيْن بالإسكندرية، والتي راح ضحيتها 23 مواطنًا مصريًا، وعشرات المصابين. فايننشال تايمز: الحادثة دليل على تصعيد خطير في مصر ونقرأ في صحيفة فايننشال تايمز أن الانفجار الذي حدث خارج كنيسة القديسَيْن في مدينة الإسكندرية يعدّ هجوماً على نطاق غير مسبوق، ويشير إلى تصعيد خطير في التوترات الطائفية في البلد. وأشار المقال الذي كتبته هبة صالح إلى تصريحات عادل لبيب -محافظ الإسكندرية- التي اتهم فيها تنظيم القاعدة بتنفيذ الهجوم، رغم أنه لم يقل ما إذا كان هناك أي دليل يورّط التنظيم. وأشارت الكاتبة إلى إنكار المحافظ أن التفجير كانت له علاقة بالتوترات بين المسلمين والمسيحيين، والتي تثور على نحو دوري إلى عنف طائفي، وغالبا ما تكون بسبب نزاعات حول بناء كنيسة جديدة، أو علاقات عاطفية في محيط الديانتين. وقالت الكاتبة إن الغضب بسبب احتجاز سيدتين مسيحيتين؛ لمنعهما من اعتناق الإسلام قد ساهم الصيف الماضي في شحن التوترات في مصر، وقيام كثير من المسلمين بمظاهرات في المساجد، مشيرة إلى ما يقوله الخبراء بأن الشرطة تمنع مثل هذه التحولات الدينية، حتى وإن كانت قانونية؛ لأنهم يعتقدون أنها ستؤجّج التوترات، وتقود إلى عنف طائفي داخل المحليات. التليجراف: القاعدة ألهمت متشددين داخل مصر لينفذوا الهجوم على الكنيسة ومن جانبها ذكرت صحيفة التليجراف أن تنظيم القاعدة ألهم المتشددين الإسلاميين داخل المجتمع المصري بالهجوم على الكنيسة. وقالت الصحيفة إن السلطات المصرية تحقق مع جماعة سنية سلفية متطرفة متمركزة في الإسكندرية، ليس لها قيادة خارجية، لكنها ربما كانت تسير على نهج جماعة دولية إرهابية، وأشارت في ذلك إلى أن تنظيم القاعدة في العراق أصدر بيانات عامة تنتقد الكنيسة هناك، ودعا إلى مهاجمة أهداف مسيحية محلية. التايمز: تنظيم القاعدة قد أفلح بعد عدة محاولات في اختراق مصر خصصت التايمز افتتاحيتها الثانية للتعليق على تفجير الإسكندرية، اعتبرت فيها أن ما حدث له دلالتان خطيرتان، تتجاوز عبارات التهدئة الرسمية، فحادث التفجير -وفقا للصحيفة- قد يعني من جهة أن تنظيم القاعدة قد أفلح بعد عدة محاولات في اختراق مصر، مستفيدا في ذلك من استياء شرائح عريضة من الشعب المصري التي سُدّت أمامها السبل؛ بسبب الفساد والقهر السياسي، وقد يعني من جهة أخرى أن أتباع الديانة المسيحية -وهي أكبر أقلية مسيحية في العالم العربي- قد صاروا أكباش فداء، "تُفرغ فيه الأكثرية ما كبته تزوير الانتخابات، وتستخدمه الإدارة لكبت كل ما تُشتمّ منه رائحة الاعتراض والمعارضة". صحيفة هاندلسبلات: الآن بات المسيحيون في الشرق الأوسط مستهدفين وقد أجمعت تعليقات الصحف الألمانية على إدانة الاعتداء على كنيسة الإسكندرية، وعلى ضرورة العمل على حماية الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط. وهذه مقتطفات من أهم هذه التعليقات: في محاولة من صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية لتحليل الحادث؛ كتبت تقول: "مرة أخرى يكون تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يتزعّمه أسامة بن لادن قد غيّر استراتيجيته، والآن بات المسيحيون في الشرق الأوسط مستهدفين، مما سيؤدي إلى اندلاع حرب دينية. وهو ما يعتبر تحديا بالنسبة لنا أيضا. على برلين وبروكسل وواشنطن بلورة استراتيجية لحماية المسيحيين هناك، وكذلك العمل أخيرا على استقرار المنطقة؛ لأن الأمر يتعلق بمسألة واحدة لا أقل ولا أكثر، وهي أي إسلام سيسود المنطقة، إسلام معتدل أم إرهاب إسلامي". أما صحيفة "دي تاجستسايتونج" الألمانية فركّزت على ردود الفعل الألمانية حول الحادث، قائلةً: "تتراوح ردود الفعل السياسية في ألمانيا على اعتداء الإسكندرية بين العجز والشعبوية، لكن من المهم حثّ الحكومة المصرية على القيام بالمزيد بخصوص حماية الأقلية المسيحية في البلاد. كما أنه من المهم تذكيرها بضرورة احترام حقوق الإنسان؛ لأن تعسّف الدولة البوليسية في مصر هو الأرضية الخصبة التي يترعرع فيها العنف". صحيفة "زود دويتشه" تسايتونج تحذّر مما أسمته "حرب الأديان" في الشرق الأوسط أما صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية فحذرت مما أسمته "حرب الأديان" في الشرق الأوسط وتجاهل الأوروبيين لها، وأكدت الصحيفة أن الأوروبيين في أغلبيتهم ابتعدوا عن إرثهم المسيحي، لكن حرب الحضارات لا تفهم هذا، فكل صاروخ يصيب المجاهدين أو الضحايا المدنيين في أي دولة إسلامية، يعتبر في نظر المتضررين عملا إرهابيا يستدعي الانتقام، ومن ثم يقع مسيحيو الشرق رهائن لهذا النوع من المشاعر. صحيفة نويه أوسنربيكه: الأقلية المسيحية في الشرق الأوسط ستختفي قريبا وكتبت صحيفة "نويه أوسنربيكه" الألمانية تقول: "المطلوب وبإلحاح من الحكومات الأوروبية ومن الولاياتالمتحدة وكذلك من ممثلي الكنائس الغربية الالتزام بقوة بقضايا المسيحيين في العراق وتركيا ومصر، وذلك ليس بدعوات ونداءات فقط، ولكن أيضا مثلا بزيارات، وإلا فإن الأقلية المسيحية في الشرق الأوسط ستختفي قريبا بشكل نهائي".