أنا مرتبط بإنسانة من حوالي أكثر من ثلاث سنوات فنحن على علاقة حميمة، ولكنها سافرت لمدة سنة لدولة يعمل بها والدها، وبعد تلك السنة عادت، ولكنني أحسست أنها لم تعُد، فأنا أصبحت أشعر من ناحيتها بتغيير كبير غير متوقَّع في تعاملها معي، وبعد فترة قليلة من عودتها من السفر بدأت بيننا مشكلات تافهة لا أعلم مِن أين أتت، ولكنها أصبحت بعد ذلك تقوم بأشياء لكي تُكرّهني فيها، وفعلا حدث ما حدث، وانفصلنا بدون أي مقدّمات. وبعد فترة تقل عن الشهر وجدتها تتصل بي، وتتمنّى أن نعود كما كنا؛ فتحدّثتُ معها عما حدث من قبل، ولأنني كنت أُحبّها وأعشقها فاعتبرت أن ما حدث لم يحدث، وأصبحت علاقتنا أشدّ من المرة الأولى، ولكنني اكتشفت بعد ذلك من عوامل خارجية أنها خلال الفترة التي انفصلنا فيها عن بعض تحدّثت إلى شخص آخر، وهذا الشخص معروف أن أخلاقه غير مهذّبة، وعندما واجهتها اعترفت لي، وقالت إنه بالفعل قد حدث ذلك، وأنها تحدّثت معه كثيرا عن طريق التليفون، ولكنها لم تقابله بالرغم من أنه يعرفها جيّدا، وهي أيضا تعرفه جيّدا، وعندما شعرت أنها لا تستطيع أن تستغنى عني رجعت وتحدَّثت معي من جديد، ومع الأسف كثيرا ما تغلط في اسمي وتناديني باسمه وأشياء أخرى كثيرة.
أنا لا أعرف ماذا أفعل؟!! أنا أُحبّها حُبّاً غير عادي، وأشعر من داخلي بنار تجعلني مريضا دائما؛ بسبب التفكير في هذا الموضوع؛ فأحيانا أشعر أنها تُحبّني لدرجة عالية، وأحيانا أشعر بغير ذلك، أشعر بأنها تشفق عليّ حتى لا يحدث لي شيء من التعب.
آسف على الإطالة، ولكنني حقا لا أستطيع الكتمان أكثر من ذلك، وكنت مترددا في أن أكتب شكواي هذه، أرجو منكم الرد عليّ في أسرع وقت.
koky.lovely
إن القدرة على التسامح والعفو عن الآخرين هي نعمة مِن عند الله سبحانه وتعالى، ولكن عندما يزيد الأمر عن حدّه؛ فإنه يُصبح نقمة وعيبًا يُوقع صاحبه في مشكلات كبيرة.
الصديق العزيز.. حقاً لا أدري كيف تمكّنت من أن تفعل هذا بنفسك، كيف تخطيت كل ما حدث بكل هدوء وسلاسة؟
فليس من صفات الحب أبداً أن يجعلنا سلبيين أمام مَن نحب، وأن نتخلّى عن كرامتنا من أجله، بل على العكس فالحب هو الكرامة، الحب هو أن نحافظ على مَن نحب، وأن يحافظ هو الآخر علينا.
الحب هو علاقة أخذ وعطاء، فمن الخطأ أن نعتقد أن الحب هو أن نعطي دائماً دون أن ننتظر المقابل ممن نحب، فبهذا ستتحوّل العلاقة إلى مسمّى آخر غير مسمّى الحب وستفقد توازنها.
ومع الأسف صديقي العزيز لقد كان هذا هو مفهومك عن الحب، والذي جعل منك شخصا ضعيفا سلبيا أمام مَن تحب.
ولكن اسمح لي أن أقول لك إنك ما أحببت تلك الفتاة يوماً؛ فإن كنت قد أحببتها حقاً ما كنت لتتحمّل كل ما فعلت بك، وما كنت لتستمر معها أبداً، وأنت تعرف جيداً أنها سمحت لنفسها أن ترتبط بشخص آخر أثناء علاقتها بك، وأنها لم تحترم مشاعرك حتى وأنت معها، فقد بلغ بها الاستهتار أن تغلط في اسمك باسم شخص آخر.
ولكنك بدلاً مِن أن تثور وتغضب لكرامتك وحُبّك الغالي، أصبحت تحاول أن تجد لها الأعذار، مبرراً لها أن كل ما فعلته كان مجرد لحظة ضعف بسبب بعدك عنها.
حتى ولو قبلت هذا المبرر، ألم تسأل نفسك مَن كان السبب في هذا البعد من الأصل؟!
ألم تكن هي السبب بعد أن تغيّرت معاملتها لك، وبعد أن أصبحت تقوم بأشياء لتُكرّهك فيها وبدون سبب.
إذا فهي المحرك الأساسي للأحداث؛ فهي تتركك وقت أن تريد وتعود لك وقت أن تشعر بحاجتها لك دون أن تقلق من أي شيء، فهي تعرف دائماً أنك ستسامحها، وستجد لها العذر والمبرر.
صديقي العزيز.. أنقذ نفسك من هذه العلاقة قبل أن تفقد البقية المتبقية من كرامتك، وفّر مشاعرك وحبّك لمن يستحقها حقاً ولا تهدرها هباءً مع من لا يستحق.
وتعلّم أن تحكم على الناس جيداً قبل أن تُقرّر مع مَن ستتعامل.