في محاولة لتهدئة الأجواء المتوترة التي تزداد يوماً بعد يوم نظراً لاقتراب المباراة الفاصلة بين منتخبي مصر والجزائر والمؤهلة لكأس العالم، قامت مجموعة كبيرة من فناني مصر والجزائر بمحاولات لإخماد الحرب الكلامية المستعرة بين جمهور المنتخبين. وفي إطار هذه المحاولات يصل المطرب الجزائري الشاب خالد إلى القاهرة الأسبوع المقبل، وذلك لإجراء "بروفات" مع المطرب المصري محمد منير استعدادا للحفل الذي سيشاركان فيه ويقام بالقاهرة 12 نوفمبر المقبل قبل المباراة المرتقبة بين مصر والجزائر في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
وذكر أن منير اختار التفرغ لتجهيزات الحفل المصري الجزائري، وذلك بعد عودته مؤخرا من جولته الأوروبية الأخيرة التي أحيا فيها عددا من الحفلات الغنائية، وحضر انطلاق ألبوم واحدة من أشهر الفرق الألمانية الذين شاركهم الغناء أيضا.
ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن منير قوله: "إن ما يجب أن يسود هو الروح الرياضية؛ لأنه ضد حالة التعصب الذي نشهده هذه الأيام".
كما كشفت الصحيفة أن الحفل سيشهد العديد من المفاجآت، أبرزها أن المطربين سيقومان بارتجال عدد من الأغاني معا أمام بعضهما البعض خلال الحفل.
وكان محمد منير قد أكد أنه يعتزم حمل علم الجزائر، في الحفل الفني، مؤكدا أن الحفل الذي يقام قبل يومين من موعد مباراة مصر والجزائر يهدف إلى التأكيد على علاقات الأخوة بين جمهور البلدين ونبذ “الفتنة”.
وقال منير: "إن الحفل يؤكد للعالم أن الشعبيين المصري والجزائري إخوة، على خلاف ما تظهره الأجواء الإعلامية المشتعلة، مشددا على أن ما تردد من خلافات بسبب المباراة لن يمحو حقيقة أن البلدين شقيقان".
وتتوقع الأوساط الإعلامية حضورا أسطوريا للحفل، خاصة وأنه سيجمع اثنين من أبرز وأشهر نجوم الغناء في العالم العربي؛ إذ تعتبر زيارة الشاب خالد حدثا فنيا ضخما في مصر، وذلك لما يتمتع به فن الراي الجزائري من شعبية واسعة.
كما أن محمد منير يعد أحد أبرز المطربين في العالم العربي؛ ويحظى بتقدير واحترام الشعوب العربية التي تصنفه فنانا من الدرجة الرفيعة، لما يقدمه من فن مميز وكلمات راقية، وسبق لمنير أن قام بأداء العديد من الأغنيات الجزائرية بصوته، وأبرزها “كرفان تو بغداد”، للمغني الجزائري حميد بارودي.
ومن جانب آخر أطلق المطرب المصري محمد فؤاد والفنانة الجزائرية فلة "رسالة حب" لمشجعي الفراعنة والخضر، وطالبا فيها بنبذ التعصب قبل المباراة المرتقبة بين منتخبي البلدين.
ووجه فؤاد -من خلال برنامج "صدى الملاعب" على MBC1- رسالة حب للخضر، قال فيها: "شعب الجزائر.. أنت أهم كثيرا من مجرد مباراة.. علاقتنا والأخوة والدم تعني أننا إخوان، ولا يمكن أن تفرقنا مباراة أيا كان حجم المنافسة الموجودة.. مع احترامنا وحبنا للكرة وكل شيء، إنما لا يمكن أن تكون الكرة أغلى من فرد واحد للجزائر".
وتضامنت الفنانة فلة مع هذه الدعوة، وقالت في رسالتها: "أحب أن أوجه نداء للشعب الراقي، شعب أم الدنيا مصر حبيبتنا وحبايبي يا شعب مصر.. شعب الجزائر كله إخوانكم، ونحن إخوان، نحن نريد إخراج مباراة جميلة.. كل العالم يشاهدنا وليس العرب فقط".
واتفق فؤاد مع فلة في أنه من غير الممكن أن تتسبب مباراة كرة قدم في توتر العلاقة بين شعبين شقيقين، وقال كل منهما إنه حق مشروع لكل منتخب ولكل جماهير، أن يكون الفوز والتأهل هو الهدف الرئيس، لكن دون الخروج عن الروح الرياضية.
يأتي ذلك في وقت سعى فيه فنانون مصريون إلى إطفاء نيران التعصب المشتعلة بين وسائل الإعلام المصرية والجزائرية؛ إذ دعا الممثل أحمد السقا فناني وفنانات مصر إلى الاشتراك في مبادرة "وردة إلى كل لاعب جزائري"، التي أطلقتها وسائل إعلام لتلطيف الأجواء الرياضية المشحونة، قبل المواجهة المرتقبة بين منتخبي مصر والجزائر.
وشدد السقا على أهمية التخلص من هذا التعصب؛ لأن الفائز في النهاية من الفريقين سيرفع رأس العرب في مونديال كرة القدم، مضيفا أنه على الجمهور المصري أن يستقبل لاعبي الجزائر بالورود.
وانضم إلى هذه المبادرات الفنان محمد هنيدي، والممثل أحمد عز؛ اللذان طالبا بضرورة تكاتف جميع الجهات لتكون المباراة ممتعة.