السلام عليكم "بص وطل".. عشان بارتاح لرأيكم بعتّ لكم.. أنا عندي 22 سنة، ومرتبطة بواحد بقالي 6 سنين تقريباً، وخلاص فاضل شهور وييجي يتقدم إن شاء الله، وبنحب بعض جداً، وهو أقرب إنسان لي في الدنيا قبل أهلي وأصحابي، وبيخاف عليّ أكتر من نفسه وممكن يعمل كل حاجة عشاني؛ بس فيه حاجات غريبة بقت بتحصل بينّا. إحنا بقالنا كام شهر محطوطين في ظروف خارجة عنه وعني لأنه في الجيش، وبسبب الظروف دي قليل جداً لما باشوفه وأكلمه، بقينا بنختلف كتير مع بعض، بقيت باحسّ إنه مابيرتاحش معايا زي الأول أو يلاقي سعادته كلها معايا، وبقى عصبي.
أنا مش متضايقة من ده لأن كله طبيعي؛ لكن عشان حاسة إني عاجزة أخفف عنه أي حاجة من مشاكله، باحسّ إني مقصّرة في حقه؛ بس المشكلة إن مافيش حاجة أقدر أعملها غير في حدود الظروف اللي حواليّ، وساعات باقول لنفسي إنه في ضغط عصبي وجسدي ولازم أستحمل منه أي حاجة.
ولما حكيت معاه في حاجة زي كده فهم الكلام غلط وحسّ إنه غلطان، وإن المفروض مايشيّلنيش همّ أكتر فوق الهموم اللي عندي.
صديقة "بص وطل" العزيزة، أراح الله قلبك وأنار طريقك بنور اليقين.. عزيزتي بالتأكيد ستّ سنوات جديرة جداً بأن يعرف كل منكما صفات الآخر، وبالتاكيد أيضاً مرّت عليكما ظروف صعبة كثيرة تمكّنتما من التعامل معها؛ لذا أعتقد أن هناك ظروفاً ومسئولية جديدة طرأت على حياة هذا الشاب جعلته في هذه العصبية المستمرة؛ فالجيش وحده لا أعتقد أنه يبدّل حياته وتصرّفاته معك إلى هذا الحد!!
عزيزتي شعورك بالذنب بهذا الشكل قد يزيد الأمور سوءاً؛ فقد يجعلك أنت نفسك لا تعرفين كيف تتعاملين معه، وحساسيتك المفرطة في التعامل أيضاً قد تستثير حساسيته؛ فربما هو يتحدث ويضحك معك ليُنسي نفسه مشكلات لا يستطيع أن يبوح بها؛ فلا تضغطي عليه.
يقال إن لكل رجل "كهفه" الخاص، يدخله حينما يشعر أنه يريد الاختلاء بنفسه، وفي هذا الوقت؛ فهو لا يريد من أي شخص -مهما كانت درجة حبه وقربه منه- أن يدخل عليه هذا الكهف، وحينما يودّ أن يتحدث يخرج بنفسه ليتحدث مع أكثر الناس قرباً وراحة في الحديث.
أما فيما يتعلق بتساؤلك "إزاي أخلّيه يلاقي راحته الكاملة معايا؟"؛ فليس المطلوب منك أن تصلي إلى هذا الحد؛ فالزوجان فقط يكون بينهما مودّة ورحمة، وبالتالي تكون الزوجة الصالحة المتفهّمة العاقلة والصبورة هي التي يجد زوجها لديها هذه الراحة الكاملة؛ فلا تُرهقي أنت نفسك الآن بالتفكير في إجابة على هذا السؤال في الوقت الحالي، وإلا ستقعين أنتِ في ضغط عصبي ونفسي أشدّ وطأة؛ فالمرأة بطبعها رومانسية.. وكلما زدتما في شدة الأعصاب والضيق والخنقة؛ كلما زادت فرصة الشيطان في إيقاعكما في أخطاء تبدأ من مسكة يد أو مكالمة تليفونية شديدة الدفئ والرومانسية، للتخفيف عمن تحبين؛ فتزيد الأمور تطوراً وتعقيداً؛ مما يزيد في ضيقكما وشعوركما بالذنب؛ فتدخلان في تلك الدوائر المغلقة التي لا جدوى منها.. وتذكّري دائماً أن كل شيء بميعاد.
ونصيحتي لكما أن تتعجلا في إعلان الخطبة؛ فلا أدري إلى متى ستستمران على هذه العلاقة المرهقة.. وكونا على يقين أن حياة النور وفرحة الارتباط الرسمي سيكون له تأثير إيجابي كبير، وحينما يقرر الطرفان التوجّه لله في علاقتهما؛ فإن الله ييسّر ويذلّل كل العقبات في سبيل تحقيق هذه النية؛ بل إنني متأكدة أن تأخير إعلان الارتباط هو أساس ضيقكما وشعوركما بالمسئولية؛ ولكن دون أن تعلما أنه هو السبب الرئيسي.
وبالنسبة لطريقة تعاملك مع خطيب وزوج المستقبل بإذن الله؛ فكل ما عليك هو أن تعامليه برفق؛ تسمعينه بكل هدوء أعصاب وصبر، وراعي شعوره بالمسئولية، حينما يضحك اضحكي وابتسمي، وكوني واحة الأمان التي يلجأ لها؛ حتى وإن شعرتِ أنه يُخفي شيئاً؛ فلا تضغطي عليه؛ فلربما أراد هو نسيان ما يؤرقه معك؛ فلا تُذكّريه أنت به، وكوني متأكدة أنه حينما يريد أن يشكو لك سيأتيك بدون أن تطلبي أنتِ؛ فهل سمعتِ عن بحر أو منظر طبيعي أو أي مكان يلجأ له الإنسان في لحظات ضيقه؛ فيقوم هذا البحر بسؤال الشخص عما يؤرّقه.
عزيزتي القرب من الله عز وجل في صلاة وقراءة قرآن، فيه راحة لا تضاهيها راحة؛ فكوني واثقة أنه كلما زدتما تعلقاً بالله، كلما زادت سعادتكما وراحة بالكما وهدوء نفسيكما؛ لذا كوني حريصة على أن تغذّي موضوعات الحديث بينكما، بموضوعات وحكايات من القرآن الكريم والسيرة النبوية والصحابة والصالحين؛ ففيها من العظات والعبر ما لا يُعدّ ولا يحصى، واحذري أن تقوليها له بشكل مباشر؛ بل أدخليها وسط الكلام بشكل ضمني، كأن تقولي "حاولت أن أستفيد من وقتي في فترة سفرك لأكون زوجة صالحة وأعرف كيف أتعامل مع زوج المستقبل، ولم أجد أروع من هذه القراءات لنستفيد منها سوياً"، أو أن تقولي "سمعت في التليفزيون قصة كذا" مثلاً.