أنا من أشد المعجبين بالموقع، واليوم قررت أن أشارككم مشكلتي لعلني أجد الحل معكم.. قابلت شاباً يوماً، كان يحبني بجنون، وظلّ لفترة طويلة لا يستطيع أن يصارحني بحبه؛ ولكني كنت أعرف أنه يحبني، ولا تتهموني بالغرور؛ ولكنها الحقيقة، مثله مثل غيره؛ فلله الحمد أنا محبوبة من الكثير لدرجة جعلتني أشعر بأنها لعنة، فأنا في الخامسة والعشرين ولم أتزوج على الرغم من حب الكثيرين لي. تقدّم الشاب، وكان هناك غيره متقدماً لي فوافقت أن أتعرف عليه، وحدث أني لم أعجب بمكان إقامته ورفضته؛ ولكنه طلب أن يتكلم معي فوافقت واستطاع أن يؤثّر عليّ حين رأيت الدموع في عينيه، وشعرت أنه يحبني أكثر من غيره، فوافقت. واتخطبنا، وكانت فرحته لا تسعها الدنيا، وبعدها وجدت فيه صفات كثيرة لا أحبها، ومع ذلك لا أنكر أني أحببته. ولكني بدأت أشعر أني كنت النجمة التي ظلّ يراها في السماء؛ ولكن فجأة سقطت على الأرض ففقدت بريقها؛ فأنا أشعر بحبه يقلّ حتى يصل إلى العدم، وأحياناً أشعر أنه يحبني؛ ولكنه لا يعبر عن ذلك -إما لأنه لا يريدني أن أعرف مدى حبه أو حتى أحبه أكثر مني أو هي طبيعته- فهو يستطيع الآن ألا يراني أو يكلمني عشرة أيام ونحن على خلاف، ولا يكلمني إلا إذا كلّمته أنا، مهما طالت الفترة. أنا أحبه؛ ولكن أحببته أكتر عندما كنت أشعر بحبه لي، وأنا الآن أشعر أني أصبت بنفس العدوى، كنت أحبه أكثر سابقاً، وفكّرت أن أتركه؛ لكنه يمرّ بظروف صعبة في عمله ولا أريد أن يفهم أن هذا هو السبب. ساعدوني بالله عليكم.. ماذا أفعل؟ meroo أولاً نشكرك على إعجابك ب"بص وطل"، ونتمنى أن نكون عند حسن ظنك.. أما بالنسبة لمشكلتك، فسأفترض أن خطيبك قد يكون به العيب البشري العادي جداً، وهو الزهد فيما في يده.. لكن، ما الذي يجعله يستمرّ في الخطبة حتى الآن إذا كان هذا حاله ومشاعره تجاهك..؟ ألا تتفقين معي أنه إذا كان فعلاً قد أعاد تقييم العلاقة بينكما ووجد رغبة منه في إنهائها أنه سينهيها فوراً ودون مقدمات. رأيي أنه سيفعل ذلك دون مقدمات ودون ابتعاد واقتراب و"تُقل" منه؛ فلا يتصل حتى تتصلي أنت.. وكنت أتمنى أن تخبرينا عن طريقته في الحديث معك عندما تتكلمين معه، وأظنه وقتها يتحدث برقّة؛ وإلا لكنت ذكرتِ العكس. صديقتي ظنّي أن حالة خطيبك لن تخرج بأي حال عن احتمالين: الأول: أنه أراد أن يعرف مقدار حبك له، وهل نجح خلال هذه الفترة في أن يجعلك تتعلقين به كما تعلّق بك وأحبك، أم أنه فشل في هذا؟ وفي هذه الحالة سيكون معه الحق فهو قد أحبك وتقدم لك وأقنعك بشخصيته رغم عيوبه، واقترب منك، والمفترض أن يكون لهذا صدى إيجابي في نفسك، وقد ظهر منك هذا الاهتمام بالفعل في اتصالك به واستمرارك أيضاً في الخطبة طوال هذه الفترة. أما الاحتمال الثاني؛ فهو وجود حالة فتور في المشاعر بينكما، وهذا ليس دليلاً على عدم حبه؛ ولكنه شيء طبيعي جداً يحدث في أية علاقة مهما كانت قوتها ومهما كان ارتباط أطرافها بعضهم ببعض؛ خاصة وأنك تقولين أن لديه مشكلات في العمل، وقد تكون منذ فترة ولم يُطلعك عليها إلا مؤخراً، وهذا بالطبع يؤثر عليه؛ خاصة إذا كانت المشاكل من الضخامة بحيث إنها -لا قدر الله- قد تهدد خطبتكما. صديقتي أطلب منك أن تعيدي التفكير في العلاقة من البداية، وفي المميزات التي جعلتك توافقين على الخطبة والتي يجب أن تكون أكثر من مجرد حبه لك؛ صحيح أن هذا الحب مهم جداً؛ لكن من واجبك عليه ومن حقك أيضاً أن يكون لعقلك دور أكبر في اختيار الإنسان الذي سيكون شريك حياتك وأباً لأبنائك؛ فإذا وجدت أن المميزات أكتر فاصبري قليلاً واقتربي منه برفق، وحاولي التخفيف عنه وطمأنته؛ فمن حقه أن يشعر بحبك وبقدرتك على تحمّله والتضحية من أجله هو كإنسان، أما لو كان حبك مرتبطاً فقط بحبه ولهفته عليكِ، وأنك لا ترين فيه أية ميزة أخرى فلا أجد مفراً من نصيحتك بإعادة النظر في هذه العلاقة؛ لأنه وقتها سيكون دور العقل ضعيفاً أو ربما معدوماً؛ مما لا يبشر بخير.