في كل مرة سوف أقدّم لك ترجمة وكلمات أغنية أجنبية من أيام شبابي (أي عندما كانت الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس). أغنية دفنت وغطّاها الصدأ فالتراب لكن يكفي أن تحملها بين أناملك لتدرك أي بريق وسحر فيها.. سمّه ما شئت.. سمّه نوعاً من ثرثرة العجائز على غرار (الغنا ده كان أيامنا إحنا).. أو سمّها رغبة في أن تشاركني هذه النشوات القديمة.. المهم أني أضمن لك الاستمتاع.. كان الممثل العالمي "كيرك دوجلاس" يحكي عن مجموعة من الحسناوات رأينه في الشارع، فرُحن يصرخن، وأوشكت إحداهن على فقدان الوعي.. ضحك لهن النجم المُسنّ في ثقة وقد سرّه أنه لم يفقد شيئاً من جاذبيته. هنا سمع فتاة تقول لأخرى: "هذا هو والد مايكل دوجلاس!" هذا هو بالضبط ما أشعر به بالنسبة للمطرب العالمي "خوليو إجلاسياس" الذي ملأ أسماعنا وأبصارنا في السبعينيات والثمانينيات، أما اليوم فهو لا يمثل للشباب سوى والد "إنريكي إجلاسياس"! ولد "خوليو إجلاسياس" في إسبانيا عام 1943.. كان والده طبيباً، وقد بدا منذ البداية أن مسار حياة الفتى هو كرة القدم؛ فقد كان لاعب كرة شهيراً في فريق ريال مدريد؛ لكن حادث سيارة ألمّ به عام 1963 وقضى على مستقبله في كرة القدم للأبد.. ولفترة ثلاثة أعوام حسِب الأطباء أنه لن يمشي ثانية. بدأ الفتى يتعلم عزف الجيتار وتزوّج فتاة فليبينية هي التي أنجبت له "إنريكي".. بدأ نجمه يسطع في عالم الغناء ومثّل إسبانيا في مهرجان يوروفيجان.. واشتهر بصوته الرخيم وأغانيه الشاعرية الهادئة.. غنى بالفرنسية والإيطالية والإسبانية ونادراً بالإنجليزية، ثم إنه انتقل ليعيش في ميامي بفلوريدا، وفي العام 1980 دعاه الرئيس أنور السادات ليغني في مصر أمام الأهرام.. وهي الدعوة التي ثار حولها جدل كبير فيما بعد؛ لكن الجمهور المصري كله عرف "خوليو".. كما رأى طريقته المفرطة في التركيز أثناء الغناء لدرجة أنه كان ينزعج كلما تحرّك أحد في مجال نظره وسط الجمهور الغفير الذي حضر الحفل. ما زال "خوليو" يُصدر بعض الألبومات من حين لآخر، وإن كانت الشهرة الساحقة لابنه قد غطّت على شهرته. أغنية اليوم من أجمل وأرقّ ما غنى خوليو إجليسياس، ويمكن بالفعل أن تتحول إلى قصيدة شعرية مؤثرة.. معاني الكلمات واضحة، ويمكن أن يتابعها كل من يملك إلماماً بسيطاً باللغة الفرنسية.. فقط نقول إن كورفو جزيرة يونانية.. ومن الواضح أن الذهاب لها لا يكلّف الكثير.. صاحبنا لا يملك مالاً يكفي للذهاب لكورفو؛ لكنه يكلّم حبيبته عن الذهاب لأمريكا.. يمكنك سماع أغنية اليوم على هذه الوصلة: إضغط لمشاهدة الفيديو: أنا لم أتغير.. ما زلت دوماً ذلك الفتى الغريب.. الذي كان يُنشد لك أغاني الحب.. ويخترع أيام الآحاد لك.. ويجعلك تسافرين إلى بعيد.. ******************* Je n'ai pas change Je suis toujours ce jeune homme atranger Qui te chantait des romances Qui t'inventait des dimanches Qui te faisaient voyager ******************* أنا لم أتغير ما زلت ذات الفتى الأحمق قليلاً.. الذي كان يحكي لك عن أمريكا وهو لا يملك مالاً يكفي ليأخذك إلى كورفو.. ******************* Je n'ai pas change Je suis toujours ce garson un peu fou Qui te parlait d'Amerique Et n'atait pas assez riche Pour t'emmener a¡ Corfou ******************* وكذا أنتِ لم تتغيري.. ما زال لك ذات العطر الرقيق.. وما زالت لك ذات الابتسامة الخافتة.. التي تقول الكثير من دون أن تقولي شيئاً.. لا.. أنت كذلك لم تتغيري.. كانت لديّ رغبة قويّة في أن أحميك.. أن أحرسك.. أن أعنى بك.. رغبة قوية في أن أعود لك.. ******************* Et toi non plus tu n'as pas change Toujours le meme parfum lager Toujours le meme petit sourire Qui en dit long sans vraiment le dire Non toi non plus tu n'as pas change J'avais envie de te protager De te garder de t'appartenir J'avais envie de te revenir ******************* أنا لم أتغير ما زلت ذات الفنان البوهيمي المبتدئ الذي كان يكتب الشعر فيك.. قصائد تبدأ بلفظة "أحبك". وتنتهي بلفظة "غداً".. ******************* Je n'ai pas change Je suis toujours l'apprenti baladin Qui t'ecrivait des poames Qui commenait par je t'aime Et finissait par Demain ******************* أنا لم أتغير.. ما زلت أختار الدرب الذي يروق لي.. طريق واحد على ظهر الأرض قد جعلني أحبه هو الطريق الذي مشينا فيه معاً.. ******************* Je n'ai pas change Je prends toujours le chemin qui me plait Un seul chemin sur la terre A raussi a me plaire Celui qu'ensemble on suivait *******************