"فريال" توجهت إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، وتقدمت ببلاغ تتهم فيه والدها بمعاشرتها معاشرة الأزواج لمدة 7 سنوات، واعترفت أنها أنجبت منه طفلة سفاحاً اسمها "رحمة"، وعندما تم استدعاء الأب حاول إنكار التهمة باعترافات صاعقة بأن ألقى التهمة على ابنيه "سيد" و"دسوقي" (شقيقَيْ فريال)، واتهمهما بمعاشرتها، وأن ابنة فريال "رحمة" هي ثمرة العلاقة بينها وبين شقيقها "دسوقي". التحقيقات ما زالت مستمرة، وجارٍ عرض "فريال" على الطب الشرعي هي وابنتها "رحمة"، وسماع أقوال الأطراف الأخرى في هذه الكارثة المجتمعية التي هبطت على رؤوسنا جميعاً مثل انهيار صخرة الدويقة أو حريق قطار الصعيد. منذ 7 سنوات، والعلاقة الجنسية المحرمة دائرة بين الأب وابنته، حسب اتهامات الابنة ويدخل فيها الأشقاء الذكور للفتاة، وينتهي الأمر بالتواطؤ بين أطراف هذه العلاقة إلى أن تحمل وتنجب الابنة، فمن المسئول عن هذه الطامة الكبرى؟ أين دوائر العلاقات الاجتماعية من الأهل والأقارب لهذه العائلة؟ هل بولاق الدكرور ترتبط بنفق مباشر مع غابات الأمازون مثلاً تجعلها معزولة عن العالم؟ هل تعزل هذه العائلة نفسها فلا يخرج أفرادها إلى العمل ولا يتعاملون مع جيرانهم في الحي ولا يهنئهم أحد في مناسباتهم؟ ماذا قالت الابنة لجيرانها عندما حملت من أبيها حسب اتهاماتها؟ هل يعرف أقارب هذه العائلة المنكوبة بقصص العلاقات المحرمة بين "فريال" وأبيها وأخويها ويتواطئون بدورهم؟ هل قصة "فريال" منتشرة في الحي كأمر واقع معروف؟ وبم تنادي الطفلة "رحمة" جدها الرسمي وأباها في الوقت نفسه حسب اتهامات أمها؟ كان الراحل الدكتور "أحمد المجدوب" قد شكك في تقرير علمي نُشر في لندن منذ سنوات، ورد فيه أن مصر والولايات المتحدة والهند وإسرائيل، يوجد بها أسرة من كل أربع أسر يقع بها زنا المحارم، إما بين الأب والابنة أو بين الابنة وأشقائها أو بين الأم وأبنائها، وقلل العالم الراحل في كتابه حول زنا المحارم المنشور عام 2003 من هذه النسبة المرتفعة التي أوردها التقرير اللندني مستشهداً بتقرير آخر من معهد Unicri بروما أجرى مقابلات مع 500 سيدة وفتاة من مصر أعربت 10% منهن عن مرورهن بتجربة زنا المحارم. وأيًّا كانت النسبة 25% أو 10% أو أقل أو أكثر بحكم عوامل التستر والإخفاء التي تتسم بها مجتمعاتنا الشرقية، إلا أن ناقوس الخطر يدق بشدة بعد تحلل الروابط القيمية في المجتمع وفي القلب منها الروابط الأسرية، فإذا كان الابن يقتل أمه بسم الفئران أو يطعن أباه في مسجد فمن السهل عليه أن يواقع أخته، وإن كان الأب يقتل ابنه أو الأم تخنق وليدها، فمن الواضح أننا أمام انهيار للقانون الأسري، النواة التي يتشكل منها المجتمع مثلما نلمس جميعاً تحلل الروابط بين قطاعات المجتمع. وأمام هذا التحلل البادي في قانون الأسرة وفي روابط المجتمع، ليس غريباً أن تنتشر الجرائم الشاذة من قتل الآباء والأبناء أو ارتكاب العلاقات المحرمة داخل الأسرة. عن اليوم السابع الأحد 25 يوليو 2010