أصدرت محكمة أمن الدولة العليا اليوم (الأربعاء)، برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة، حكمها فيما يعرف بقضية حزب الله، وتراوحت الأحكام بين المؤبد والسجن ستة أشهر. وقضت المحكمة بالسجن المؤبد بحق أربعة، من بينهم المتهم الهارب محمد قبلان والمعروف بلقب "رئيس قسم مصر بوحدة دول الطوق" بتنظيم "حزب الله"، و15 عاماً بحق ثلاثة من المتهمين؛ من بينهم المتهم سامي شهاب، وستة أشهر بحق "حَدَث"، إضافة إلى عقوبات أخرى ما بين السجن عشرة أعوام وسبعة أعوام وعام واحد. كما قضت بمصادرة المضبوطات وإلزام المحكومين بدفع المصاريف.
وجاء في لائحة الاتهام أن المتهمين انضموا إلى خلية سرية تابعة ل"حزب الله" بهدف بالتجسس على حركة الملاحة في قناة السويس، والتخطيط لشنّ هجمات على منتجعات سياحية في سيناء، يرتادها سياح إسرائيليون.
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم: إن أفعال المتهمين المنتمين لما يسمى ب"خلية حزب الله" لا تتفق ودعم الشعب الفلسطيني؛ لأنه من غير المبرر أن يكون دعم الشعب الفلسطيني من خلال استهداف سفن قناة السويس، وتصنيع المتفجرات، واستهداف السائحين في شمال وجنوب سيناء. وأضافت أن هذه الأفعال كان هدفها الإضرار بالاقتصاد وإشاعة الفوضى وتكدير الأمن العام للبلاد.. ومن المستحيل أن يتمكنوا من هذا؛ لأن أمن مصر يحميه جهاز أمن يقظ ورجال أوفياء.
الأحكام تراوحت بين المؤبد وال 15 عاماً (عدسة: عمرو عبد الله) هيئة الدفاع من جهتها وصفت هذه الأحكام بالأحكام المغلّظة، والتي طبقت الحد الأقصى للعقوبة التي نص عليها القانون أمام هذه التهم.
ووفقا لما سبق فلا مجال أمام المتهمين للاستئناف ضد هذه الأحكام؛ بل يجب تطبيقها فور تصديق رئيس الجمهورية عليها؛ حيث إن أحكام محكمة "أمن الدولة العليا طوارئ"، والتي أنشئت بموجب قانون الطوارئ الصادر في 1981، قطعية ولا رجعة فيها؛ وبالتالي فالطريق الوحيد المتاح أمامهم هو تقديم التماس للرئيس كي لا يصدّق على الأحكام، ثم تعاد محاكمتهم من جديد.
جدير بالذكر أن أحداث هذه القضية تعود إلى 26 يوليو من العام 2009 عندما أحيل عدد من المتهمين إلى نيابة أمن الدولة بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر، ضد منشآت وسياح وسفن؛ فضلاً عن التخابر مع منظمات خارج البلاد. ونفى المتهمون طوال الجلسات التهم التي وجهها لهم الادعاء العام المصري، وقال أحدهم: إنه تعرض للتعذيب خلال فترة احتجازه. وكان الأمين العام ل"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله قد اعترف العام الماضي بأن سامي شهاب كان يقوم بما وصفه بأنه "عمل لوجستي" لمساعدة حركة حماس في مواجهة إسرائيل، وليس للقيام بنشاطات تستهدف أمن مصر. عن مصادر متعددة