السلام عليكم على كل العاملين فى "بص وطل".. أنا كتبت إليكم من قبل وكانت مشكلتي عاطفية أما اليوم فمشكلتي لا أعرف معناها وهي تخص علاقتي بأختي.. أنا أريد أن أفهم معنى الأخوة؟ أختي لا أتذكر لها شيء يسعدني؛ هى الآن متزوجة منذ شهر ونصف تقريبا.. وكنت أعتقد أن بعد زواجها وبعدها عني لأنها تعيش في بلدة أخرى ستعطف عليّ، ولكن المشاعر تجف أكثر، فقبل زواجها كنت أريد أن أتحدث إلى أحد أثق به وهي لم تعيرني أي اهتمام، كنت عندما أبكي أحتاج إلى الطبطبة ولم تفعل؛ كانت أنانية بصورة بشعة وأهلي كانوا شهود على ذلك. كانت الخلافات بيننا كثيرة جدا لدرجة أنها عندما تزوجت لم أشعر بغيابها ولكن شعرت براحة نفسية تامة تقريبا، ولكن عندما تأتي لتزورنا كل أسبوعين تقريبا وتمكث 3 أيام تعكر صفوي وتجعلني أبكي. وهي تظهر في صورة ملاك أمام زوجها.. تعطيه من الحب والحنان الذي حرمتني منه..فماذا تريد مني؟ هي تعلم أنني حساسة جدا لدرجة أنني أبكي لساعات. لم أكن أعلم أن بقلبها مشاعر إلا عندما رأيتها مع زوجها، وأنا لا أكره ذلك أبدا فأنا أحب لها الخير، ولكن بتصعب عليّ نفسي، فهل أنا لا أستحق العطف منها؟ قد أعطيتها كثيرا من وقتي ومن جهدي البدني والنفسي ومن المشاعر ومن الحب.. فهل لا أستحق؟
Mon mon
عزيزتي، المشكلة ليست فيكِ بل في شقيقتك، فالمفترض أن حنان الأشقاء وحبهم وعنايتهم أشياء لا تُطلَب، ولا تُستَجدَى، بل هي تأتي بتلقائية وبساطة، وتقصير شقيقتك في حقك عليها هو عيب فيها لا فيكِ. أنا لا ألومك لشعورك بافتقاد قربها الإنساني منك، رغم قِدَم العهد بجفائها وجفافها نحوك، ولكني أنصحك في حال أن لم ينصلح حالها معك أن تُبقي الحال على ما هو عليه مع الحفاظ على رابطة الرَحِم بشكل بسيط، ولا بأس بمحاولات للاقتراب منها من حين لآخر، حسب طاقتك، ولكن لا تعَوِلي كثيرًا على تأثرها بذلك إلا لو تعرضت هي لمؤثر ما(خبرة حياتية-صدمة ما-نضج مع العمر) يجعلها تعيد النظر في علاقتها بكِ، عندئذ تفاعلي إيجابيًا معها وحاولي جديًا مساعدتها على الاقتراب منكِ. أما عن افتقادك وجود"شخص تثقين به"بجوارك فيمكنكِ تعويضه بمحاولة اكتساب صديقة تشغل هذا الفراغ لديكِ، فكثير منا بلا أشقاء، ويعوضون ذلك بالتقارب مع الآخرين وببناء صداقات قوية يكون الصديق فيها بقرب الأخ بل وربما أكثر، فلماذا لا تحاولين فعل ذلك؟ اعتقد أن هذا من شأنه سد فراغ غياب أختك عنكِ وإزاحة كثير من الهموم النفسية عن كتفيكِ من خلال إدراكك أنكِ لم تعودي وحيدة، وهو شعور رائع-أعني إدراك أن هناك من يقف بجوارك-يعطيكِ طاقة إيجابية تجعلكِ أكثر قوة في مواجهة الحياة. وأما عن مضايقاتها لكِ فاعتقد أن عليكِ التحلي بقدر هائل من برود الأعصاب، فنحن كثيرًا ما نحتك بأشخاص مستفزون يثيرون ضيقنا وغضبنا، وطالما أنها تسيء معاملتك فأمامك حل من اثنان: إما أن تتصدي لذلك بقوة وحزم، وتوقفيها عند حدها، أو أن تتجاهليها في تلك الأوقات وتتحاشي الاحتكاك بها، الخيار لكِ وفق ارتياحك النفسي لأيهما وكذلك وفق تقاليد بيتك. إذن.. فكري فيما قلتُ لكِ، وليهديكِ الله تعالى لما فيه الخير.. ويهدي أختكِ العاقة لأن لها أختًا تحبها وتريد أن تقترب منها، وهذا ليس عسيرًا على مقلب القلوب. تحياتي