في الحقيقة تردّدت كثيرا لكي أكتب؛ لأن هذه المسألة لا تخصّني، وإنما تخصّ أختي الكبرى وقدوتي الحسنة التي أعتمد عليها وأحبّها كثيرا، وعلى صلة قريبة جدا منّي. أختي أحبّت شخصا كثيرا مثل أي أحد، وأعتقد أنه أحبّها أيضا، ولكن بابا لم يوافق على هذا الشخص لأنه مازال يدرس، والمستقبل أمامه طويل للغاية؛ لأنه في كلية الطب، وبعد فترة أكتر من حوالي سنة اتصل بأختي، وقال لها إن أبوه مات، وكان بيكره والدي، علما بأن أبي يعمل بالخارج، وكانوا هيبقوا على اتصال، ولكن عندما قالت له إن أبي سيعود قريبا لم يكلّمها. وفات شهر وأكثر، والموبايل بتاعه قفله، ولا نعلم لماذا، ثمّ تقدّم لأختي ابن عمي، وتقابلوا مرتين، ولكن أختي لم تشعر بأي انجذاب تجاهه، علما بأنه ثري، ووالدته شخصية كويسة، وتعاملها مثل ابنتها تماما، وتقريبا أختي متعلّقة بحبها الأول. أنا حزينة على أختي كثيرا، وابن عمي ده في الشكل مش حلو، أنا عارفة إنها نعمة ربنا والله، بس ليه حبيبها الأولاني ما اتكلّمش؟! هل كان بيتسلّى بها؟ طيب ليه؟! هل من الممكن ييجي تاني ويتقدّم لها؟! أمي بتقول لها إن ابن عمها فرصة، وأختي خايفة، وعملت استخارة، وهي حاسة إنها هتضيع وندمانة عليه، أنا مقتنعة إن ابن عمي شخص كويس، ولكن القلب وما يريد. أنا آسفة إني طوّلت، ولكن أنا أحبّها كثيرا، ويا رب تساعدوني. theprinces
صديقتنا الصغيرة.. أعجبني في البداية ما ذَكرتِه من علاقتك بأختكِ، وكيف أنكِ تشاركينها حياتها، وتبحثين لها عن حلول لمشكلاتها، وهذا شعور أخوي طيب ينمّ عن نفسية نقيّة مستقرّة. ثانيا.. أنتِ تسألينني عن الشاب الأول دارس الطب، وتندهشين من أنه "خَلَع" لمّا علم أن أباكما سيأتي قريبا، وأن الهزار سيتحوّل إلى جد، ثمّ تسألين ببراءة "هل كان يتسلّى ولماذا؟"، نعم يا صديقتنا الصغيرة كان يتسلّى، ولكن ربنا نجّى أختكِ منه، ثمّ رزقها بابن عمها هذا الشاب الذي ذَكرتِ بين ثنايا كلامك أنه "ليس فيه عيب أوي، سوى أن شكله مش حلو ولكنه نعمة ربنا"، وعليه نرى أنكم لا تجدون فيه عيبا واضحا، يرفَض لأجله، كما أن أمه "شخصية كويسة" وتعامل أختكِ كابنتها، وعن ماذا تبحث الفتاة إلا عن زوج طيب وأم تعاملها كابنتها، وحياة هادئة لا حوارات وشقلبانات. أمّا مسألة أنها لا تشعر ناحيته بأي انجذاب الآن؛ فهذا لأنها ما زالت متعلّقة بالشاب الأول على أمل أن يعود إليها، وهذا ما يجب أن تصرّ هي أنه لا يكون؛ فحتى فرضا إذا جاءها هو؛ فعليها أن توضّح له أنها لا تريده؛ لأنه ليس رجلا كما ينبغي، حيث تركها ولم يكلّف نفسه بإطلاعها على قراره. كما أنكِ ذكرتِ أنها صلّت استخارة، والاستخارة مِن مقتضياتها أن تسعى في الأمر الذي تستخير لأجله، إلا أن يظهر لها عكس ذلك، أو أن يتمّ الله لها هذا الأمر. انصحيها بأن تتوكّل على الله، وأن تنصرف عن التفكير فيما مضى؛ فقد وضح للعيان أنه "مش بتاع زواج"، وإذا كانت هي تعميها غشاوة الحب والذكريات؛ فعليكِ أنتِ أن تنصحيها وتكشفي أمامها الحقيقة، وأدعو الله لكما بالسعادة والتوفيق.