"أي حزب ينفصل عن القافلة الرئيسية إما لأنه ارتأى سبيلاً آخراً لتحرير مصر، أو أراد أن يسلك هذا السبيل وحده، أو أنه أصابه بعض الملل من طول المدة و لم يتحمل استراتيجية النفس الطويل". هكذا علق محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، على حالة الجدل في أوساط رافضي النظام الحاكم بعد انسحاب حزبي الوسط والوطن من التحالف الوطني لدعم الشرعية. حالة الجدل حول مستقبل التحالف دفعت سودان للتأكيد على إعادة هيكلة "دعم الشرعية" وتطوير استراتيجيته بما يتلاءم مع مستجدات الساحة السياسية. وفي حواره مع "مصر العربية"، رفض سودان الإعلان عن تعديلات استراتيجية التحالف وإعادة هيكلته وتوزيع المهام فيه، "للحفاظ على القيادات الجديدة التى حلت محل من استشهد أو اعتقل أو خرج من البلاد لحمل راية المقاومة من داخل البلاد"، حسب قوله. وحول وصف البعض للتحالف بأنه "يترنح"، عقب انسحاب الوسط والوطن، نفى سودان ذلك تماماً، مؤكدا أن الحراك الثورى داخل و خارج مصر لن يتوقف وفقا لما أسماها "استراتيجية النفس الطويل" لإجهاد النظام الحالي. وإلى نص الحوار: كيف تنظر لانسحاب حزبي الوطن والوسط من التحالف الوطني لدعم الشرعية؟ كل حزب ينفصل عن القافلة الرئيسية التى حملت راية تحرير مصر من العسكر، إما لأنه ارتأى سبيلاً آخر لهذا التحرير، وأراد أن يسلك هذا السبيل وحده، أو أنه أصابه بعض الملل من طول المدة ولم يتحمل استراتيجية النفس الطويل. وأعتقد أن الزمن كفيل بإظهار الحقيقة، لكنني أتعجب من قيادات حزب الوسط، حيث صرحوا بأنهم كأفراد لم يستقيلوا من التحالف الوطنى لدعم الشرعية ولكن حزبهم أعلن انسحابه، وهو تناقض غريب لم أعهده فى المجال السياسي من قبل. البعض يرى أن التحالف "يترنح" بعد هذه الانسحابات.. فما ردكم؟ هذا الوصف عار تماما من الصحة، بدليل أن الحراك الثوري داخل وخارج مصر لم يتوقف، ولن يتأثر بمثل هذه الانسحابات مطلقا، لأن الحراك الثوري أقوى وأكبر من كل مكونات التحالف، وهو الذي يقود وليس أحدا غيره. صحيح أن الحراك تغيرت أشكاله وقلت ساعاته، لكنني أرى أن استراتيجية النفس الطويل هي الأفضل لتطوير العمل والمحافظة على الاستمرارية وإجهاد قوات الجيش والشرطة التى عكفت على مطاردة مناهضى الانقلاب منذ 28 يونيو 2013 وحتى الآن. خلاصة القول: التحالف يسير فى طريق إسقاط الانقلاب ويصر علي هذا الدرب، ومن يريد أن يستكمل معنا الرحلة على الرحب والسعة، وأما من اختار طريقاً آخر لنفس الغرض فلا بأس، وهو حر فى اختيار الطريق والوسيلة. كيف تقيم مجمل أداء التحالف؟ وما الذي استطاع تحقيقه حتى الآن؟ لا يسعني إلا أن أفخر بكل شبل وفتاة ورجل وامرأة ممن شاركوا فى الحراك الثورى الذى دام أكثر من 14 شهرا رغم القتل والاعتقال والتعذيب والاغتصاب، لكنهم ما زلوا مُصرين على استعادة كرامتهم وحريتهم التى سرقها العسكر منهم منذ الثالث من يوليو 2013 وحتى الآن. وطبيعى أن يشوب أي عمل جماعي بعض الأخطاء، خاصة في ظل وطأة حكم عسكري ودولة إرهابية بامتياز، ولكن قيادات الداخل والخارج سرعان ما يلجأون إلى المراجعة وتصحيح الأخطاء للمحافظة على أرواح وحرية المشاركين فى هذا الحراك الداخلي على الأرض، وإرباك النظام العسكري الانقلابي. ما هي ملامح الهيكلة الجديدة التي أعلن عنها التحالف في بيانه الأخير؟ بقدر ما وصلنى من معلومات من الداخل أن هناك إعادة هيكلة، ومراجعات للمسار السابق، وتطوير الهيكلة وإستراتيجية للعمل بما يتواءم مع المستجدات على الساحة السياسية داخل مصر. ونتيجة الظروف الأمنية الشديدة، فمن الأفضل أن لا يتم الإعلان عن التطوير الذى تم فى هيكلة التنظيم وتوزيع المهام، حتى نحافظ على القيادات الجديدة التى حلت محل من استشهد أو اعتقل أو خرج من البلاد لحمل راية المقاومة من داخل البلاد. وكيف تنظر لمستقبل التحالف في ظل الظروف الراهنة؟ جارى تطوير الأداء والإستراتيجية، كما تمثل الكيانات الجديدة، مثل المجلس الثورى المصري، تحريك للماء الراكد ومظلة أوسع تضم مناهضى الانقلاب، إضافة إلى التحالف الوطنى لدعم الشرعية. وكيف تنظر لدعوات تأسيس كيان أشمل وأوسع خارج إطار التحالف والمجلس؟ نحن نرحب بأي كيان يعمل على نفس الهدف وهو إسقاط الانقلاب، والمجلس الثوري أو غيره من الكيانات التى ربما تخرج للنور فى القريب العاجل، تعمل فى نفس الإطار ولها نفس الهدف. لكنني وددت لو توحدت كل الجهود طالما كان الهدف واحدا، فالبركة فى الجماعة. المصدر : مصر العربية