طغت التلميحات والابتسامات الصفراء على القمة العربية التي تختتم أعمالها اليوم في الكويت فعلى الرغم من أن أغلب القيادات كان في سياق خطاباتهم الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين وتنامي دورها في منطقة الشرق الأوسط لم يذكر أي من القادة العرب الجماعة على لسانه كما ارتسمت الابتسامات الصفراء على وجوه قيادات دول الخليج على الرغم من الخلافات بينهم بعد سحب (الإمارات والسعودية والبحرين) سفراءهم من قطر. فبداية التلميحات كان من قبل مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية للسلام في سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي دعا إلى وقف تدفق السلاح على طرفي الصراع في الحرب التي قتلت أكثر من 140 ألف شخص وهجرت الملايين. ولم يذكر الإبراهيمي بالاسم الدول التي تقدم السلاح لكن يعتقد أن السعودية وقطر هما الممولان الرئيسيان للمساعدات العسكرية لمقاتلي المعارضة في سوريا بينما تعد إيران الداعم الرئيسي في المنطقة للرئيس بشار الأسد. وثاني هذه التلميحات كانت من قبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الدول والذي دعا العربية إلى تسوية الخلافات التي قال إنها تعرقل العمل العربي المشترك. ولم يذكر الشيخ صباح دولة بعينها لكنه كان يشير فيما يبدو إلى خلافات متفاقمة بين دول عربية بشأن الدور السياسي للإسلاميين في المنطقة وما تراه عدة دول في منطقة الخليج تدخلا في شؤونها من جانب إيران الشيعية التي تخوض صراعا إقليميا على النفوذ مع السعودية السنية. وقال مشاركون في القمة لوكالة رويترز للأنباء: إن هناك خلافات حول دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين وطريقة التعامل مع الأزمة السورية وتعريف "الإرهاب" في المنطقة إلا أن أيا من زعماء الدول المشاركة في القمة لم يشر إلى الجماعة علنيا. قال أحد الدبلوماسيين: "التوتر قائم وراء الأبواب المغلقة لكن كل شيء يجري في تكتم دون أي مواجهات (في العلن). هناك انقسامات واضحة حول ما يراه السعوديون والقطريون." وتأتي قمة الكويت في أعقاب خلاف غير معتاد بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي جراء دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين واتهامات من العراق للسعودية وقطر بدعم مسلحين في محافظة الأنبار العراقية. وقال دبلوماسي آخر لرويترز: "ترددت وراء الأبواب المغلقة تصريحات حادة بخصوص مصر. وأدلت قطر بتعليقات بخصوص ما ينبغي أن يحدث في مصر وقالت مصر إنها من يقرر شؤونها." وتميل دول الخليج إلى إبعاد خلافاتها عن المناقشات العامة وهو ما أضفى حساسية خاصة على قرار السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين سحب سفرائهم من قطر في وقت سابق هذا الشهر. وتتهم الدول الثلاث الدوحة بالتدخل في شؤونها الداخلية ودعم جماعات تعتبر تلك الدول آراءها خطرا سياسيا. وتنفي قطر التدخل في أي مكان لكنها شددت على أنها لن تغير سياستها الخارجية. أما على صعيد الانسحابات فبعد دقائق قليلة من انتهاء الجلسة العلنية للقمة العربية في الكويت، بثت وكالة الأنباء السعودية خبر مغادرة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للقمة عائدا للرياض، في خطوة اعتبرها المراقبون نهاية واقعية للقمة التي فشلت قبل بدايتها، التي حتما لن توفر أرضية لتوافق عربي حول أبرز القضايا والخلافات بين الدول الأعضاء، الأمر الذي دعا للانسحاب السعودي من القمة، خاصة أن ولي العهد انتقد بصراحة في كلمته في جلسة الافتتاح عدم تخصيص المقعد السوري الشاغر في القمة للائتلاف الوطني، وطالب بتعديل موازين القوى على الأرض ودعم المعارضة السورية، لوقف شلال الدم الذي يمارسه النظام السوري. وكذلك سارع أمير قطر لمغادرة القاعة فور إلقاء كلمته دون أسباب معلنة، ولم يتبين بعد ما إن كان غادر إلى الدوحة أم لا. كما هددت ثلاث دول عربية بالانسحاب من القمة في حال إعطاء مقعد سورية للائتلاف الوطني السوري وهي الجزائر ولبنان والعراق، وتردد أن السودان انضم إلى هذا المعسكر، لكن لؤي صافي المتحدث باسم الائتلاف نفى ذلك، وقال إن السودان لم تنضم إلى هذا المعسكر.
فيما أعلن وزير المال اللبناني علي حسن خليل أنه “انسحب من القاعة التي تنعقد فيها القمة العربية في الكويت أثناء إلقاء رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا كلمته انسجاما مع قناعاته والتزاماته”.
أما على صعيد الابتسامات "الصفراء" فبدا واضحا محاولات أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح محاولة تنقية الأجواء بين الجانبين، حيث حرص على اصطحاب كل منهما إلى جانبه متوسطا إياهم، متوجهين من القاعة الأميرية لالتقاط صورة تذكارية قبيل انعقاد القمة العربية، وهو يمسك بأيديهما وأظهرت لقطات مباشرة بثها تليفزيون الكويت الرسمي تبادل أحاديث ودية وابتسامات بين القادة الثلاثة. كما تم التقاط الصورة التذكارية للقادة العرب، بينما يقف أمير الكويت، متوسطا كلا من أمير قطر وولي العهد السعودي. كما صافح أمير قطر تميم بن حمد الرئيس عدلي منصور أثناء توافد الملوك والرؤساء على قصر “بيان” بالعاصمة الكويتية، وأشارت المصادر أن الأمير تميم هو من بدأ بمصافحة منصور خلال استقباله رؤساء وملوك الدول العربية المشاركين في القمة، وتبادل الاثنان الحديث لمدة دقيقة، فيما ظهرت ابتسامة محدودة على وجه منصور. وكان واضحا أن المصافحة كانت “بروتوكولية”. وتختتم القمة العربية أعمالها اليوم بإصدار "إعلان الكويت" الذي يتوقع أن يتبنى مشاريع القرارات التي أقرها وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم يوم الأحد الماضي وتم رفعها للقادة والرؤساء العرب لاتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة في هذا الشأن. المصدر : مصر العربية