الإهمال في عيون وقحة وجمعة الشوان في عيون شعب مصر . .هذا ما أظهرته الأزمة الصحية والنفسية التي تعرضت لها جمعة الشوان قاهر الموساد في الفترة الآخيرة فتأخر وتدهور الشعوب يظهر عندما تهمل الشعوب أبطالها ولاتستفيد من خبراتهم فهم الذين صارعوا الخوف وقاوموا الخطر وضحوا بكل ما هو غال وثمين آثرين المنفعة العامة علي المنفعة الخاصة؛ لذلك يفخر بهم المجتمع والتاريخ ومن هؤلاء أحمد الهوان الشهير ب"جمعة الشوان"، والذي عمل جاسوسًا مزدوجًا لصالح المخابرات المصرية والذي ساهم في تضليل العدو بمعلومات خاطئة ساهمت في انتصارات أكتوبر وزود مصر بأحدث أجهزة التجسس الإلكترونية في واحدة من أشهر وأنجح قصص الجاسوسية علي مستوي العالم فهو إنسان طيب القلب خفيف الظل مليء بأصالة المصريين شعرت وأنا أتحدث معه بعطاء الأب والقائد وبخوفه الشديد علي مصر وعلي شبابها مردداً عبارة: "كل شباب مصر أولادي"، وهو الآن يعاني من أمراض خطيرة وأجري مؤخراً عملية جراحية بالقلب ولكن أكثر معاناته من إهمال الدولة لمشاكله. فقد طلب العلاج علي نفقة الدولة منذ سنوات وطلب معاشا يساعده علي الحياة عشرات المرات ولكن بكل آسف كان الإهمال موقفًا متكررًا وقد حدث ذلك تزامناً مع كشف المخابرات لجاسوس مصري يعمل لصالح الموساد وشتان بين هذا وذاك بين من قاوم الفقر والمرض قبل وأثناء العمل ضد الموساد وأيضاً بعد التوقف عن العمل الاستخباري وبين من يبيع وطنه ودينه بالقليل من الدولارات وهذا مايدعونا للتأمل والتفكر فيما حدث. فلو كان الشوان ممثلاً أو وزيراً أو مغنياً لبادرت الحكومة بعلاجه عن نفقة الدولة قبل أن يطلب رغم أن هؤلاء في استطاعتهم العلاج علي نفقتهم الخاصة أليس من حق جمعة الشوان أن يصرف له معاش كبير من قبل الدولة ليس فقط بعد مرضه ولكن منذ أن أنهي العمل مع الحكومة المصرية ليحيا حياة كريمة؟ فجمعة الشوان يريد من أمه مصر أن تحتضنه وقت مرضه وشدته بدليل أنه لم يطلب من الحكومة معاشا إلا بعد تدهور صحته ولكن حتي في أحضان الحبايب شوك يا قلبي.. فهل هذا هو رد الجميل يا مصر؟ هل من صنع لك مجدا وحافظ عليك كمن سرقك ونشر الفساد في أراضيك؟ ومن الأشياء المضيئة أن بعض البرامج وبعض الإعلاميين ومنهم أحمد المسلماني تبنوا قضية الشوان وتكفل بعضهم بنفقات العلاج وقاموا بعمل مبادرة شعبية في حب ومساعدة الشوان وحب من يعملون لخدمة مصر وهذا يدل علي أن الشوان وجميع الأبطال والعلماء في عيون شعب مصر ونتيجة لهذا الضغط الإعلامي المكثف قامت وزارة الدفاع أخيراً بإعلانها عن تحمل نفقات علاج جمعة الشوان وإعطائه معاشاً خاصاً فالمؤسسة العسكرية دائماً تعالج الأمور بسرعة وبجدية بخلاف المؤسسات المدنية التي تعاني من الروتين والنمطية والوساطة.. فلماذا أذن ننتظر ضغط الإعلام ودموع الأبطال والعلماء وتدهور حالتهم الصحية والمادية والنفسية حتي نهتم بهم؟ فعلي كل أجهزة الدولة رعاية كل من خدموا مصر رعاية متكاملة وبشكل خاص والاستفادة من خبراتهم وأدعوا جميع دور النشر إلي أن تنشر مذكرات هؤلاء الأبطال ليكونوا قدوة طيبة لشبابنا.. فهل هذه الواقعة ستحفز مسئولين ومواطنين علي مزيد السرقة والنهب في البلد في فترة حكمهم لأنهم سوف يهانون ويهملون بعد خروجهم من مناصبهم وعند شدة احتياجهم؟ فكم نخاف منك يا مصر في السنوات القادمة؟ ألم تكتف الحكومة بإهانتنا وإهمال آلاف المرضي؟ فالحذر الحذر من إهمال رموزنا وأبطالنا؛ لأنهم الصور الجميلة الباقية التي لم تتشوه في هذا البلد.