منذ صدور القانون رقم 103 لسنة 1961 لتطوير الازهر ، والتعليم الازهري في شتي مراحله يشهد حالات من التدهور والانحدار وكان هذا التطوير دائما علي حساب المواد الشرعية لصالح المواد المدنية وفي مؤتمر تطوير التعليم الثانوي وسياسات القبول بالتعليم العالي تم اغفال التعليم الازهري تماما . فلم يدع احد من قيادات التعليم الازهري للمشاركة في المؤتمر كما لم يتم تقديم اية اوراق عمل متعلقة به او طرح اي رؤي تخصه كما لم يوص المؤتمر بأي شئ يخص التعليم الازهري وكأنه خارج الخدمة ولم يكن في حسبان احد من المسئولين عن التعليم في مصر ثم اتت الدعوة الي فصل الكليات العلمية عن الكليات الشرعية في اطار اتجاه الدولة الي التفكير في علمنة الازهر لتكون بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير وتؤدي الي انقسام رجالات الازهر وجامعته علي نفسه واحتدام الجدل ما بين مؤيد ومعارض بشكل ادي الي مزيد من التدهور للتعليم الازهري. يقول د. محمد رضا محرم عميد كلية الهندسة الاسبق بجامعة الازهر: علي الرغم من انني اري ان ما يحدث هو شئ اقرب الي الهزل ويعكس تصورات مجردة لا تتوافق مع الواقع الذي نعيشه وتخلق من المشاكل اكثر مما تؤدي الي حلول وبالتالي فهو تهريج لا تطوير وربما الدليل علي هذا ان التعليم الازهري لم يدرج لكي يدرس وتحلل اوضاعه بعمق لكي يتحقق له مثل الذي يامله المهرجون ان يتحقق للتعليم العام خاصة اذا علمنا ان التعليم في جامعة الازهر يكاد يعادل ربع الاعداد في جميع جامعات مصر اي ان الذين يتقدمون الي الثانوية الازهرية لا يقلون عن ربع عدد المتقدمين بل قد يزيدون الي الثلث وربما اكثر والاليات المقترحة بما يسمي بالتقويم الشامل وتجزئة الامتحانات وادراج ما يسمي باعمال السنة في تقييم شهادة نهاية مرحلة كالثانوية العامة ثم ابتداع عمل امتحان مسابقة للقبول بالجامعة واعتبار درجاته جزءا من تقويم الطالب وليس فقط اشتراط النجاح في امتحان القبول هذا واعتماد مجموع امتحان الثانوية العامة وحده معيارا للقبول في الجامعات كل هذه الامور تؤدي الي فساد مطلق حيث تزيد الدروس الخصوصية في الثانوية ويتسع فرق شراء الدرجات بالدفع وبالتالي سينشأ سوق لبيع الدرجات. ويري الشيخ يوسف البدري ان الازهر انشيء اساسا ليكون منبرا للمذهب الشيعي في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ولكن المذهب الشيعي لم يجد في مصر سوقا رائجة فاغلق بعد قرنين ثم افتتح بعد ذلك بعدة قرون ليكون منبرا للمذاهب السنية وقد تولي رئاسته رجال عملوا علي حفظ التراث وتدريسه . كما قرر الائمة الا انه بعد ذلك ومنذ قرنين من الزمان خلا من كثير من العلوم غير الشرعية وحاول محمد عبده ان يدخلها مرة اخري الا انه حورب واكتفوا باضافة مبادئ في الرياضيات وفي العلوم والاحياء وغيرها. ويستدرك الشيخ يوسف البدري : لكن جاء د. محمد البهي واستطاع ان ياخذ موافقة جمال عبد الناصر بتطوير الازهر وادخال العلوم المدنية فيه كالكيمياء والفيزياء والرياضيات والميكانيكا وغيرها من هذه العلوم ولذلك جعلوا الثانوية الازهرية اربع سنوات بدلا من ثلاث في التعليم المدني ليتمكن الطالب من استيعاب العلوم الشرعية جنبا الي جنب العلوم المدنية. وطالب البدري بضروره واخذ اراء العاملين به وعدم الاستهانة بها وتطبيق ما تفضي اليه المناقشات الجادة من داخل الازهر لا من خارجه وهم اصحاب الامر والله عز وجل يقول " اسالو اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " . ويقول د. عبد الحكم الصعيدي استاذ الحشرات الاقتصادية بكلية الزراعة جامعة الازهر اننا لا نوافق علي اي شئ يمس حصانة الازهر بل لا نوافق علي ان يكون الازهر ينحدر للاسفل بهذه الكيفية التي يحاول بها اعداء الازهر الشريف لانه في النهاية لا يعدو ان يكون تقليصا لدور جامعة الازهر وخروجا بها علي هدفها المنشود. ويضيف د. الصعيدي ونحن في جامعة الازهر لا نلتفت الي اي ضغط من الضعوط في العلوم الاسلامية والشرعية التي تتميز بها جامعة الازهر. فالمطالب الغريبة تنادي بالغاء التعليم الديني في الدول العربية والاسلامية والغاء التعليم الازهري الجامعي في اعقاب الكشف عن دراسة الحكومة المصرية اصدار قانون جديد لتطوير التعليم العالي سيتم دمج الازهر فيه. ويتساءل د. الصعيدي : لماذا هذه الاقتراحات التي تهدد كيان جامعة الازهر بل وتهدد رسالته العلمية تحديدا . فهل فشلت الرسالة العلمية مع الرسالة الدعوية ؟ اذن فلابد من تقييم التجربة ومعرفة مواضع الخلل او النجاح والفشل حتي تتضح الصورة ولهذا فلابد للفكر القيادي ان تكون فلسفته واضحة. اما د. منصور السيد ساطور استاذ القانون الجنائي وعميد كلية الشريعة والقانون الاسبق فيقول ان جامعة الازهر مازالت في تدهور مستمر بسبب السياسات الخاطئة في الجامعة واخر هذا السياسات او القرارت فصل جامعة الازهر عن الازهر. فهذا المقترح خطة امريكية وتدخل امريكي يهدف الي تفتيت الازهر وجامعته باعتبار ان الازهر لديهم هو منبع الارهاب واكد د. ساطور بان هذه المقترحات مقترحات هادفة لا تخدم الاسلام ولا الازهر في شيء بل تعادي الاسلام والازهر بكل قيمه. والغرض من هذه المقترحات هو هدم جامعة الازهر العريقة وليس بناؤها وتطويرها فلماذا الهدم ونحن دولة اسلامية ودولة الازهر؟ فقد ياتي الهدم من المسلمين اكثر من غيرهم وقد ياتي من القائمين علي حراسة الازهر اكثر من المتربصين به قلم يرض احد بذلك كما ان مجلس الجامعة لم يوافق علي هذا المقترح.