يستعرض كتاب “مآسي حلب – الثورة المغدورة ورسائل المحاصرين”، من إعداد الصحافي السوري صبر درويش والصحافي والروائي اللبناني محمد أبي سمرا سير أحداث المدينة المنكوبة بعد ثورة 2011 على لسان سكانها، في خط زمني متسلسل، مركزا على أبرز المفاصل التي تركت علاماتها على المدينة، وغيرت صيغتها لتؤول في النهاية إلى ما آلت إليه. ينطلق الكتاب بعد التمهيد من السؤال الأكثر جوهرية “لماذا تأخرت المدينة عن الالتحاق بركب الثورة السورية؟”، فيبدأ بعرض الأسباب المباشرة ومنها الصيغة التي كانت تحكم علاقة تجار المدينة بالنظام والتشديد الأمني المفروض عليها كما العاصمة. ويقدم، أيضا، لمحة عن أبرز الدوائر التي تشكل فيها الحراك الثوري في المدينة، وما قابلها من مجموعات أنشئت لقمع أي تحرك محتمل. ثم دخول المدينة لاحقا، وبشكل مفاجئ، في معادلة العسكرة وما ترتب على ذلك من أضرار بعد توسع رقعة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة والحصارات التي فرضت على المدنيين في مناطق النظام ومناطق المعارضة، وصولا إلى تدويل الصراع واستقدام الجيوش والميليشيات للقتال داخل المدينة وعلى أطرافها. يستند كتاب “مآسي حلب – الثورة المغدورة ورسائل المحاصرين” الصادر حديثا عن دار المتوسط (2016) إلى عدد كبير من شهادات ورسائل سكان المدينة، إضافة إلى مواد صحافية منشورة للكندي ماثيو إيكنز والألماني كريستوف رويتر. وقد تم اعتمادها جميعا كوثائق انطلق منها المعدان لتوثيق الحكاية. وفي هذا السياق يقول الصحافي صبر درويش ل”العرب” “لا يعدو الكتاب كونه محاولة لتوثيق جانب من جوانب ‘حكاية مدينة حلب' في مرحلة الحراك الثوري. فمدينة حلب، كباقي المدن السورية الثائرة تغص بالأحداث، وتحكمها ديناميكيات عالية من التغيير، لذا كان من الاستحالة الإحاطة بكل التفاصيل بعمل واحد. فالكتاب في هذا المعنى، يوثق جانبا فقط من حكاية حلب وأهلها”. حيادية وموضوعية وعن مدى تدخل المحررين في صياغة الرواية، يقول أحد المؤلفين صبر درويش “على مستوى تفاصيل الحكاية وجملة الأحداث التي أتيح لمعدي الكتاب الحصول عليها وجمعها، فقد تم عرضها كما هي، أي بمعنى أننا لم نتدخل إطلاقا في الحقائق وتفاصيل الأحداث، فعرضنا ما توصلنا إليه بكل موضوعية وحياد، إلا أن تدخلنا كان على مستوى الشكل، أي تحرير المادة وترابطها اللغوي والجمالي، وتركيب فصول الكتاب وأجزائه”. ويضيف درويش “تم الاستماع إلى العديد من الشهادات، وتم في ما بعد تفريغها كنصوص مكتوبة، وإثر ذلك خضعت هذه النصوص للتحرير والضبط اللغوي، بينما الشهادات والمقابلات التي حصلنا عليها كنصوص تمت إعادة بنائها لغويا ومن ثمة تم وضعها في القسم المناسب وفق الخطة التي كانت موضوعة للكتاب، لذا قلنا في مقدمة الكتاب إن هذا العمل يكاد يكون عملا جماعيا، ونتاج جهود مشتركة لعدد من الناشطين والكتاب والفاعلين في أحداث الثورة في حلب”. لغة روائية يحاول الكتاب الإضاءة على بعض التفاصيل بطريقة قد تكون أقرب إلى الأسلوب الروائي، ففي الكثير من الأجزاء خرج الكتاب عن دائرة التوثيق ليقترب من السرد القصصي، فتظهر معالم شخصيات يتم الحديث عنها، وتصاغ مشاهد الحكاية بشكل درامي. ويعلق درويش على هذه النقطة “لا يوجد هدف مباشر من ذلك، وإنما أسلوب إعداد الكتاب كان محكوما بأمرين، الأول وهو أن المعديْن ينتميان إلى حقل الصحافة وليس إلى حقل العمل البحثي الأكاديمي، وهو شيء منحنا مساحة واسعة على صعيد التحكم باللغة واستخدامها، وفي الكثير من الأحيان كانت أجناس صحافية متعددة حاضرة بين دفتي الكتاب”. ويضيف درويش قوله “بالنسبة إلى محمد أبي سمرا، شريكي في هذا العمل، بالإضافة إلى كونه صحافيا مخضرما، فهو أيضا روائي وله العديد من الأعمال الروائية، وهو أيضا ما ترك أثره على الصياغة العامة للعمل. ثانيا، أعتقد أن التجربة مفتوحة على التجديد والإبداع”. ويتابع “حاولنا تقديم عمل يمزج بين عدة منهجيات معرفية، ومعالجة جديدة لموضوع كتابنا، استفدنا من أدواتنا الصحافية في جمع مواد الكتاب، وسعينا في الوقت ذاته إلى الالتزام بقواعد البحث العلمي في تنسيق المعلومات وطريقة عرضها، واستنفدنا الشحنة العاطفية عبر استخدام اللغة الروائية في تقديم النسخة النهائية من الكتاب. فمآسي حلب كان حصيلة هذا المزج”. ويشار إلى أن كتاب “مآسي حلب” هو الجزء الثاني من سلسلة “تجربة المدن المحررة” التي يتم إنجازها بالتعاون مع مركز “شرارة آذار” الإعلامي، ويجري اليوم العمل على إنجاز الكتاب الثالث من السلسلة والذي سيعنى باستعراض “حكاية حماة” منذ مذبحة العام 1982 مرورا بالتحولات الكبرى التي طرأت على المدينة بعد ثورة 2011. يستعرض كتاب “مآسي حلب – الثورة المغدورة ورسائل المحاصرين”، من إعداد الصحافي السوري صبر درويش والصحافي والروائي اللبناني محمد أبي سمرا سير أحداث المدينة المنكوبة بعد ثورة 2011 على لسان سكانها، في خط زمني متسلسل، مركزا على أبرز المفاصل التي تركت علاماتها على المدينة، وغيرت صيغتها لتؤول في النهاية إلى ما آلت إليه. ينطلق الكتاب بعد التمهيد من السؤال الأكثر جوهرية “لماذا تأخرت المدينة عن الالتحاق بركب الثورة السورية؟”، فيبدأ بعرض الأسباب المباشرة ومنها الصيغة التي كانت تحكم علاقة تجار المدينة بالنظام والتشديد الأمني المفروض عليها كما العاصمة. ويقدم، أيضا، لمحة عن أبرز الدوائر التي تشكل فيها الحراك الثوري في المدينة، وما قابلها من مجموعات أنشئت لقمع أي تحرك محتمل. ثم دخول المدينة لاحقا، وبشكل مفاجئ، في معادلة العسكرة وما ترتب على ذلك من أضرار بعد توسع رقعة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة والحصارات التي فرضت على المدنيين في مناطق النظام ومناطق المعارضة، وصولا إلى تدويل الصراع واستقدام الجيوش والميليشيات للقتال داخل المدينة وعلى أطرافها. يستند كتاب “مآسي حلب – الثورة المغدورة ورسائل المحاصرين” الصادر حديثا عن دار المتوسط (2016) إلى عدد كبير من شهادات ورسائل سكان المدينة، إضافة إلى مواد صحافية منشورة للكندي ماثيو إيكنز والألماني كريستوف رويتر. وقد تم اعتمادها جميعا كوثائق انطلق منها المعدان لتوثيق الحكاية. وفي هذا السياق يقول الصحافي صبر درويش ل”العرب” “لا يعدو الكتاب كونه محاولة لتوثيق جانب من جوانب ‘حكاية مدينة حلب' في مرحلة الحراك الثوري. فمدينة حلب، كباقي المدن السورية الثائرة تغص بالأحداث، وتحكمها ديناميكيات عالية من التغيير، لذا كان من الاستحالة الإحاطة بكل التفاصيل بعمل واحد. فالكتاب في هذا المعنى، يوثق جانبا فقط من حكاية حلب وأهلها”. حيادية وموضوعية وعن مدى تدخل المحررين في صياغة الرواية، يقول أحد المؤلفين صبر درويش “على مستوى تفاصيل الحكاية وجملة الأحداث التي أتيح لمعدي الكتاب الحصول عليها وجمعها، فقد تم عرضها كما هي، أي بمعنى أننا لم نتدخل إطلاقا في الحقائق وتفاصيل الأحداث، فعرضنا ما توصلنا إليه بكل موضوعية وحياد، إلا أن تدخلنا كان على مستوى الشكل، أي تحرير المادة وترابطها اللغوي والجمالي، وتركيب فصول الكتاب وأجزائه”. ويضيف درويش “تم الاستماع إلى العديد من الشهادات، وتم في ما بعد تفريغها كنصوص مكتوبة، وإثر ذلك خضعت هذه النصوص للتحرير والضبط اللغوي، بينما الشهادات والمقابلات التي حصلنا عليها كنصوص تمت إعادة بنائها لغويا ومن ثمة تم وضعها في القسم المناسب وفق الخطة التي كانت موضوعة للكتاب، لذا قلنا في مقدمة الكتاب إن هذا العمل يكاد يكون عملا جماعيا، ونتاج جهود مشتركة لعدد من الناشطين والكتاب والفاعلين في أحداث الثورة في حلب”. لغة روائية يحاول الكتاب الإضاءة على بعض التفاصيل بطريقة قد تكون أقرب إلى الأسلوب الروائي، ففي الكثير من الأجزاء خرج الكتاب عن دائرة التوثيق ليقترب من السرد القصصي، فتظهر معالم شخصيات يتم الحديث عنها، وتصاغ مشاهد الحكاية بشكل درامي. ويعلق درويش على هذه النقطة “لا يوجد هدف مباشر من ذلك، وإنما أسلوب إعداد الكتاب كان محكوما بأمرين، الأول وهو أن المعديْن ينتميان إلى حقل الصحافة وليس إلى حقل العمل البحثي الأكاديمي، وهو شيء منحنا مساحة واسعة على صعيد التحكم باللغة واستخدامها، وفي الكثير من الأحيان كانت أجناس صحافية متعددة حاضرة بين دفتي الكتاب”. ويضيف درويش قوله “بالنسبة إلى محمد أبي سمرا، شريكي في هذا العمل، بالإضافة إلى كونه صحافيا مخضرما، فهو أيضا روائي وله العديد من الأعمال الروائية، وهو أيضا ما ترك أثره على الصياغة العامة للعمل. ثانيا، أعتقد أن التجربة مفتوحة على التجديد والإبداع”. ويتابع “حاولنا تقديم عمل يمزج بين عدة منهجيات معرفية، ومعالجة جديدة لموضوع كتابنا، استفدنا من أدواتنا الصحافية في جمع مواد الكتاب، وسعينا في الوقت ذاته إلى الالتزام بقواعد البحث العلمي في تنسيق المعلومات وطريقة عرضها، واستنفدنا الشحنة العاطفية عبر استخدام اللغة الروائية في تقديم النسخة النهائية من الكتاب. فمآسي حلب كان حصيلة هذا المزج”. ويشار إلى أن كتاب “مآسي حلب” هو الجزء الثاني من سلسلة “تجربة المدن المحررة” التي يتم إنجازها بالتعاون مع مركز “شرارة آذار” الإعلامي، ويجري اليوم العمل على إنجاز الكتاب الثالث من السلسلة والذي سيعنى باستعراض “حكاية حماة” منذ مذبحة العام 1982 مرورا بالتحولات الكبرى التي طرأت على المدينة بعد ثورة 2011.