أكدت دراسة نشرها المعهد القومي الأمريكي للجو والبحار، إن التبدلات المناخية العنيفة التي ظهرت في عدة دول مؤخراً لديها سبب مباشر، هو ارتفاع الحرارة في القطب الشمالي الذي بدأ تأثيره يمتد أكثر فأكثر نحو الجنوب، وذكرت الدراسة أن هناك "أدلة تشير إلى أن ارتفاع حرارة الهواء في المناطق الدنيا من القطب خلال فصل الخريف الحالي، تؤدي إلى تبدلات في تحركات التيارات الهوائية في القطب والمناطق التي تقع إلى جنوبه"، مشيرة إلى إن موجات البرد القارص وتزايد تساقط الثلوج في بعض المناطق هو بسبب هذه الظاهرة، إلى جانب التأثير الذي تفرضه تلك التبدلات على حياة البشر والحيوانات الموجودة في بيئتها الطبيعية، فإن ارتفاع حرارة القطب يتسبب في تقليص الغطاء الجليدي الموجود في البحر القطبي، ما سيكون له تداعيات على الأنظمة البيولوجية حول العالم". وفى السياق ذاته، يشار إلى أن المعهد القومي الأمريكي للجو والبحار، يقوم كل عام بقياس حجم الدائرة القطبية في شهر سبتمبر، لأنه الشهر الذي تكون فيه تلك الدائرة عند أدنى مستوياتها، وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية لهذا العام أن حجم الجليد الموجود هو بين الأدنى منذ بداية الرصد عام 1979، كما ذكر المعهد أيضاً أن مستويات ما يعرف ب"الجليد الجديد" في تزايد كل عام، وذلك ما يعني أن هناك مساحات لم تعد تشهد غطاء جليدياً على مدار السنة، بل بات الأمر يقتصر على أشهر الشتاء، ليعود الغطاء إلى الذوبان بعد ذلك. ومن جهه أخرى، يذكر أن تشهد مناطق عديدة في العالم تقلبات مناخية قاسية أكثر من المعتاد هذه السنة، حيث سادت موجات من الجفاف والحرارة في روسيا وأوروبا، بينما حصلت فيضانات مدمرة في دول آسيوية عديدة، على رأسها باكستان.