انتهت فاعليات مؤتمر أصوات معاصرة الأول منذ أيام حيث تم تخصيص هذه الدورة باسم مؤسس السلسلة الدكتور حسين علي محمد الذي رحل في يوليو الماضي عن عمر يناهز الستين عاماً، وأصدر المؤتمر كتاباً للأبحاث تحت عنوان(مؤتمر أصوات معاصرة الأول – د.حسين علي محمد – العاشق والوردة) بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على صدور السلسلة التي أسسها الفقيد الراحل في أبريل 1980م، ضم الكتاب، الذي يقع في 418 صفحة، عدة محاور ودراسات شارك فيها العديد من الباحثين والنقاد المصريين والعرب. كما كرم المؤتمر الأدباء والشعراء أحمد حسن الفائز بجائزة البابطين ورفقاء مسيرة الفقيد الراحل الشاعر بدر بدير والشاعر محمد سليم الدسوقي وأسم الشاعر الراحل عبد الله السيد شرف .. وقد ضم برنامج المؤتمر 4 جلسات بالإضافة إلى أمسية شعرية أحتشد لها العشرات. في بداية المؤتمر وفي الجلسة الافتتاحية طالب د. أحمد زلط رئيس المؤتمر بالوقوف دقيقة حداد على روح د. حسين علي محمد وقراءة الفاتحة على روحة، وقال في كلمته أن د. حسين قدم رسالة الأدب على أولويات الحياة (بيته وأسرته، بل عائلته..) فكان يمثل مؤسسة فردية خلاقة ولأن الحب /الرسالة دون أدني ربحية كان غاية أسرة أصوات معاصرة من المستشارين والمحررين، فقد آن أوان الحصاد/التكريم، وإلي فريد من الحب لرسالة الحب من الحالم أبداً المفرد في حدائق الصوت شأن كل محب أثرى الحياة وقدم نبض الأدباء طوال حياته. وقال الأديب مجدي جعفر أمين عام المؤتمر ورئيس التحرير الجديد لسلسلة (أصوات معاصرة) قال: "أنا لازلت غير مستوعب مسألة رحيل معلمي الكبير د.حسين علي محمد بالرغم من مرور أكثر من شهر ثم أستعرض محاور المؤتمر وشكر القائمين والمشاركين فيه. د؟حسين علي محمد بالرغم من مرور أكثر من شهر ثم أستعرض محاور المؤتمر وشكر القائمين والمشاركين فيه. وتحدث د. صابر عبد الدايم وقال منذ عام 1967 وأنا على علاقة وطيدة بالدكتور حسين على محمد حتى ظن الناس أننا أقارب أو أخوة أو أن بيننا علاقة صهر أو نسب. ثم قرأ كلمة د. محمد عبد الرحمن الربيع وكيل جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الذي صاحب الفقيد منذ أول يوم سافر فيه إلي المملكة حتى آخر يوم فكان نعم الأخ والصديق ووعد د. محمد الربيع بطبع الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور حسين على محمد. كما شارك فى المؤتمرالاعلامى والاكاديمى السعودي الدكتور عبد الله الحيدرى أستاذ الأدب المشارك بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، فقدم ورقة نقدية عن نصيب الأدب فى المملكة العربية السعودية من سلسلة "أصوات معاصرة "حيث وقف على ثلاثة عشر كتابا لمؤلفين سعوديين او لمؤلفين عرب عن الأدب السعودي صدرت فى المدة من 1998 إلى 2010م وتنوعت بين دراسة أدبية ، ومقالات، وديوان شعر ،ورواية لمؤلفين مشاهير ،ومؤلفين شباب يصدرون أعمالهم للمرة الأولى بحيث حرصت السلسلة على تقديم الأعمال الجيدة بغض النظر عن شهرة المؤلف، إضافة إلى السعي الحثيث للتنويع فى الإصدارات، واقترح فى النهاية توحيد شكل المطبوعات وإخراجها والاهتمام برصد قائمة الإصدارات فى نهاية كل كتاب والاستفادة من الاغلفة الأخيرة للكتب بتقديم ملخصات لها وتراجم موجزة لأصحابها والعناية بالتصحيح والمراجعة0 وفى المحور( الملف الخاص ) بالدكتور حسين شارك الشاعر سعيد عاشور بقصيدة مرثية بعنوان "متتاليات الفقد والذكريات" ثم تحدث الأديب فرج مجاهد عن علاقته بالراحل وأستعرض الدراسات التي كتبت عنه - مركزاً علي آخر رسالة جامعية نوقشت بجامعة المنصورة تحت عنوان (شعر حسين على محمد في الفترة من 1977م إلي 2000 م – دراسة فنية) للباحث السيد مختار جاب الله الحسيني القهوجي الذي حصل على درجة الامتياز لرسالته للماجستير والتي أشرف عليها د.عبد الحميد القط و د. مختار عطية ،كما حوى الكتاب دراسات عن الراحل بأقلام محمد سليم الدسوقي ومحمد جبريل وعلى الغريب واحمد فضل شبلول ود. حلمي محمد القاعود ود. احمد يوسف و د.على عشري زايد وجمال سعد ود. احمد زلط و د. صابر عبد الدايم وشريف صالح وحوارات معه ونماذج من ابداعه0 و تحدث الأديب أحمد عبده عن ذكريات أول وآخر لقاء مع الفقيد، وناقش د. نادر عبد الخالق في الجلسة الثانية التي أدارها بوعي ثاقب الشاعر الصحفي "حزين عمر"، الشخصية المسرحية في سلسلة "أصوات معاصرة" من خلال مسرحيات (طز.. طر) لكامل الكفراوي و(المضحكة) لعلي الغريب و(الغائب والبركان) لمحمد سعد بيومي و(عودة أصحاب الرؤوس السوداء) لعبد الله مهدي، وتناول الناقد إبراهيم حمزة خمس أعمال قصصية في بحث عن القصة القصيرة في السلسلة تحت عنوان (السرد المضني.. قراءة في أعمال قصصية) تناول فيه مجموعات: (بسمة على وجه مالك الحزين) لمحمد حجاج، و(جملة اعتراضية) لسهام العربي، و(في الليلة الأولى قالت شهرزاد) لعنتر مخيمر، و(للجبل أغانِ أخرى) لهيام صالح، و(الجدار السابع) لأحمد عبده. أما سمير الفيل فقد تناول الصراع في بعض القصص المصرية في" أصوات معاصرة" فدرس الصراع مع الماضي في قصة سلوى الحمامصي (ابتسامة كريستال) والصراع مع الذات في قصة د.حسين علي محمد (عرض موجز لموت زرقاء اليمامة) وصراع الإيرادات في قصة محمد الحديدي (الحقيبة) والصراع الداخلي في قصة (صفية) لحسني سيد لبيب، وصراع الموت والحياة في قصة (نقوش على جدار الأيام) لوائل وجدي. وفى الجلسة التالية،وكانت عن الإبداع الشعري فى "أصوات معاصرة" فقد قدم د.محمد سلمان ورقة نقدية بعنوان "البنية الايقاعية00دراسة فى دواوين شعرية00دراسة وصفية" تناول فيها دواوين:سعيد عاشور(بداية وقوفي) ،ويوسف عبد العزيز (للصمت والرماد)، وليلى العربي (عبرات الفجر)، واكرامى قورة (اكتب لكم من عينيها)، وبدر بدير (لن يجف البحر)، د. صابر عبد الدايم (القبو الزجاجي)0 وخص الباحث محمود الديدامونى ديوان ( مابيننا) للشاعر عماد على قطري بدراسة منفردة تحت عنوان "ثنائية الصراع00حتمية المواجهة"0 وفى مقاربة حول حركة النقد فى "أصوات معاصرة" تناول الباحث صبري قنديل مجموعة من الكتب النقدية الصادرة فى السلسلة للدكتور حسين على محمد ( 6كتب ) والناقد ثروت مكايد (5 كتب) حيث يرى إن مركزية الرؤية النقدية عند الناقدين ترتكز فى إطار اسلامى يحرص على مايمكن تسميته باسلمة المعرفة ،سواء فيما يخص الإبداع أو الرؤية الثقافية أو النقد0 وعرض الأديب عبد الله مهدى لتسعة كتب نقدية صدرت فى السلسلة منها كتب تكريمية عن الأدباء محمد جبريل ،واحمد فضل شبلول، ومحمد سليم الدسوقي ، وحسنى سيد لبيب، وإبراهيم سعفان، بالإضافة إلى كتاب رائد عن أدب المهجر الشرقي للدكتور محمد عبد الرحمن الربيع ، وكتاب عن رواية يوسف إدريس المتفردة "البيضاء"0 وأكد المؤتمر فى النهاية على استمرار السلسلة ومواصلة المشوار الذي بدأه الراحل وعلى دورية انعقاد المؤتمر فى يوم 21يوليو كل عامين0 كما نعى المؤتمر رحيل الشاعر الكبير عبد المنعم عواد يوسف ،وهو من الرواد الذين خصصت لهم " أصوات معاصرة " احد أعدادها التكريمية عام2002م تحت عنوان (الرؤية الإبداعية فى شعر عبد المنعم عواد يوسف) بقلم الباحث الفلسطيني د. خليل أبو ذياب ، ود. حسين على محمد فى 140 صفحة من القطع الكبير0 وقد شارك فى المؤتمر عدد كبير من محبي الراحل والأصدقاء والتلاميذ التي غاصت بهم قاعة المؤتمرات بالمركز الاعلامى بالزقازيق، وأعلن الأديب فؤاد حجازي عن تخصيص ملف خاص فى العدد القادم من مجلة " أوراق ثقافية" التي يرأس تحريرها، والتي يصدرها إقليم شرق الدلتا الثقافي، عن د. حسين على محمد وطالب من يرغب فى المشاركة بسرعة تقديم عمله.