تحولت الناصرية من حركة قومية إلي فتات من أحزاب متناحرة تعمل في جزر منعزلة، وانسلخ البعض لتأسيس احزاب او الانضمام لحركات بفكر جديد تحت عبائة الناصرية، ولكنها في الوقت ذاته تختلف تماما مع مبادئ القومية العربية، وان كانت الاوضاع القائمة بالحزب العربي الناصري قد دفعت بعض الاقطاب الفعالة للهجرة والانضمام الي حركات او حزب تحت التأسيس يعتنق مبدأ الناصرية والقومية العربية، عسي ان تجد ضالتها المنشودة، موجهة للقيادات الحالية بالحزب الناصري اللوم والاتهامات، بأنهم يجلسون في غرف مكيفة، ويعملون علي تقليص العضوية والتي لا تزيد في الوقت الحالي علي 900 عضو، اضافة الي استغلال الجريدة الناطقة بلسان الحزب وهي العربي الناصري للترويج لمصالحهم الخاصة، وامتد الحديث الي السؤال عن ال 5 ملايين جنيه وهو المبلغ الذي حصلت عليه الجريدة من العقيد القذافي كدعم لها - حسبما جاء علي لسان البعض، واخر الازمات كانت قبول احمد حسن التعيين بالشوري، بما وصفه البعض بالصفقة مع النظام . بالاضافة الي المشاكل الداخلية الملتهبة بالحزب، والتي تكاد تصل للانفجار لتحدث ازمة، ففي الوقت الذي أبدي فيه سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب رغبته في أن يتخذ الحزب قراراً بمقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة.. مشيرا الي عدم قدرة الحزب علي خوض مثل هذه الانتخابات، مدللا علي موقفه بعدم استطاعة الحزب خوض انتخابات الشوري، وانتخابات الشعب القادمة، لما يحدث بها من تزوير علني، قرر فرحات جنيدي عضو الأمانة المركزية للشباب بالحزب الترشح خوض انتخابات الرئاسة القادمة والتي ستجري في 2011، وأعلنت جبهة شباب الناصري للإصلاح السياسي دعمها لجنيدي، بعد أن عرض طلبه علي الأمانة العامة، مطالبين الهيئات التنظيمية الاخري للحزب بدعمه تأكيداً علي مبدأ دستوري هو "للناخب حق الترشيح". كما أعلن كل من د. محمد السيد أحمد أمين الشئون السياسية بالحزب الناصري وسيد حنفي أمين العمال موافقتهما علي اختيار جنيدي مرشحا لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب الناصري، إيمانا منهم بدور الشباب في الفترة القادمة لإحداث تغيير سياسي حقيقي . والمثير للدهشة أن قرار جنيدي لم يكن مصدر اهتمام عدد كبير من قيادات الحزب، خاصة أن الناصري لم يحسم قرار خوض انتخابات الرئاسة من عدمه، إلا بعد الانتهاء من خوض انتخابات الشعب والتي من المقرر أن تجري في شهر نوفمبر المقبل . كما تشهد الساحة الناصرية الان حالة من الترقب في انتظار تحقق تنبؤات احمد الجمال القطب الناصري البارز والتي اعرب عنها الشهر الماضي في احد برامج التوك شو، حيث اكد ان الحزب الناصري اصابته الامراض ووصل لمرحلة الاحتضار، خاصة ان ضياء الدين داود رئيسة الحالي حالته الصحية سيئة، وأصيب بانهيار تام في الذاكرة، وقال هناك ثعالب صغيرة، قليلة في الموهبة، والثقافة، والقدرات، لا تستطيع أن تعمل إلا في ظل هذا الجو البغيض، متسائلا: هل نستطيع في فرصة مقبلة أن نصحح، و يرتاح رئيس الحزب ويعقد مؤتمر عام لاختيار من يخلفة؟ .. وتوقع في حالة الاصرار علي ابقاء الوضع علي ما هو عليه، أن يتم حل هذا الحزب وأن يعود الناصريون إلي تيار عريض، يسكن ضمير الأمة ويتوزع علي قواها الاجتماعية والسياسية، واستطرد قائلا: إنه من الممكن الانضمام للوفد ونبقي في الطليعة الوفدية، أو نكون مع حمدين ومع آخرين نشكل جبهة عريضة، ومن الممكن أن ننساق مرة أخري في الأرض . ولم تقتصر مشاكل الناصرية علي مجرد حزب بل امتددت وتشعبت داخل التيار الناصري بشكل عام.. وتكونت مجموعات علي الفيس بوك بهدف استعادة مصر الاشتراكية، ومحاربة الصهيونية، ثم بدأ البعض في مهاجمة حمدين صباحي وكيل مؤسس حزب الكرامة، وتوجيه له الاتهامات بأنه محرف الناصرية حينما دعا إلي الوطنية الجامعة في برنامج الكرامة معتبرين الوطنية الجامعة للحزب "تحت التأسيس" إقليمية وانعزالية وتبريرا ليتماشي مع موضة ثقافة جمعيات التمويل الأجنبي، وقامت حرب كلامية ضد صباحي لطلبه التحالف مع اليبراليين المصريين . كما حذرت هذه المجموعة - والتي تطلق علي نفسها القومية العربية - من هجوم البعض علي الناصرية، ومحاولة توسيع الفرقة بين الناصريين، واجتذاب الشباب الثوري الرافض لحالة الضعف المؤسسي الناصري، ومحاولة اختراق أي تنظيم قد ينشأ نتيجة رفض جمهور التيار الناصري لمؤسساته، ودعت اعضاءها الي التماس. وشهد منتدي الفكر القومي علي الفيس بوك ايضا، اشتباكات كلامية بين شباب ورجال التيار الناصري حتي تحولت الي معركة كلامية، حاول بعدها البعض تدمير المنتدي وانتقد القطب الناصري جمال الصباغ مثل هذه الافعال .. واصفا من يقوم بها بانهم بعض المراهقين السياسيين، متوقع بانهم من يتولون حملة حمدين صباحي .. واصفا تصرفاتهم بأنها غير مسئولة تهدف لتخريب منتدي الفكر القومي أكبر وأهم منتدي ناصري علي الفيس بوك لتحالفاتهم المشبوهة مع بعض تجار الناصرية، وقال: لقد وقع هؤلاء الإخوة من شباب الكرامة في فخ كان يجب الا يقعوا به خاصة انهم يقودون حملة انتخابات كان عليهم رص الصفوف ومد الجسور وكسب ثقة الجميع وتأييدهم، لان هذه العمليات التحريضية وباسم حمدين صباحي وهو منها بريء لا تخدم حملتهم الإنتخابية وتسيء اكثر ما تسيء الي حمدين نفسه، والأهم من ذلك انها اساءت بصورة كبيرة الي التيار الناصري ليس في مصر وحدها بل كل الساحات العربية، هم وحدهم يتحملون المسئولية الكاملة عن كل هده الإساءات، وكان يجب علي الأصوات العاقلة من حزب الكرامة ان ينتبهوا الي كل ذلك ولا يسمحوا بان تصل الأمور الي ما وصلت اليه، بل كان من الطبيعي ومن المهم ان يكسب هؤلاء الشارع الناصري والان ولسوء الحظ خسروا وخسر حمدين معهم.