ما إن اتهم الجيش النظامي للرئيس بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرّمة دولياً ضد المدنيين في سوريا، قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية توجيه ضربات جوية على مناطق محددة تابعة للنظام من قبل السفن العسكرية الأمريكية في البحر، وذلك عقب اجتماع رؤساء أركان جيوش غربية وعربية في العاصمة "عمان "والذي أكدوا على فشل الحل العسكري الداخلي وضرورة التدخل الخارجي في مواجهة نظام الأسد، مما ينذر ذلك باشتعال الحرب العالمية الثالثة التي تهدد المنطقة بالكامل خاصة بعد تحذيرات كل من روسيا والصين لأمريكا بعدم التعرض لسوريا للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وما أن اقترب موعد توجيه الضربات استنكرت جموع الأوساط السياسية في مصر محاولة التدخل العسكري ضد سوريا لما يمثله من تهديد للأمن القومي لمصر، خاصة أن الاعتداء على سوريا يعد البوابة الأولى للاعتداء على مصر وجيشها العريق . د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق، أكد أن استعدادات الولاياتالمتحدةالأمريكية لضرب الجيش النظامي في سوريا، عقب اجتماع قادة الجيوش العربية والغربية في العاصمة الأردنية "عمان "، والاتفاق حول محاصرته عسرياً بدعوى استخدام السلاح الكيميائي في التوقيت الراهن ما هي إلا رسالة تريد أمريكا أن توجهها للجيش المصري الذي وقف أمامها وأسقط عميلها الأول الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته الفاشية التي حاولت أن تعطي للغرب -خاصة أمريكا- الفرصة في التدخل في شؤون البلاد الخاصة ومحاولتها السيطرة على الإرادة الشعبية التي انطلقت رافضة لهذا التدخل رغم تهديد الغرب بقطع المعونات الاقتصادية في ظل الأزمة الراهنة، وأشار السعيد أن محاولة ضرب سوريا أمراً محالاً في ظل وجود دول أكثر قوة في المنطقة وأكثر تحالفاً لسوريا مثل "روسيا والصين " الرافضتان لهذا التدخل السافر، وعدم اعترافهم بجميع القرارات التي أسفرت عن هذ اللقاء الذي يحاول الإتجار بالأزمة السورية، لإرهاب وتراجع الجيش المصري عن موقفه الثابت بعيداً عن الانشقاقات التي فشلت العديد من الدول العربية والغربية عن زعزعته أو الإطاحة به . ويرى حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي ، أن الحملة العسكرية التي تديرها الولاياتالمتحدةالأمريكية لضرب سوريا بالتعاون مع بعض الدول العربية التي لا تعي حجم المخاطر التي تحفّ هذه المعركة العدوانية التي تجهز لها أمريكا بدعوى مكافحة الأسلحة الكيميائية الموجودة داخل الجيش النظامي لبشار الأسد، خاصة إن كانت تستهدف من ورائها تدمير المنطقة العربية بالكامل من أجل فرض هيمنتها ونفوذها عليها، بعد أن أفشلت مصر هذا المخطط بتوحيد الشعب والجيش في مواجهة التدخل الخارجي الأمريكي، الذي يحاول الحرب والاعتداء على مصر من خلال الحرب على سوريا وفقاً لدروس التاريخ - على حد تعبيره-وشدداً على ضرورة توحيد جميع الشعوب العربية وجيوشها معاً في صف واحد لمواجهة التدخل الغربي الغاشم وقطع أيدي الجميع قبل أن تصل ضربة عسكرية واحدة لأي دولة عربية بالمنطقة حتى لا يتكرر سيناريو الغرب الزائف في مكافحة الإرهاب والسلاح النووي بالمنطقة كما حدث من قبل بغزو واحتلال العراق وأفغانستان وتفكيك جيشه، والآن تواصل هذه القوى الخبيثة محاولاتها للقضاء على الجيش السوري، لعدة أهداف وتآمرات تأتي في المقام الأول لصالح الحليف الأول لأمريكا وهي إسرائيل التي سبق لها ووجهت ضرب جوية لسوريا، بينما يأتي الهدف الآخر بحصار الجيش المصري. ويشير مجدي حمدان أمين العمل الجماهيري بحزب الجبهة، إلى أن ضرب سوريا هو أحد الأهداف الإسرائيلية لتفتيت البلاد والاستيلاء على هضبة الجولان بالكامل كأحد جوائز أمريكا لحليفتها الأساسية، خاصة وأن الحيلة الكاذبة التي تخترعها دائماً أمريكا في الدخول للشعوب واقتحامها بهذه الطريقة العدوانية وهي "مكافحة السلاح الكيميائي " كما حدث من قبل مع العراق المحتل يتكرر الآن على سوريا بدعوى وجود أسلحة كيماوية ونووية يتطلب التدخل العسكري، مطالباً بضرورة توحيد الدول العربية لاتخاذ موقف واحد أمام المجتمع الدولي يدين التدخل العسكري لضرب سوريا الشقيقة، ويدين محاولات الأممالمتحدة بالاعتداء السافر على الشعوب لخدمة أغراضها في الهيمنة على المنطقة وتفتيت الشرق الأوسط وإعادة توزيعه بعد ضرب الجيش السوري ثم الجيش المصرى مباشرة . وقال عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي: إن الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية والعربية المتحالفة معها على ضرب سوريا عسكرياً، جاءت نتيجة للمحاولة الفاشلة للرئيس الأمريكي باراك أوباما في ضرب مصر، وسقوطها تحت قبضته الدامية على أيدى جماعة الإخوان المسلمين التي أسقطها الشعب، وانهار معها مخطط الغرب في تنفيذ مشروع إقامة شرق أوسط جديد, متوقعاً عدم تطبيق هذه التهديدات التي تلوح بها أمريكا بضرب سوريا حتى ضرب القواعد العسكرية للنظام، في ظل تهديدات كل من روسيا والصين بعدم التعرض لمصالحها بسوريا والمنطقة، خاصة مع إمكانية أن تتحول هذه المعركة لحرب عالمية ثالثة تقضي على الأخضر واليابس بالمنطقة والعالم، في الوقت ذاته أكد شكر أن ما يحدث الآن ينذر باستعداد أمريكا الكامل في التوجه لضرب أي دولة تتعارض مع سياستها أو ترفض التدخل الأمريكي في شؤونها كما هو الوضع في مصر, لذا على السلطات المصرية أن تعارض جميع السياسات التي تخترق الأمن القومي للشعوب، أو تنتهك قوانين المنظمات الحقوقية في العالم وقواعد مجلس الأمن الدولي . كما أوضح جورج إسحاق الناشط السياسي، أنه في حالة وقوع الهجوم الأمريكي على سوريا ستكون بداية اندلاع الحرب العالمية الثالثة التي تستهدف أمن المنطقة بالكامل بما فيها الأمن القومي لمصر، خاصة أن هذه الحرب لن تدع مجالاً للشك بأن روسيا والصين حتماً سيتدخلون لحماية مصالحهم بالمنطقة التي من المؤكد لها أن تدمر في حال شن الضربة العسكرية التي تستعد لها أمريكا وحلفاؤها من الدول العربية والغربية التي تسعى لإسقاط نظام بشار الأسد, لافتاً إلى تطورات الأوضاع في سوريا وموقف الولاياتالمتحدةالأمريكية منه بهذه السرعة في التوقيت الراهن يأتي نتيجة لفشلها في محاولات فرض الهيمنة والنفوذ على الوضع الداخلي بمصر عقب سقوط نظام الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي في 30يوليو 2013 وسقوط جميع قيادات مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين الذين يُعدّون العميل المخلص والخادم على المصالح الأمريكية بالدولة ..وشدد إسحاق على ضرورة وقف هذه الحرب قبل أن تبدأ على سوريا التي تعد النصف الآخر من الوحدة العربية التي عقدتها مع مصر لسنوات طويلة من ناحية، ولأهمية الحفاظ على الأمن الوطني من ناحية أخرى . ووصف د.عماد جاد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة بضرب سوريا حالياً ب"الجنون " نتيجة لسقوط جماعة الإخوان المسلمين في مصر وسقوطها دولياً، وفشل التنظيم الجديد الذي وضعه باراك أوباما لإدارة العالم من جديد مما أثار بلبلة وزعزعة داخل أمريكا وأطراف المخطط العصابي الذي يضم تركيا وقطر المتآمر الحالي على ضرب سوريا في محاولة جديدة للنيل من استقرار مصر وأمنها القومي, وكذلك أمن المنطقة العربية بالكامل لو تم ضرب سوريا حقاً، وإن كان ذلك مستبعداً عن فكروخيال أوباما المريض؛ لأن الحرب على الأراضي السورية سيدخلها في حرب عميقة مع روسيا والصين اللاتي سبق وحذرت من الإقبال على تلك الخطوة التي تتعارض وتهدد مصالحها في الشرق الأوسط من خلال سوريا التي تعد آخر القلاع التي تحمى جزءاً من المصالح الاستراتيجية لها خاصة في إعادة بناء الاتحاد السوفيتى مجدداً . وفي السياق ذاته أكد د.إكرام بدر الدين رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على عدم قدرة الولاياتالمتحدةالأمريكية في توجيه أي ضربات عسكرية على سوريا، لعدم وجود مكاسب من هذه المعارك التي تخوضها الولاياتالمتحدة وقواتها العسكرية، إضافة إلى أن مجرد الهجوم العسكري على سوريا سيعقبه حرب عالمية ثالثة محتدمة والجميع فيها خاسر وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي "أوباما" الذي يحاول الحفاظ على ماء وجهه عقب فشله في انهيار الشعب المصري وتفكك وحدته، إضافة أن الوضع الأمريكي لن يستطيع الدخول في حرب جديدة مع العالم العربي بدعوى الإعلان عن استخدام السلاح الكيماوي في القتال بين الجيش السوري والمعارضة في منطقة الغوطة بريف دمشق، والتي لم تتوصل لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة إلى المسؤول عنه بعد، خاصة بعد تأكيد النظام السوري على عدم استخدامه للأسلحة الكيماوية، وبالتالي ليس من حق الولاياتالمتحدة توجيه ضربة عسكرية لسوريا من ناحية، كما أنها لن تستطيع الخروج على تحذيرات الصين وروسيا وإيران بعدم التعرض لسوريا حتى لا تتورط أمريكا في ارتكاب جريمة جديدة في حق العالم .