مساحة تزيد علي ألفي فدان بالأراضي الرملية، والأراضي التابعة لجمعية السنانيات وأراضي الاصلاح الزراعي مما أدي إلي تدمير الزراعات بهذه المناطق وخسائر فادحة تخطت ملايين الجنيهات التي أنفقها الفلاحون أغلبها ديون من بنك التنمية والجمعيات الزراعية ومن أصحاب الوكالات، الأمر الذي يعد خطراً يهدد الأمن الاقتصادي والزراعي بالمحافظة خاصة بعد الشبهات التي تحوم حول هذه الفراشات ومصدرها وأخطارها علي المحاصيل الزراعية، وما تتميز به هذه المناطق من زراعات تصديرية، وكذلك تلبية احتياجات السوق المحلية بكل المحافظات. في البداية يقول حمدي طه: إن هذه الفراشة تصيب الخضراوات، مثل الفلفل والباذنجان وتهاجم أشجار النخيل التي تتميز بها المحافظة وأشجار المانجو رغم ما يقوم به الفلاحون من رش المبيدات دون جدوي، ولم يتحرك أي مسئول لإنقاذ هذه المساحات الكبيرة التي هي مصدر لأقوات الناس الغلابة يعملون ليل نهار للحصول علي قوت أولادهم، وهذه الحشرة قادمة من أوروبا مروراً بالمغرب العربي ومنها إلي مصر دون مقاومة من مسئولي الزراعة، رغم قيام لجنة من كلية الزراعة بدمياط بفحص الحشرة إلا أنه ليس هناك جديد حتي الأن! ويضيف محمد حسن الحفناوي قائلاً : زرعت أكثر من 20 فدان طماطم، بلغ إجمالي تكلفتها أكثر من 100 ألف جنيه اقترضها بالكامل من البنك، وأصحاب الوكالات، لحين جني المحصول ولكن جاءت هذه الفراشة لتقضي علي وعلي أرضي وزراعتي وأصبحت مهدداً بالسجن. ولم تتوقف هذه الفراشة عند هذا الحد، بل إنها تهاجم الآن أشجار المانجو، والنخيل والجوافة فتجدها في أسراب كثيفة تهاجم كل شيء وتقضي عليه وهي أشد خطراً من سوسة النخيل حيث تنتشر بأعداد كبيرة وفي كل مكان ولا نستطيع تحديد خطرها إلا بمقاومة شاملة وبتدخل فوري من وزارة الزراعة. ويري مسعد الشافعي أن هذه الحشرة نتاج رسالة القمح الفاسدة التي ظلت بميناء دمياط وتكونت فيها تلك الفراشة التي تعد أخطر من الجراد، ولابد أن يتنبه المسئولون إلي أنه ربما يكون هذا الخطر مصدراً من الخارج لمصر. ويضيف أحمد أبو العطا قائلاً : لقد قمنا برش جميع المبيدات الموجودة مثل :"بلاتن وسلكرون وفيرتينك ودمسوايت وسليتون وسيليون وكفرمون" وجميع المبيدات الحشرية لكنها لم تأت بنتيجة بل زادت أعداد الفراشة والديدان حتي دمرت محصولنا تماماً "وخربت بيوتنا" ولم نعد نستطيع سداد الديون ولا ينتظرنا سوي التشريد والضياع. ويضيف د. علي أبو الحمايل الأستاذ بكلية الزراعة بدمياط قائلاً: هناك يوجد تشابه بين فراشة درنات البطاطس ودودة درنات البطاطس وفراشة الدرنات تتغذي علي البطاطس سواء في الأرض، أو بالمخازن ولكن دودة درنات البطاطس عائلها الأساسي هو شتلات الطماطم المصابة قبل الزراعة ويتم نقلها وزراعتها ولا تظهر إلا في مراحل متأخرة وأعراضها خطيرة جداً، وهي تصيب الأرض الرملية وحديثة الاستصلاح الزراعي، حيث يتزايد فقس البيض وتخرج منه الدودة وتحدث أنفاقاً داخل الورقة حيث تتغذي الدودة علي الأنسجة الموجودة بين البشرتين العليا والسفلي ثم تتجه اليرقة بعد زيادة طولها إلي الساق، وينتج عن ذلك جفاف الأوراق المصابة ويوجد عدد كبير جداً من الفراشات علي سطح الأوراق وتتجه هذه اليرقات للتغذية علي البراعم الزهرية ثم تتجه إلي التغذية علي الثمرة الحديثة وتسبب تلفها وتتعفن وهي عادة ما تظهر في بداية العروة الصيفية لمحصول الطماطم وتسبب أضراراً كثيرة جداً للطماطم وانخفاضا شديدا بالمحصول وانتاج ثمار غير كاملة النمو•وأوضح أبو الحمايل، أن هناك أكثر من عملية تتم لتلافي هذه الاصابة منها تجميع الثمار المصابة أولاً بأول وتبعد عن الحقل، والاهتمام بنظافة الأرض من الحشائش الضارة سواء بالرش أو العزق وتوسيع المسافة بين النباتات وبعضها وعمل دورة زراعية رباعية علي أساس عدم زراعة الطماطم في نفس الأرض المصابة إلا بعد أربع سنوات لأن هذه الدودة تعيش في التربة وتزداد شدتها عند زراعة الأرض مرة أخري بنفس المحصول وطريقة العلاج تتلخص في الآتي: التأكد من المبيدات المستخدمة، وصلاحيتها ودرجة تركيزها، لذا فلابد من رش الاصابة بأكثر من مبيد بالتناوب باللانت 90 % بمعدل 300 جرام للفدان أو سوسيون 50 % بمعدل 1.5 لتر للفدان، أو بالمبيدات البديلة مثل سليكرون 72 % بمعدل 3/4 لتر للفدان، ثم يتبادل السفيين بتركيزه 85% بمعدل 2 كجم للفدان ويجب عدم جمع الثمار بعد الرش إلا بعد مرور اسبوعين حتي تتلاشي درجة السموم بها، لذا يري أبو الحمايل أن السبب الرئيسي في وجود الفراشة هو نقل شتلات من أماكن أخري مصابة وزراعتها فتظهر بشكل كثيف الفراشات لارتفاع درجة الحرارة. وقال د. حسام محمد عبد النبي عميد كلية الزراعة بدمياط: إنه بمجرد المعرفة بوجود هذه الفراشة تحركت الكلية وأخذت عينات من مزارع الطماطم المصابة وتم فحصها ويتم حالياً عمل برنامج مكافحة متكامل لها. وقال المهندس أنور سالم، مدير عام الزراعة بدمياط: تم تشكيل لجنة من أساتذة كلية الزراعة وأخذ عينات وفحصها حيث تبين أنها فراشة درنات البطاطس وتم وضع خطة لمقاومتها وهي في طريقها للقضاء علي هذه الآفة لحماية المحصول.