متعهدي الحفلات بأنهم أول المسئولين عن هذه الكوارث لكن إلي أي مدي يمكن أن تؤول هذه الاتهامات إلي حقيقة؟! حسام خليل يحكي عن تجربته كمتعهد حفلات قائلا: إن الوضع اختلف لاقامة الحفلات الغنائية في السنوات العشر الاخيرة فقلت الحفلات في مصر بشكل ملحوظ لاسباب عدة منها ارتفاع اجور المطربين المصريين بشكل جنوني الي جانب تدخل الكثير من الشركات كرعاة للحفلات، وهو ما شجع السوبر ستارز علي المغالاة في اجورهم. كما أن هناك العديد من الصعوبات التي يصادفها متعهدو الحفلات خاصة بتأجير الاماكن التي تقام فيها ومغالاة اصحابها في سعرها، اما علي مستوي نجوم المطربين فتحدث مشكلات دائما عقب توقيع عقد الحفلة علي سبيل المثال افاجأ بالمطرب يثور ويغضب لمجرد مشاركة نجوم شباب له في الحفلة بدعوي أنه لا يستلطفهم او ان مستوي نجوميتهم لا يتناسب مع نجوميته لذا افضل حفلات النجم الواحد الذي يبيع تذاكر اكثر، وهم قليلون0 وعن انجح الحفلات التي نظمها يقول: جميع حفلات تامر حسني خارج مصر في تونس والمغرب والبحرين ودبي من انجح الحفلات، فقد نفدت التذاكر جميعها وتعدي عدد الجمهور ال 30 الفا وايضا نجحت حفلة لهاني شاكر التي اقيمت في ابو ظبي برعاية وزارة الثقافة والتراث هناك. بينما يقول حسن عاكف متعهد حفلات: هناك دخلاء علي المهنة خلال السنوات العشر الاخيرة وهم يفتقدون الخبرة، وهذا يفسر سبب المشاكل التي تقع ونشوب خلافات تصل الي القضاء احيانا إلي جانب أن اهتمام المطربين باجرهم قبل اي شيء آخر دون التفكير في الجمهور الذي حضر ويقارن ذلك بموقف العندليب عبد الحليم حافظ عندما اخبره المتعهد وقتها بان الحفلة لم تغط التكاليف فتنازل حليم عن اجره الذي كان يبلغ الف جنيه وقال للمتعهد: يهمني في المقام الاول اسعاد الجمهور ونجاح حفلتي وهو ما يدل علي ان الجيل القديم كان يدرك تماما قيمة الفن الراقي ويتفق عاكف في ان الاسعار ارتفعت بشكل غريب خلال السنوات العشر الاخيرة، فوصل اجر عمرو دياب الي مليوني جنيه بعد ان كان 60 الفا في الحفلة داخل مصر، ووصل اجر تامر حسني الي 500 الف جنيه وحماقي 300 الف تقريبا وشيرين 250 الفا وهاني شاكر 200 وهشام عباس 150 الفا. ويتحدث عاكف عن معاناته مع الجيل الصاعد من المطربين في تقديراتهم للاسعار فهم حسب قوله مجرد ظاهرة وسوف تزول وينصحهم بإعادة حساباتهم بخصوص الأجور التي يتقاضونها. وعلي صعيد آخر يعلق عاكف علي فشل العديد من الحفلات خاصة الغاء حفلة عمرو دياب في لبنان مؤخرا قائلا: ما حدث يعود الي سوء تنظيم من جانب متعهد حفلات المطرب لانه لا يزال صغيرا ولا يمتلك الخبرة الكافية لادارة حفلات نجم كبير في حجم عمرو دياب مؤكدا: كنت مسئولا عن جميع حفلات عمرو لمدة 12 عاما ولم نسمع عن اي مشاكل كما حدث في حفلة لبنان. بينما يقول محيي امام "متعهد حفلات" إن الحفلات الجماهيرية تراجعت منذ عامين لعدة اسباب ابرزها: ظهور مرض انفلونزا الخنازير، والتحذيرات المستمرة من الاماكن المزدحمة كالحفلات للوقاية من المرض، بالاضافة الي تدخل شركات الانتاج في رفع اجر المطرب في الحفلات خاصة ان 70 في المئة من المطربين لديهم شركات انتاج وبالتالي يدرج في التعاقد بين المنتج والمطرب ان يكون للمنتج نسبة من الحفلات، والبرامج، والاعلانات التي يقدمها المطرب، خاصة ان تلك الشركات لا تحصل المبالغ التي تنفقها علي المطرب وعلي البوماته بسبب كساد سوق الكاسيت، كما ان انتشار القنوات الفضائية التي تبث الكليبات والاغاني طوال الوقت جعل الجمهور في حالة تشبع. اما تامر عبد المنعم متعهد حفلات فيؤكد ان الحفلات الخاصة الخارجية تفشل بسبب عدم التزام القائمين علي الحفلة بما ينص عليه التعاقد موضحا ان نجاح اي حفلة غنائية يتمثل في ثلاثة عناصر: النجم والتوقيت والمكان واذا توافرت هذه العناصر بالتأكيد ستلقي الحفلة صدي وتنجح بشكل كبير وتابع: اري ان هناك تحاملا عنيفا علي المتعهدين في الفترة الاخيرة وهجوما دون مبرر، علما بان المتعهد يواجه متاعب كثيرة لاتمام اي حفلة وكلما فشلت حفلة يتحملها وحده في حين ان هناك اسبابا اخري وراء تخريب الحفلات منها الهمجية التي تسيطر علي البعض من الجمهور، وتدفعهم للقفز من فوق الاسوار لدخول الحفلة بطرق غير مشروعة رغم انهم يمتلكون سعر التذكرة وبالتالي فنحن نفتقد إلي ثقافة الاتيكيت في هذه الحفلات وهو ما يعرضها للفشل ويلصق التهم بالمتعهدين في النهاية وهم بريئون مما ينسب اليهم.