افتتح جاليري المسار للفن المعاصر بالقاهرة معرضين الأول "تعبيرية اللحظات" للفنان عمر النجدي، ومعرض "وجوه عابرة" للفنان كريم القريطي, وحظي المعرضان بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين والمثقفين والمهتمين بالفن التشكيلي، وجاء المعرضان رغم المناخ المشحون بالتوتر والقلق داخل القاهرة وخارجها، إلا أن الفن ما زال يعبّر عن وجدان الشعب ويثير الفكر ويطرح التساؤل. الفنان التشكيلي عمر النجدي يقول عن معرضه "تعبيرية اللحظات": كل محاولاتي في الفن التشكيلي هي اقتناص اللحظات الفارقة بين الحب والكراهية والحياة والموت والطموحات واليأس. هذه اللحظات التي تشكل مفارقات كثيرة في حياة الإنسان وكيف يشعر ويتألم ويعشق ويصرخ ويرفض أو يستسلم. أرفض أن يكون الفن سيرياليًا أو غامضًا منغلقًا بل يجب أن يكشف عن معاني ودهشة وتفاؤل، فالفن يغير الحياة ويدفعها إلى الأجمل والأرقى.. هكذا تبدو مسئولية الفن تجاه القضايا التي يعايشها الإنسان، كما يقول الفنان عمر النجدي وكما تعبر لوحاته من مشاعر وأحاسيس ورموز للحياة وما تعكسه عناصرها الطبيعية من معاني ودلالات. وأضاف: إن مشاهد هذا الحدث ينتقل لحاله من السكون, ثم سرعان ما تتفتح له أسرار مخزونة، مؤكدة على لحظة اندهاشه, تلك اللحظة التي ما هي إلا مرحلة اللاوعي الذي يعيش بها الفنان لحظة خلاص وجدانه بصدق الأداء في عمل فني، يخاطب فيه مسار هويته لحظة هذا البرق. وعندما يرتد اللا وعي إلى واقعه, عندئذ يحدث اتزان لقطباهما في ولادة جديدة مبتكرة. وجوه عابرة وفي القاعة الأخرى بالمسار تم افتتاح المعرض الثاني للفنان الشاب كريم القريطي تحت عنوان وجوه عابرة، وعن المعرض يقول الفنان كريم : أغلب الأعمال بخامة الفحم، وهي أفضل لمعالجة الشخصيات من أي خامة أخرى ممكن تأخذ وقتًا أكثر بتكنيك أكثر، أما الفحم أبسط وأسرع ويعطي تعبيرًا لحظيًا ويستمر المعرضان حتى 11 إبريل 2013. الحياة المصرية الفنان كريم القريطي يصور الحياة الاجتماعية المصرية من حوله مثل الشوارع المزدحمة ووجوه الأشخاص التي تمر من حوله ذهابًا وإيابًا كعنصر أساسي في تكوين أفكار لوحاته، بل أن الفنان يعبر عن عاطفته سواء الإحساس بمشاعر الحب أو الغضب من خلال تلك اللمسات الرقيقة في لوحاته. ويقول الفنان: مصدر إلهامي هو الواقع المصري.. حالة الناس وانعكاسات عيونهم واتجاهات أفكارهم في الشارع ورد أفعالهم، بحيث يكشف ذلك عن القيم الأصيلة للناس، ويتجلى ذلك في الأزمات والمواقف وخلال الازدحام الشديد والمواقف الصعبة. ويعبر الفنان أيضًا في لوحاته عن الحزن في عيون المصريين هذا الحزن الذي يصاحب الناس في كل مكان منذ الميلاد حتى الموت. حزن تراه أيضًا في الشجر العاري وفي ضفاف نهر النيل حتى في إشراقة شمس النهار حزن جديد. لقد أمضى الفنان حياته يتأمل الجموع التي تعدو في كل مكان تبحث عن ذاتها ومكانها وتحاول أن تشارك في الحياة العامة وتناضل ضد الفقر والمرض والاستبداد، واستطاع الفنان أن يجسد هذه المشاهد بدقة وإبداع.