وبالطبع جاءت كلمات الأغاني مناسبة للصورة حيث أصبحت أكثر عرياً، في هذا التحقيق نبحث عن مدي تأثير القنوات الغنائية في الذوق العام من ناحية وفي مستوي الغناء العربي من ناحية أخري• يقول د• عاطف العبد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة : إن إحدي الدراسات التي صدرت أخيراً عن مركز الرأي العام بكلية الإعلام تكشف وجود أكثر من خمسين قناة للأغاني مقابل قناتين فقط تهتم بالتعليم والبحث العلمي وهذه الدراسة موشر خطير يدل علي أن الإعلام العربي بأكمله أصبح في يد منظومة اقتصادية تهدف إلي الربح بصرف النظر عن المضمون، لذلك اتجه رجال الأعمال وأصحاب شركات الإنتاج الغنائي الكبري إلي إنشاء قنوات غنائية بهدف تحقيق الربح السريع عن طريق رسائل ال SMS أو ال VOTE أو تحميل هذه الأغاني ولا يهم هذه القنوات مستوي الأغاني المقدمة أو تقديم أصوات غنائية موهوبة لرفع شأن الأغنية الذي وصل إلي مرحلة متدهورة في الفترة الأخيرة وأصبحنا نري ما يسمي بالفيديو كليب أو بالأصح العري كليب، للأسف نحن جميعاً مسئولون عن هذ التخبط ونتفرج صامتين علي هذه المشاهد المتمثلة في زيادة عدد القنوات الغنائية وتقلص عدد القنوات الثقافية الهادفة• أما الملحن حلمي بكر، يقول: إن القنوات الغنائية تلعب لعبة مزدوجة غريبة الأطوار، فتارة تجدها تعرض أغاني دينية ثم تبدأ في إذاعة الأغاني العارية، وهذا خطر لا يفهم معناه، هل عندكم التزام أو انحطاط؟ فهو يبيع ويكسب مع مراعاة أنه يعرض بعض الكليبات الملتزمة وسط مئات من الكليبات العارية وأصبح هناك صراع وتناحر بين الفضائيات والقنوات المتخصصة لتدمير المشاهد• ويضيف حلمي بكر: إن حب الاستطلاع يدفع الشباب للجري وراء الفضائيات الغنائية لمتابعة آخر مشاهد العري التي تعرضها هذه القنوات والقلة القليلة هي التي تبحث عن الأصالة وتشاهد القنوات الفضائية المتخصصة في الطرب والتراث الأصيل، وأناشد المهتمين بالإعلام في الوطن العربي والباحثين عن حماية شبابنا أن يضعوا ميثاق شرف لصالح الأمة العربية والغناء العربي تحديداً ونبتعد عن ربط السياسة بالأغنية التي وصلت إلي منحني خطير، والكارثة أننا لم نعد نعرف إلي أي مدي ستصل بنا كليبات الإثارة والابتذال وأحب أيضاً أن أبدي ملاحظة غريبة علي الأغنيات التي تعرض حالياً علي شاشة الفضائيات وهي أن القناة تعرض الأغنية وعليها أسماء المشاركين فيها باللغة الإنجليزية في الوقت الذي لا يعرف المطرب أو الشاعر أو الملحن أي كلمة إنجليزية! ولكن هذا يتماشي مع الانحدار الشديد الذي وصلنا إليه حالياً، فكل يوم تكتشف عشرات المطربين وفي اليوم الذي يليه تموت هذه الأصوات إذا كنا نريد البحث عن صوت جيد فلابد أن تقوم هذه القنوات بدورها الحقيقي في البحث عن هذه الأصوات وليس عري المطربة أو شكل المطرب ولابد من وجود أصول أكاديمية ومهنية تحكم اختياراتنا للمواهب ونبتعد عن التجارة الرخيصة التي يمارسها أصحاب هذه القنوات حالياً من أجل الكسب المادي• مها عواد، المسئولة عن تدريب المذيعات عن قناتي مزيكا و ZOOM تقول: إن القنوات الغنائية من وجهة نظري أضافت للغناء العربي وأعطت الفرصة لمواهب كثيرة موجودة حالياً كما أنها خدمت حرفة الفيديو كليب الذي تقدم جداً وأصبحنا نملك مخرجين علي درجة من الكفاءة ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض السلبيات والأصوات الضعيفة ولكنها لا تستمر، وعن نفسي يهمني في قنواتي الصوت قبل الشكل ، لأن المطرب أو المطربة يدخلون إلي عقول وقلوب الجماهير بموهبتهم أولاً، كما أنني أبحث عن التنوع ما بين الغناء الرومانسي والشبابي والشعبي حتي نستطيع إرضاء جميع الأذواق، وفي الفترة الأخيرة ظهرت أصوات شابة جميلة مثل محمد حماقي وشندي ومي كساب وغيرهم من الصاعدين الذين ساهمت القوات الغنائية في سرعة انتشارهم، أما عما يقال إننا نبحث عن الربح فقط فهذا غير منطقي، صحيح أن المادة مطلوبة حتي يمكن تغطية أنشطة القناة وتقديم كل ما هو مميز ولكن المضمون أيضاً يهمنا بشكل كبير وأسعد دائماً عندما أجد مطرباً أو مطربة يقدمان أغاني جميلة تعجب الجمهور وأعتقد أننا يهمنا في المقام الأول خدمة المشاهد العربي وهو دائماً الذي يستطيع أن يحدد مدي نجاح أي قناة• أما الإعلامية سناء منصور، فتقول: إن القنوات الغنائية تروج للعري والإباحية ولا ترقي حتي لدرجة القنوات الترفيهية وهو ما يهدد جيل الشباب بالخطر، فالشباب يقلد ما يشاهده ويتخذ نجوم الغناء مثلاً أعلي يقلدهم في كل شيء، وأكدت أن المصيبة الكبري تنحصر في رسائل ال "SMS" التي تعرض علي شاشاتها بما تحمله من عبارات أقل ما يقال إنها خارجة ولا تليق بعرضها علي شاشة التليفزيون، وللأسف هذه القنوات عاجزة عن تقديم أي فن أو غناء هادف وأصحابها حاولوا تقليد ال MTV في تعددها واستحواذها علي متابعة جماهيرية كبيرة علي مستوي العالم• وأضافت سناء منصور: نحن في مصر والعالم العربي لا نحتاج لهذا الكم من القنوات مقارنة بأمريكا مثلاً لأن إنشاء شبكة الأغاني الأمريكية MTV يعود إلي تعدد لغات سكان أمريكا وبالتالي يحتاج الأمر إلي هذا الكم من القنوات ونحن لا نملك مثل هذه التعدية لأن لغتنا كعرب واحدة• المطرب هاني شاكر، أبدي انزعاجه الشديد من الحالة المتدنية التي وصلت إليها الأغنية في العالم العربي ويري أن القنوات الغنائية أرادت البحث عن المكسب المادي بعيداً عن المضمون وأصبحنا نسمع عن مطربين ومطربات الأغنية الواحدة وأصبحت المنافسة بين من يخلع أكثر وليس من يغني أفضل ، والكارثة أننا نجد شباباً مدمراً بهذا الفكر التخريبي والعقول المريضة بداء المكسب السريع، ويضيف هاني شاكر: إن المواهب موجودة بالفعل ومصر والعالم العربي زاخران بأصحاب الأصوات الرائعة•