وهذه الرسالة الموجهة ظاهرها عكس باطنها لما تمثله من خطر علي المجتمع وعلي قيمته الاجتماعية وأخلاقيات المهنة الإعلامية. لأنها لا تقوم بنشر إبداعات ومواهب الشباب وإنما تنشر قضايا وأحداثا وفضائح تشوه المجتمع المصري وتظهره بمظهر غير لائق أمام العالم الخارجي . وعلي سيبل المثال لا الحصر في صحيفة عيون الإلكترونية نشرت في 5 / 11 حادثاً عن 6 أشقاء يجردون سيدة من ملابسها ويطوفون بها في البلدة وهذه الواقعة حدثت بالفعل في أحدي محافظات الصعيد.. أما جريدة" بلا قيود" في عدد 10 / 11 / 2009 فقد نشرت خبراً عن زوجة مصرية لعوب تستدرج زوجها المسن للصحراء ثم تخنقه وتتركه جثة للذئاب.. وصحيفة عروب الإلكترونية 10 / 11 / 2009 تنشر خبر حادث 6 أشقاء يجردون سيدة من ملابسها . ولأن هذه هي الأخبار التي تنشر عن المجتمع المصري في الصحف الإلكترونية تسئ إلي المجتمع المصري وكأنه تحول إلي غابة وانحدرت فيه القيم والأخلاق.أجرت "صوت البلد" التحقيق التالي. يؤكد د. محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة بكلية إعلام القاهرة أن الأنترنت أصبح متاحاً لجميع الأعمار في المجتمع المصري هناك نشرات ومدونات ومواقع شخصية والفيس بوك بجانب الصحف الإلكترونية وأتاحت هذه الفرصة للشخص أن يراسل هذه المواقع عندما يجد في نفسه القدرة علي ذلك إن كان صحفياً أو غير صحفي وينقلها عن مصادرها، وغالباً ما يكون المراسلون غير متخصصين وغير مؤهلين لجمع الأخبار فالخبر في هذه الحالة يشوبه عدم الدقة والمصداقية، والخطورة تكمن في نشر الاحداث والقضايا غير اللائقة عن المجتمع الذي يعيش فيه وانتقاء الأخبار والموضوعات التي تسيء للمجتمع وهو في هذه الحالة يخرج طاقته عن طريق الإرسال عبر الإنترنت أو المواقع الشخصية أو الصحف الإلكترونية بالأخبار أو بلقطات الفيديو المصورة. ويؤكد د. علم الدين أن المراسل الصحفي لابد أن يعمل داخل إطار مؤسسي لتكون هناك رقابة علي الأعمال المقدمة. ومن خلال الصحف الإلكترونية يصعب التحكم في ذلك لأنها تعمل في نظام مفتوح بعيد عن الإطار أو الهيكل المؤسسي وإنما يقوم الشخص بالإرسال عبر شبكة الانترنت بمجرد أن يصنع إيميل يرسل من خلاله الأحداث أو الأخبار. وأكد علم الدين : لا بد من توعية الشباب من خطورة مراسلة تلك الصحف الإلكترونية أياً كانت عربية أو أجنبية لأنها تهدف في المقام الأول لإساءة وتشويه صورة المجتمع المصري بأية طريقة كانت. ويشير د.كمال قابيل كلية إعلام القاهرة إلي أن أخلاقيات الإعلام تشهد مؤشرات سلبية كثيرة تعود إلي عدة عوامل مهنية واجتماعية وتكنولوجية ، بالنسبة للعامل المهني وتوفير الضوابط فلا يوجد هناك ضوابط مهنية أو شروط الممارسة للقائمين عليها حتي تستطيع تحجيم هذا العملاق الإلكتروني الذي ينتشر في العالم كله دون موانع أو حدود أو عوائق ومتاح في أي وقت. ويتطرق د.قابيل إلي إن الإغراق في المبالغات المستمرة التي تعتمد علي التهويل ومخاطبة غرائز الناس من الأمور السلبية ويشكل خطورة علي المهنة وعلي المجتمع، والإعلام الإلكتروني يتمتع بمميزات القدرة علي الوصول لجمهور الدول الأجنبية والعربية دون عوائق مما يتيح لقوي أجنبية قد تكون معادية أو لها أهداف مشبوهة استغلال ممارسي مهنة الإعلام غير المؤهلين أو لمن لهم الهواية في نقل الأخبار والأحداث من مجتمعه بالمراسلة ومن الممكن أن تستغله هذه القوي في توجيهه في اتجاه تجريبي للقيم الاجتماعية ويشير قابيل: علي الإعلام التقليدي دور مهم في متابعة مثل هذه الصحف وإعداد التقارير عنها ورصد كل المخالفات والتجاوزات التي تقع من تلك المواقع بالاشتراك مع المجلس الأعلي للصحافة ونقابة الصحفيين عن طريق موقع يتابع هذه الممارسة ويرصد الأخطاء ويشرف عليه مجموعة من الأكاديميين والممارسين ذوي الخبرة والكفاءة لرصد المخالفات التي تقع من تلك الصحف الإلكترونية. ويؤكد:د. محمد خراجة عضو مجلس نقابة الصحفيين أن النقابة لا تستطيع الرقابة علي تلك الصحف لأنه ليس من اختصاص النقابة، وتتابع: هذه الممارسات من اختصاص وزارة الداخلية والشرطة اختصت بذلك. لكن في حالة تقدم أحد ببلاغ إلي نقابة الصحفيين يتضمن تشهيراً واساءة له وكان علي يقين من فعل ذلك، ويحتم أنه يعمل في ظل هيكل مؤسسة صحفية وعضو بالنقابة في هذه الحالة تتخذ النقابة جميع الإجراءات القانونية ضد هذا الشخص الذي يراسل تلك الصحف أما إذا كان لا يخضع لمؤسسة صحفية أو النقابة فمن الصعب محاسبته وفي هذه الحالة يلجأ الشخص الذي وقع عليه الضرر إلي الشرطة أو النيابة أوالقضاء والمهم أن يعرف هذا الشخص ليقاضيه، ويجب أن نعرف أن أغلب المراسلين لتلك الصحف والمواقع ليسوا صحفيين مهنيين بل هم شباب غير مؤهل ووجد من يتيح له مساحة لينقل الأخبار والأحداث في مجتمعه وهي خطرة علي المجتمع بالفعل . ويقول مراسل إحدي الصحف القومية من محافظة سوهاج: علي المراسل في أي مكان أن يقوم بنشر الأخبار بشفافية وصدق والبعد عن التهويل والمبالغة واستخدام الأخبار والأحداث التي تثير الغرائز بين الناس وتشوه صورة المجتمع الذي يعيش فيه، مؤكداً أن هناك صحفاً إلكترونية تعمل علي جذب أكبر عدد من المراسلين إليها لنشر الأخبار لكننا لا نجد ما يفيد فيها حيث تهتم بنشر الأخبار الفاضحة فقط عن المجتمع ولم تقدم مادة صحفية تهتم بمشاكل الناس أو تخدم المجتمع وهي الأخبار الجريمة من أجل جذب أكبر عدد زوار للموقع. ويقول أحد المراسلين بمحافظة أسيوط: العمل الصحفي رسالة ومهمتها تناول هموم الناس ومشاكلهم وإيجاد حل لها مع المسئولين وكشف الفساد وإظهار الحقيقة للمجتمع والالتزام في نقل الأخبار بالصدق والموضوعية. وليس علي المراسل نقل الأحداث أو الوقائع التي تشوه صورة المجتمع الذي يعيش فيه، فكثير من المراسلين يقعون في مصيدة الصحف الإلكترونية والمواقع التي انتشرت بصورة مخيفة علي شبكة الإنترنت ويقول مراسل لإحدي الصحف المستقلة إن من يسئ استخدام الإنترنت أصبح خطراً علي نفسه أولاً وخطراً علي المجتمع ثانياً ويضيف : بالفعل شاهدت صحفاً إلكترونية تتيح فرصة للشباب بالمراسلة وتدعوه لإرسال أخبار وأحداث عن مجتمعه، ووجد الكثير منهم الفرصة لإظهار موهبته في مراسلة هذه الصحف ولا يهمه إذا كانت هذه الأخبار تسيء إلي مجتمعه الذي يعيش فيه من عدمه. وأكثر الأخبار التي قرأتها في الصحف الإلكترونية حوادث الاغتصاب والجنس والفضائح، وهي صورة غير مشرفة وتسيء إلينا في العالم الخارجي عبر الإنترنت والصحف الإلكترونية.