«التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة مسابقة وظائف وزارة العدل    يونس: أعضاء قيد "الصحفيين" لم تحدد موعدًا لاستكمال تحت التمرين والمشتغلين    «الصناعات الهندسية» وجامعة بورسعيد يبحثان تأهيل الطلاب لسوق العمل    سعر طن الحديد اليوم الجمعة 7-6-2-2024 في المصنع وللمستهلك    «التنمية المحلية» في أسبوع.. تسليم مدفن صحي شبرامنت ومتابعة جهود «أيادي مصر»    رئيس الرعاية الصحية يشهد توقيع عقدي تعاون لتعزيز السياحة العلاجية    تموين الإسكندرية تشكل غرفة عمليات لمتابعة توافر السلع استعدادا لعيد الأضحى    رانيا المشاط تبحث مع وزير النقل الأذرى ترتيبات انعقاد لجنة التعاون المشتركة    مراسلة «القاهرة الإخبارية»: 15 آلية إسرائيلية داهمت المنازل في مخيم العين    زيلينسكي: الحرب الروسية ضد أوكرانيا نقطة تحول في تاريخ أوروبا    الأيرلنديون والتشيكيون يتوجهون لمكاتب الاقتراع في ثاني أيام انتخابات البرلمان الأوروبي    الزمالك يواجه البنك الأهلي ودياً مساء اليوم    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك 2024 في مصر.. «كم يوما إجازة؟»    تحرير 318 محضرا تموينيا خلال حملات تفتيشية على الأسواق بالمنوفية    100 لجنة لاستقبال 37 ألف و 432 طالباً وطالبة بامتحانات الثانوية العامة في المنيا    خلال ساعات.. تعرف على موعد نتيجة الشهادة الإعدادية فى محافظة قنا 2024    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى المنيب دون إصابات    استجابة لأهالي الحي السابع.. إزالة إشغالات مقهى بمدينة نصر    محمد صابر عرب: أهم ما نملكه التراث وعملت 20 سنة في إدارة وتطوير مؤسسات ثقافية    وزيرة الثقافة وسفير اليونان يشهدان «الباليه الوطني» في الأوبرا    مسئولة فلسطينية: الموت جوعا أصبح حالة يومية فى قطاع غزة    «8 الصبح» يحتفي بذكرى ميلاد الفنان الراحل محمود مرسي.. شارك في 300 عمل فني    دعاء للمتوفى في العشر من ذي الحجة.. «اللهمّ اغفر لأمواتنا ذنوبهم»    داعية إسلامي: أبواب الخير كثيرة في ذي الحجة ولا تقف عند الصيام فقط    «السبكى»: توقيع عقدي تعاون لتعزيز السياحة العلاجية ضمن «نرعاك في مصر»    علي عوف: متوسط زيادة أسعار الأدوية 25% بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    واشنطن تطالب إسرائيل بالشفافية عقب غارة على مدرسة الأونروا    التعليم العالي: إدراج 15 جامعة مصرية في تصنيف QS العالمي لعام 2025    خالد جلال ناعيًا محمد لبيب: ترك أثرًا طيبًا    سلوى عثمان تكشف مواقف تعرضت لها مع عادل إمام    ذا جارديان: "حزب العمال البريطانى" قد يعلن قريبا الاعتراف بدولة فلسطينية    لوكاكو يكشف إمكانية إنتقاله للدوري السعودي في الموسم الجديد    تعرف على فضل صيام التسعة أيام الأوائل من ذي الحجة    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    خلاف داخل الناتو بشأن تسمية مشروع دعم جديد لأوكرانيا    قافلة طبية مجانية بقرى النهضة وعائشة في الوادي الجديد    ارتفاع حجم التجارة الخارجية للصين بواقع 6.3% في أول 5 أشهر من 2024    خبراء عسكريون: الجمهورية الجديدة حاربت الإرهاب فكريًا وعسكريًا ونجحت فى مشروعات التنمية الشاملة    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    الإسكان: تم وجارٍ تنفيذ 11 مشروعًا لمياه الشرب وصرف صحى الحضر لخدمة أهالى محافظة مطروح    الأخضر بكامِ ؟.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم الجمعة 7 يونيو 2024    تفشي سلالة من إنفلونزا الطيور في مزرعة دواجن خامسة بأستراليا    افتتاح المهرجان الختامي لفرق الأقاليم ال46 بمسرح السامر بالعجوزة غدًا    مفاجأة.. دولة عربية تعلن إجازة عيد الأضحى يومين فقط    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    رغم الفوز.. نبيل الحلفاوي ينتقد مبارة مصر وبوركينا فاسو .. ماذا قال؟    ما قانونية المكالمات الهاتفية لشركات التسويق العقاري؟ خبير يجيب (فيديو)    عيد الأضحى 2024| أحكام الأضحية في 17 سؤال    ساتر لجميع جسدها.. الإفتاء توضح الزي الشرعي للمرأة أثناء الحج    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    غانا تعاقب مالي في الوقت القاتل بتصفيات كأس العالم 2026    حظ عاثر للأهلي.. إصابة ثنائي دولي في ساعات    إبراهيم حسن: الحكم تحامل على المنتخب واطمئنان اللاعبين سبب تراجع المستوى    في عيد تأسيسها الأول.. الأنبا مرقس يكرس إيبارشية القوصية لقلب يسوع الأقدس    بمكون سحري وفي دقيقة واحدة .. طريقة تنظيف الممبار استعدادًا ل عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسقط .. أينما وليت وجهك فثمة بحر
نشر في صوت البلد يوم 17 - 10 - 2012

مسقط ؛ عاصمة سلطنة عمان ؛ واحدة من أعرق المدن العربية، والتي تقع في أقصي الشرق، ومن ورائها تمتد مياه المحيط الهندي، عمرها يقارب الألف عام، وحسب ما كتبه المؤرخون فإنها أنشأت لكي تكون مرسى للسفن القادمة من المحيط الهندي باتجاه موانئ الخليج العربي، كما أنها مدينة بحرية اتخذها اليعاربة نافذة بحرية لهم لتحقيق مشروعهم في تدمير البرتغاليين الغزاه، والقضاء علي نفوذهم. وخير دليل علي صحة هذا الكلام، ما كتبه "البوكيرك "قائد الأسطول البرتغالي الذي هاجمت سفنه ميناء مسقط عام 1507 وعاثت به فسادًا، والذي كتب قائلاً عن مسقط: إنها مدينة ضخمة كثيرة السكان.. وفيها بساتين وحدائق ومزارع للنخيل ويحرك من الماء لريها بواسطة محركات خشبية، أما ميناؤها فصغير وله شكل حدوة الحصان، يوفر الوقاية من كل الرياح.
ويضيف: كانت مسقط في الآونة الأخيرة سوقًا لنقل الخيول والتمور، وهي مدينة علي درجة كبيرة من الأناقة والجمال، ومنازلها بديعة جدًا، تموّن من المناطق الداخلية بكميات كبيرة من القمح والذرة والشعير والتمور، تكفي لتحميل كل السفن التي تأتي لابتياعها. وجو مسقط لا يختلف كثيرًا عن دبي ومعظم العواصم العربية القريبة منها.
مسقط القديمة
أينما وليت وجهك في مسقط فثمة بحر، وتراه عندما تحاول أن تتجول في شوارع المدينة القديمة، ونجد أيضًا المباني التاريخية تعلن عن نفسها بوضوح، قلاع وأسوار، ومرافئ للسفن، وزوارق خشبية كبيرة ترسو بمحاذاة الساحل، وحركة الناس في سوق مطرح القديم، فمطرح هي المركز القديم لتجارة العاصمة، لذا لا يستغرب الزائر وهو يطالع المباني ذات الطابع الحربي في أنحاء الميناء، لقد كان هذا الميناء نقطة اتصال عمان بالبحر، نظرًا لما يوفره من حماية طبيعية بسبب تكوينه الديموجرافي والاستراتيجي، فمسقط برمتها محاطة بالجبال الجرداء من جهاتها الثلاث، وتنفتح علي البحر من جهتها الرابعة، لذا فإن الأخطار غالبًا ما كانت تأتي من جهة البحر.
في ولاية مطرح المركز التاريخي للعاصمة العمانية، يصبح للبحر نكهة أخري، نكهة يمتزج فيها البشر بتاريخهم وحياتهم ومستقبلهم، من هذا الميناء العريق كانت السفن العمانية تنطلق باتجاه السواحل الأفريقية الشرقية، وسواحل شبه القارة الهندية، محملة بالخيول العربية والتمور والتوابل والسيوف والمنسوجات والبخور، والمسكوكات الذهبية الفضية، وهي كل البضائع التي تشتهر بها مسقط، كان العمانيون تجارًا ماهرين ينافسون بتجارتهم أسطولين تجاريين كبيرين، هما الأسطول البريطاني والأسطول البرتغالي، غير أنهم دفعوا ثمن هذه المنافسة التجارية الشرسة عندما شن الأسطول الحربي البرتغالي هجومًا علي السواحل العمانية في بداية القرن السادس عشر، لتدميرها وإرهاب سكانها، والقضاء في الوقت نفسه علي تجارتها. وكانت مسقط التي تعد الميناء التجاري لعمان، ويعد سوقها عقدة التجارة إلي أسواق ومدن عمان الأخري، هي البوابة التي تغلغل منها الغزاة.
مدينة الحروب
شن البرتغاليون حملة عسكرية بحرية بقيادة ألفونسو البوكيرك، انتهت بهيمنة البرتغاليين علي السواحل العمانية نحو مائة عام، حتى قيام دولة اليعاربة، الذي قلبوا موازين القوي لصالحهم، إذ لم يقبل العمانيون الخضوع للبرتغاليين، واستمروا يغيرون علي حصونهم وقلاعهم في هرمز ومسقط وقريات وصحار إلي أن تحقق لأبناء الخليل بن أحمد الفراهيدي الانتصار الكامل، بهزيمة البرتغاليين النهائية عام 1650م وكانت واحدة من تلك المعارك قد جرت هناك، فقد هاجم العمانيون حصن مطرح، ودمروه بعد أن استسلم القائد البرتغالي، وبقيت سفينتان برتغاليتان تطلقان نيرانهما علي مسقط ومطرح. غير أن العمانيين أرسلوا مقاتليهم ليغوصوا تحت الماء ويغرقوا السفينتين في عملية فدائية جريئة.
لذا لا عجب أن تشتهر معظم المدن العمانية بأسوارها وقلاعها الكثيرة التي تشير بوضوح إلي الطبيعة العسكرية التي فرضها الموقع الجغرافي والسياسي المهم لهذا البلد، الذي يعتبر بوابة الخليج والجزيرة العربية علي المحيط الهندي. ففي مطرح وحدها تمتد ثلاثة أسوار، أهمها (سور روي) الممتد من الجبل الجنوبي إلي الجبل الشمالي، وتتوسطه بوابة كبيرة، وكان الغرض من بنائه هو تنظيم الدخول للعاصمة. كما توجد أسوار أخري هي: سور اللواتيا الذي صحبتني في جولة حوله، وبين بيوت الحي الذي يضمه، الفنانة التشكيلية العمانية نادرة بنت محمود، واستفاضت في شرح خصائصه الفنية والجمالية، حيث تتميز أبنيته بروعة تصميمها الهندسي.
غير أن أهم ما يلفت انتباه الزائر، ليس في مسقط وحدها، بل في كل أرض عمان، هو الهدوء الجميل والأخلاق الرفيعة التي يتميز بها العمانيون، ففي حديثهم مودة وثقافة وثقة عالية بالنفس، تعبر عن عمق إنساني نادر. ومن هذا المنطلق، كان تاريخ عمان عريق، وأن رجالها بواسل نجحوا في تحرير أراضيهم من البرتغاليين بعمليات فدائية، وهم رحم دفء نسائهم وحنينهم العريق للماضي ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.