صدر في القاهرة حديثاً كتاب عمان اللؤلؤة المضيئة للكاتب الصحفي عادل عبدالصمد رئيس تحرير مجلة الهلال والذي وافق صدوره احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الأربعين وتعبيرا عن التواصل الثقافي والإعلامي المصري -العماني علي خلفية العلاقات الثنائية الوثيقة. يستعرض الكتاب العديد من الملفات المهمة وفي مقدمتها العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين كما تناول الكتاب الإنجازات التي شهدتها السلطنة علي مدار أربعة عقود من الزمان. ومن أهم الملفات التي تضمنها الكتاب الدور العماني في نشر الإسلام وتأصيل العقيدة الإسلامية لدي الشعب العماني الشقيق حيث يشير الكاتب إلي أن رسالة الإسلام كانت منعطفا مهما في تاريخ عمان حيث دخل أهلها في الإسلام طواعية وسلما ثم ما لبثوا أن لعبوا دورا رائدا في تثبيت دعائم الدعوة ونشر راية الإسلام شرقا وغربا وكانت عمان من أوائل البلاد التي اعتنقت الإسلام في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم فلقد بعث الرسول صلي الله عليه وسلم عمرا بن العاص إلي جيفر وعبد ابني الجلندي بن المستكبر ملكي عمان حينئذ ليدعوهما إلي الإسلام وكان ذلك حوالي عام 630 ميلادية حيث أجابا الدعوة سلما وطواعية وأخذا يدعوان وجوه العشائر والقبائل إلي الإسلام فاستجاب أهلها لدعوة الحق عن قناعة ورضا ونتيجة لاتصال بعض أهل عمان المباشر بالرسول صلي الله عليه وسلم أفرادا وجماعات انتشر الإسلام في عمان انتشارا واسعا وقد أثني الرسول صلي الله عليه وسلم علي أهل عمان لأنهم آمنوا بدعوته مخلصين دون تردد أو خوف أو ضعف وقد دعا الرسول عليه الصلاة والسلام لأهل عمان بالخير والبركة وكذلك أشاد بهم الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه وخلال السنوات الأولي للدعوة الإسلامية ساهمت عمان بدور بارز في حروب الردة التي ظهرت بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم كما شاركت في الفتوحات الإسلامية العظيمة برا وبحرا خاصة في العراق وفارس وبلاد السند بالاضافة إلي المشاركة في الفتوحات الإسلامية العديد من البلاد الأخري في المنطقة وخارجها علي ان الاسهام العماني الأمثل تمثل في قيامها عبر نشاطها التجاري والبحري الكبير خاصة خلال القرن الماضي بالتعريف بالإسلام ونشره في كثير من الساحل الشرقي لافريقيا وإلي مناطق وسط افريقيا التي وصل إليها العمانيون كما حملوا الإسلام معهم إلي الصين والموانئ الآسيوية التي تعاملوا معها وفي الوقت نفسه مثل الإسلام والقيم الإسلامية رابطا قويا بين العمانيين حافظوا عليه وتمسكوا به والتفوا حوله. وعلي مدار التاريخ أسهم العمانيون بنصيب ملموس في الحضارة الإنسانية وكانت مكانة عمان بين الدول والشعوب مكانة مرموقة مميزة وذلك لموقع عمان الاستراتيجي وإطلالها علي سواحل متعددة وما عرف عن الشعب العماني علي مدي تاريخه بتسامحه وقيمه الرفيعة لذلك لم يكن غريبا أن تحتل عمان دائما مكانة مرموقة مميزة علي مدي التاريخ الإنساني كدولة داعية للسلام تمد يدها للجميع وتؤمن بالحوار وبالتفاعل الإنساني وقد أظهرت الشعوب الإسلامية ومنها الشعب العماني للعالم أجمع فهمها الصحيح لجوهر الإسلام وحقيقة شريعته الخالدة الصالحة لكل زمان وكان الذي يقوم علي مواكبة العصر بفكر إسلامي متجدد ومتطور قائم علي اجتهاد عصري ملتزم بمبادئ الدين قادر علي أن يقدم الحل الصحيح لمشاكل العصر التي تؤرق المجتمعات الإسلامية. تمكنت عمان من طرد البرتغاليين من السواحل العمانية والخليج والمحيط الهندي أيام حكم اليعاربة الذي بدأ عام 1624 والدولة البوسعيدية التي قامت علي يد مؤسسها الإمام أحمد بن سعيد عام 1744 والتي بلغت قوتها في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد باني نهضة عمان الحديثة والتي استطاعت علي مدي مائتين وخمسة وستين عاما في مصاف الدول القوية والمؤثرة في محيطها ويمثل تولي الإمام ناصر بن مرشد إماماً علي عمان في عام 1924 بداية حكم اليعاربة وقد تمكن الإمام ناصر من خلال توحيد البلاد تحت قيادته للمرة الأولي وعبر تجهيز أسطول بحري قوي من تقليص نفوذ البرتغاليين وتحرير بعض المدن الساحلية منهم وقد واصل الإمام سلطان بن سيف هذه المهمة الجليلة في مطاردة البرتغاليين حتي تم تحرير مسقط عام 1650 وعادت السيادة العمانية لأبنائها.