كشفت مصادر بالمجلس الأعلى للآثار عن جود علماء آثار من إسرائيل يعملون في مصر ولا يمكن كشفهم إلا إذا افتضح أمرهم ب"كارثة علمية" أو "تصرفات وخطوات مريبة" مضيفة إن الثلاث سنوات الماضية أفصحت عن وجود ثلاثة عشرة منهم والعدد مرشح للزيادة ويعملون تحت ستار جنسيات أخرى خصوصًا الأمريكية والفرنسية والألمانية منها وسيناء ومحافظات الإسكندريةوالشرقيةوالجيزة وبالأخص الهرم وسقارة وأسوان والفيوم يركزون عملهم فيها "لإثبات جغرافية وجودهم على الأرض". ففي محافظة الشرقية توجد بعثتان الأولى تعمل في تل الضبعة التابعة لمركز فاقوس ويديرها يهودي يحمل الجنسية النمساوية يدعى مانفريد بيتاك واختارت تلك المنطقة على أمل إثبات وجود لبني إسرائيل هناك والربط بينهم وبين الهكسوس الذين احتلوا المنطقة لأن عاصمتهم كانت في نفس المنطقة وهو ما يتوافق مع مساعيهم نحو إثبات وجود أرض جاسان الواردة في التوراة على المكان ذاته والمثير أنه يعمل في المنطقة منذ فترة تزيد على خمس سنوات وتوجد البعثة الثانية في نفس المكان لكن في بلدة قنتير ويديرها اليهودي الألماني إدجار بوش ويسير على نهج سابقه محاولاً إثبات وجود أي إسهام لليهود في الحضارة المصرية القديمة وخصوصًا يهودية مدينة برعمسيس إحدى عواصم مصر القديمة. وفي محافظة الإسكندرية توجد بعثة تديرها كوليوني بابا كوستا وهي تحمل الجنسية اليونانية وشغلت وسائل الإعلام المصرية مؤخرًا بما سمته قرب العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر في الإسكندرية عقب اكتشافها تمثال بلا رأس في منطقة الشلالات ونسبته إلى الإسكندر وسط خلاف شديد بين علماء الآثار حول الأمر وفرحة الجمعيات المحبة للإسكندر المقدوني بالحديث للوصول إلى مقبرته التي لم يعثر عليها للحظة في ظل ندرة الآثار الباقية الخاصة به بينما هي تحاول البحث عن آثار جبانة الحي اليهودي في العصر البطلمي الموجودة في المنطقة نفسها والتي تضم بالمناسبة اثنين من أهم مقابر اليهود المصريين في الشلالات والشاطبي. بينما عملت في منطقة فج الجاموس بمحافظة اليوم بعثة تضم أثريًا صهيونيًا خطير التوجه يدعي جيجز ويركز عمله على المومياوات الآدمية المصرية القديمة في إطار مشروع إسرائيلى لإرجاع أصول الفراعنة للعبرانيين وهو ما بدأوه بسرقة شعره من رأس رمسيس الثاني وإعادة تشكيل ملامح وجه الفرعون المتوج توت عنخ آمون وفقًا لأصول غربية وليس مصرية إضافة إلى إثبات وجود "تمركز" لليهود هناك لكونها "كانتونة" معزول بمقاييس تلك الأزمنة مع احتوائها على جميع المؤهلات لإقامة مجتمع وإنتاج حضارة. وفي محافظة أسوان وتحديدًا جزيرة الفنتين توجد بعثة تعمل بها توجيا ميشيل فيديتس والتي تعمل على إثبات "شتيمتها" للمصريين الحاليين بأنهم ليسوا من نسل الفراعنة القدماء وأن المنطقة تم وجود آثار تخص اليهود ونشاطاتهم منذ القدم وبالمناسبة تسعى توجيا ولا تزال إلى الحصول على تصريح للتنقيب في منطقة تل اليهودية بمحافظة القليوبية على أمل إثبات كونه "بيثوم" وهي المدينة الوارد ذكرها في التوراة كمخزن للغلال بناه اليهود في العصر الفرعوني رغم أنه يعمل بميت رهينة على مقربة من الموقع المستهدف من توجيا أحد أشهر العلماء الأثاريين اليهود ويحمل الجنسية الإنجليزية وهو ديفيد جيفري ويعمل للأهداف ذاتها وإن كان يحاول البعد تمامًا عن وسائل الإعلام أو أن يكون محورًا لأحاديثها. وعن سيناد حدث ولا حرج حيث بدؤوا حملات النهب والسلب لآثارها وتشويها منذ سنة 1956 أي وقت العدوان الثلاثي على مصر مرورًا باحتلال إسرائيل للمنطقة عام 1967 حتى تحريرها 1973 حيث تم تشويه طريق الحجاج المسيحي بنحت نجمة داوود على إحدى الهضاب المطلة على الطريق إضافة إلى تدمير المسرح الروماني بتحويله معسكرًا للجنود الإسرائيليين غير صولات وولات وزير الدفاع وقتئذ موشى ديان في نقل الآثار المصرية لإسرائيل وهو ما تشهد عليه مذكراته المنشورة وبيع عشيقته راحيل التي تزوجها قبل وفاته لعدد من مقتنياته من الآثار المصرية لأحد المتاحف هناك ونشر قائمة من الآثار التي لم تعد من هناك مدعومًا التفاصيل إلا أن بعثة الأمريكي جيمس هوفماير اليهودي أستاذ العلوم التوراتية بالكلية اللاهوتية في جامعة ترينتي والتي عملت في سيناء في أكثر من موقع وآخرها تل البرج في القنطرة شرق بشمال سيناء وأنهت أعمالها التنقيبية منذ عام ارتكبت بحق العلم والتاريخ المصري أكثر ما يمكن وصفه بالكارثة حيث زعم هوفماير أكثر من مرة أن إسرائيل حكمت مصر ولها أصول تاريخية "ثابتة" تعطيها الحق في استعادة مصر، ليس هذا فحسب اعتبر وفقًا لشواهده وحفرياته أن الحدود المصرية تنتهي عند منطقة أبو صوير بالإسماعيلية وأن أرض سيناء ليست مصرية خالصة، نشر ذلك أكثر من مرة وإن كانت البداية في كتابه الشهير "إسرائيل في مصر". بينما يبدو الوضع أكثر خطورة في محافظة الجيزة حيث عمل ستة من أخطر علماء الآثار اليهود في أغنى وأهم منطقتين تاريخيًا وأثريًا هما الهرم وسقارة وبعضهم لا يزال موجودًا للحظة، ففي منطقة الهرم عملت بعثة يديرها الأمريكي اليهودي الغامض أد بروفسكي وبجوارها بعثة أخرى لمارك لينر اليهودي الأمريكي أيضًا ومدير منظمة الآيرو لاستكشاف منطقة الأهرامات بتمويل رئيسي من بيل جيتس عملاق البرمجيات وأغنى رجل في العالم اليهودي كذلك لإثبات أن اليهود هم من بنوا الأهرامات بحسب مقولة مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق في أثناء زيارته للمنطقة بينما تحظى منطقة سقارة بوجود اربعة منهم الأول يدعى مارتن رفين ويحمل الجنسية الهولندية ولم تتضح أهدافه بعد، والثانية تدعي جانين بوريو وتحمل الجنسية الإنجليزية وهي على علاقة قوية بعدد من المسئولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين بحسب المصادر، إضافة إلى بعثة أمريكية ثالثة يديرها اليهودي ديفيد سيلفرمان الأستاذ بجامعة بنسلفانيا حيث حصل د.زاهي حواس الأمين السابق للمجلس الأعلى للآثار على إجازته للدكتوراه وتثير البعثة الرابعة في المنطقة برئاسة اليهودي الفرنسي ذي الأصول المغربية آلان زيفي أكثر من سؤال حول استمرار وجودها للحظة رغم ادعاء زيفي وصول بعض بني إسرائيل إلى مناصب مهمة وحساسة ووزارية في مصر القديمة بل وأورد ذلك في كتاب إبان كشفه لمقبرة أحد الوزراء المصريين في سقارة ويدعى عبريا فحرفه ليصبح عبرائيل بما يخدم مخططه والمفاجأة هي قيام د.زاهي حواس قبل أن يكون أمينًا للمجلس الأعلى للآثار بكتابة مقدمة لكتابه المتاح باللغتين العربية والفرنسية والموجود على أرفف مكتبة الإسكندرية ينتقده فيها.. لذا لم يكن غريبًا أن تنشر صحيفة الدايلي ميل تقريرًا مفاده تعاقد المجلس الأعلى للآثار مع شركة سينتيك في نيوبورت البريطانية لإنقاذ هرم زوسر من الانهيار في لحظة بحسب بيتر جيمس المدير التنفيذي للشركة مقابل واحد وثمانية من عشرة مليون جنيه إسترليني.