واحد من أبناء إحدي الأسر المصرية المتوسطة، تعلم في مدارس حي "الورديان" غرب الإسكندرية، إلى أن انتقل إلى كلية الزراعة، وفيها بدأ يمارس هواية التمثيل من خلال فريق المسرح بالكلية. مسيرة محمود عبد العزيز الفنية بدأت من خلال مسلسل "الدوامة" في بداية السبعينيات؛ حين أسند إليه المخرج "نور الدمرداش" دوراً في المسلسل مع "محمود ياسين" و"نيللي"، وشارك في السينما من خلال فيلم "الحفيد" الذي يعتبر أحد كلاسيكيات السينما المصرية، وبدأت رحلته مع البطولة منذ العام 1975 عندما قدم "حتى آخر العمر"؛ ليقوم بعدها ببطولة خمسة وعشرين فيلماً سينمائياً، من إجمالي مشاركاته في أربعة وثمانين فيلماً، وأخرج فيلماً واحداً هو "البنت الحلوة الكدابة". وقد تنوعت هذه الأفلام ما بين الرومانسية الكوميديا والواقعية.. ورغم عشقه للشاشة الكبيرة، إلا أنه لم ينسَّ التليفزيون؛ حيث قدم من خلاله ملحمة بطولية أرخت لحياة بطل مصرى مجهول "رأفت الهجان".. وبعد غياب ثمانية أعوام عن جمهور الشاشة الفضية، قرر العودة بمسلسل "باب الخلق".. فالتقيناه للوقوف علي أسباب اختياره للعمل، وكيف يري سبل النهوض بالفن المصري. - ما أسباب اختيارك لمسلسل "باب الخلق"؛ لتعود به إلي التليفزيون؟ هناك معايير لدي لابد أن تتوافر في العمل حتي أقبله؛ وهي: القصة والسيناريو والشخصية، وهل هى ملائمة أم لا؟ وهو ما تحقق فى "باب الخلق"؛ حيث وجدت القصة رائعة، والسيناريو ممتازًا، والشخصية والدور مختلفين عما قدمته من قبل، ويظهرا بداخلى جانبًا آخر لم يره الجمهور من قبل وسيكون مفاجأة. - ولماذا اشترطت عدم إقحام الثورة فى السيناريو؟ لأن السيناريو مكتوب لفترة زمنية معينة، وأى تعديل فيه سيشوه السيناريو، ولاحظت أن الجميع يقحم الثورة فى أحداث أى عمل، وعندما اقترح عليّ المؤلف فعل هذا، رفضت وطالبت بألا يعدل أو يحذف شيئًا. - لكن البعض فسر ذلك بأنك "ضد الثورة".. فما تعقيبك؟ لا عقلانية فى هذا الكلام؛ لأنه لا يوجد شخص فى الدنيا يكره مصلحة بلده، وثورة يناير كانت خيرًا للبلد؛ لكن فى الوقت ذاته لا دخل لها بالدراما، وليس من الضرورة إقحامها فى كل حدث فنى أو عمل درامى. - إذن، ألا تتفق مع الرأي القائل بضرورة تخليد الدراما ل"الثورة"؟ هذا ليس تخليدًا للثورة، بل هذا تسفيه لها، وسفك لدماء هؤلاء الشهداء، لأنها أصبحت سلعة لتحقيق الرواج للأعمال الفنية على حساب الثورة الحقيقية. - تردد أنك أبديت بعض الاعتراضات علي عدد من أبطال العمل..؟ فقاطعني: لم ولن أفعل هذا؛ لأنى مؤمن جدا بدور المخرج، وقيادته للعمل الدرامى؛ فهو مايسترو العمل، الذى يعزف على جميع الأوتار ليخرج معزوفة جميلة، ولكنى أقول رأيى فيمن يختاره ويعرضه المخرج؛ لأن الجميع يجب أن يكون متفاعلًا ومنسجمًا مع بعضه البعض. أفلام الفانتازيا - وما سبب ابتعادك عن الشاشة الفضية طوال الفترة الماضية؟ السينما تواجه أزمة أتمنى أن تخرج منها؛ لأنها انفصلت عن الواقع منذ زمن، وأصبحت بعيدة عنه؛ والقضايا التى تحاول مناقشتها لا تهم المواطن العادى؛ لذا تظهر أفلام كثيرة دون أن تنجح، وتختفى دون أن تترك وراءها أى أثر كأنها لم توجد، فحين أجد السيناريو المناسب فبلا شك سأعود علي الفور. - قدمت للسينما فى فترة التسعينيات نوعية أفلام "الفانتازيا".. فلماذا توقفت عنها؟ نوعية أفلام "الفانتازيا" خطيرة جدا؛ لأنك تجازف بشباك التذاكر؛ فالجمهور إذا لم يفهم العمل عزف عنه، وحينها نواجه الخسارة، ولكن فى الوقت ذاته، هذه الأفلام سلسة؛ حيث نستطيع من خلالها عرض أكثر من قضية فى آن واحد، لذا كانت مجازفة إلا أنها نجحت ولم تنجح مع غيرى، لأنه حاول التقليد وليس الإضافة والتعديل. - عرض عليك أكثر من منصب سياسي، ولكنك رفضت.. لماذا؟ أنا لا أهوى المناصب، وسأكون "إدارى فاشل جدا"؛ حتى انتخابات النقابة كنت أرفض أن أرشح نفسى فيها؛ لأن كل هذه الأمور تشغلني عن الفن، وتلتهم الوقت، وأنا لا أريد أن يشغلنى أى شىء عن الفن؛ لأنى فى المقام الأول والأخير فنان.