يحتفل العالم - اليوم، الثلاثاء - بذكرى عيد ميلاد "العندليب الأسمر" عبد الحليم حافظ، وولد حليم عام 1929 في قرية الحلوات بمصر، وقد نشأ يتيماً منذ يوم ولادته حيث توفيت والدته بعد اسبوع واحد من ولادته، وبعد عام واحد توفي والده، ليعيش حليم بعدها في ملجأ للأيتام، قبل أن ينتقل إلي بيت خاله. هذا، وقد التحق حليم بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943، حين التقى الفنان كمال الطويل، حيث كان الحليم طالبًا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948، وقد رشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج، لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا، ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة "الأبواه" عام 1950، حيث تقابل مع صديق ورفيق العمر الأستاذ مجدي العمروسي في 1951 في بيت مدير الإذاعة؛ حيث اكتشف حليم شبانة على يد الإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلاً من شبانة. وقد أفادت بعض المصادر بأن حليم أجيز في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة "لقاء" كلمات صلاح عبد الصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951، في حين أشارت مصادر أخرى إلي أن إجازته كانت في عام 1952 بعد أن قدم أغنية "يا حلو يا اسمر" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي. وعموماً فإن هناك اتفاقاً علي أنه غنى "صافيني مرة" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952، ورفضتها الجماهير من أول وهلة، حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد. وقد أعاد حليم غناء أغنية "صافيني مرة" في يونيو عام 1953، بعد أن رفضها الجمهور في المرة الأولي؛ حيث لم يكن الناس علي استعداد لتلقي هذا النوع من الغناء، ثم قدم حليم أغنية "على قد الشوق" كلمات محمد علي أحمد، وألحان كمال الطويل عام 1954، وحققت نجاحاً ساحقاً، ثم أعاد تقديمها في فيلم "لحن الوفاء" عام 1955. وقد تعاون حليم مع الملحن العبقري محمد الموجي، وكمال الطويل، ثم بليغ حمدي، كما أن له أغاني شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب مثل: (أهواك، نبتدي منين الحكاية، فاتت جنبنا)، ثم أكمل الثنائي (حليم - بليغ) بالاشتراك مع الشاعر محمد حمزة أفضل الأغاني العربية من أبرزها: (زي الهوا، سواح، حاول تفتكرني، أي دمعة حزن لا، موعود). وقد غنى حليم للشاعر نزار قباني أغنية (قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء) والتي لحنها الموسيقار محمد الموجي. وبعد حرب 1967، غنى في حفلته التاريخية أمام 8 آلاف شخص في قاعة "ألبرت هول" في لندن لصالح المجهود الحربى لإزالة آثار العدوان. وقدم حليم في هذا الحفل أغنية "المسيح" كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي، وغنى في الحفل ذاته أغنية "عدى النهار"، وهي واحدة من أبرز أغاني حفلات عبد الحليم على مدار تاريخه الطويل. وقدم 3 برامج غنائية؛ هي: "فتاة النيل" للشاعر أحمد مخيمر وألحان محمد الموجي وإخراج كامل يوسف، و"معروف الاسكافي" للشاعر إبراهيم رجب وألحان عبد الحليم علي وإخراج عثمان أباظة، وبرنامج "وفاء" للشاعر مصطفى عبد الرحمن وألحان حسين جنيد وإخراج إسماعيل عبد المجيد. وفي الصدد نفسه، قد قام مجدي العمروسي صديق حليم، بجمع أغانيه في كتاب بعنوان "كراسة الحب والوطنية"، السجل الكامل لكل ما غناه العندليب الأسمر، حيث تضمنت غالبية ما غنى. وأصيب حليم بتليف في الكبد سببه داء البلهارسيا، وكان هذا التليف سببا في وفاته، وكانت هي أول مرة عرف فيها حليم هذا المرض عام 1956م عندما أصيب بنزيف في المعدة؛ ليرحل الأسطورة عن عالمنا عام 30 مارس 1977 بلندن عن عمر يناهز ال48 عامًا، سبب الدم الملوث الذي نقل إليه حاملا معه التهاب كبدي فيروسي، والذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر.