"التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    هل تسقط احتجاجات التضامن مع غزة بايدن عن كرسي الرئاسة؟    بيني جانتس يهدد بالاستقالة من حكومة نتنياهو لهذه الأسباب    رئيسا روسيا وكازاخستان يؤكدان مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين    ظهر بعكازين، الخطيب يطمئن على سلامة معلول بعد إصابته ( فيديو)    عماد النحاس: نتيجة مباراة الأهلي والترجي «مقلقة»    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    خاص- تفاصيل إصابة علي معلول في مباراة الأهلي والترجي    الداخلية تكشف حقيقة فيديو الاستعراض في زفاف "صحراوي الإسماعيلية"    نصائح لمواجهة الرهبة والخوف من الامتحانات في نهاية العام الدراسي    بوجه شاحب وصوت يملأه الانهيار. من كانت تقصد بسمة وهبة في البث المباشر عبر صفحتها الشخصية؟    عاجل.. إصابة البلوجر كنزي مدبولي في حادث سير    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    بعد اكتشاف أحفاد "أوميكرون "، تحذير من موجة كورونا صيفية ولقاح جديد قريبا    مع استمرار موجة الحر.. الصحة تنبه من مخاطر الإجهاد الحراري وتحذر هذه الفئات    عيار 21 الآن بالسودان وسعر الذهب اليوم الاحد 19 مايو 2024    «إزاي تختار بطيخة حلوة؟».. نقيب الفلاحين يكشف طريقة اختيار البطيخ الجيد (فيديو)    إيطاليا تصادر سيارات فيات مغربية الصنع، والسبب ملصق    حماية المنافسة: تحديد التجار لأسعار ثابتة يرفع السلعة بنسبة تصل 50%    حزب الله يستهدف عدة مواقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.. ماذا حدث؟    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    الأرصاد الجوية تحذر من أعلى درجات حرارة تتعرض لها مصر (فيديو)    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    نشرة منتصف الليل| الحكومة تسعى لخفض التضخم.. وموعد إعلان نتيجة الصف الخامس الابتدائي    محافظ بني سويف: الرئيس السيسي حول المحافظة لمدينة صناعية كبيرة وطاقة نور    مصطفى قمر يشعل حفل زفاف ابنة سامح يسري (صور)    حظك اليوم برج العذراء الأحد 19-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أصل الحكاية.. «مدينة تانيس» مركز الحكم والديانة في مصر القديمة    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    صاحب متحف مقتنيات الزعيم: بعت سيارتي لجمع أرشيف عادل إمام    بعد الانخفاض الكبير في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد بالمصانع والأسواق    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    جريمة في شارع ربيع الجيزي.. شاب بين الحياة والموت ومتهمين هاربين.. ما القصة؟    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف وهبي.. عملاق الميلودراما
نشر في صوت البلد يوم 15 - 07 - 2020

قام بالتمثيل والإنتاج والإخراج لتتكون شخصيته العملاقة، التي أهلته لأن يكون عميدًا للمسرح العربي بعد أن أسس فرقة رمسيس المسرحية، التي ضمت العديد من كبار نجوم التمثيل في عشرينيات القرن الماضي، حيث برع في تقديم المسرحيات، التي كانت تعتمد على فن الميلودراما بعيدًا عن الكوميديا، كما كانت له بصمة واضحة في السينما المصرية من خلال العديد من الأفلام الناجحة، التي دعمت الكثير من نجوم الفن في بداية مشوارهم مثل، فاتن حمامة وأنور وجدي ونور الهدى وفريد شوقي وعبد الحليم حافظ، إننا نتحدث عن الفنان يوسف وهبي، الذي تحل ذكرى ميلاده.
ولد "يوسف عبد الله هديب وهبي قطب" المشهور بيوسف وهبي في الرابع عشر من يوليو عام 1898، بمنطقة شاطىء بحر يوسف في محافظة الفيوم. والده هو عبد الله باشا وهبي، أحد أعيان الفيوم وكان يعمل مفتشًا للري، تعلم يوسف وهبي في كتّاب "العسيلي"، قبل أن يلتحق بالمدرسة السعيدية في محافظة الجيزة، وبعدها بالمدرسة الزراعية في منطقة "مشتهر"، حيث كان والده يأمل في أن يكون ابنه خبيرًا بالزراعة والري، لكن "يوسف وهبي" عشق التمثيل منذ الصغر، وقد زاد تعلقه بالفن بعد أن شاهد عروض فرقة الفنان اللبناني "سليم قرداحي" في إحدى محافظات صعيد مصر، ليقوم "وهبي" في البداية بإلقاء بعض "المونولوجات" وأداء بعض الفقرات التمثيلية في فترة الدراسة الثانوية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة أسرته، ليقرر يوسف وهبي الإبتعاد عن أسرته والسفر إلى إيطاليا لدراسة التمثيل، وذلك بعد أن أقنعه صديقه محمد كريم بضرورة أكتشاف الحياة ودراسة الفن.
عاد يوسف وهبي إلى مصر عام 1921. انضم لفرقتي حسن فايق وعزيز عيد، ثم قام بإنشاء فرقة "رمسيس" المسرحية، التي ضمت العديد من كبار الفنانين وقتئذ مثل، حسين رياض وزينب صدقي وفاطمة رشدي وأمينة رزق وعلوية جميل ومختار عثمان، حيث بدأت الفرقة أول عروضها المسرحية بمسرحية "المجنون" عام 1923، وكان يوسف وهبي مهتمًا بعرض وتقديم الروايات العالمية المترجمة لوليام شكسبير، وموليير وابسن، بالإضافة إلى إدخال الموسيقى التصويرية في العروض قبل رفع الستار ودخول الفنانين، لتقدم فرقته آنذاك العديد من العروض المسرحية المبهرة، وكان "وهبي" يقدم مسرحًا يعتمد على الميلودراما بعيدًا عن المسرحيات الكوميدية التي كانت تقدم في ذلك الوقت.
قدم يوسف وهبي عددًا كبيرًا من المسرحيات الناجحة من خلال فرقة "رمسيس" من أشهرها: "عطيل"، "يوليوس قيصر"، "الطمع"، "الدنيا مسرح كبير"، "بيومي أفندي"، "حب عظيم"، "هاملت"، "أولاد الفقراء"، "اليتيمان"، "الاستعباد"، "واحد يساوي اثنين"، "كرسي الاعتراف"، "راسبوتين"، "غادة الكاميليا"، "الذبائح"، "أولاد الذوات"، "بنت المدارس"، "ابن الفلاح"، "ناكر ونكير"، "الموت المدني"، "حدث ذات ليلة"، "البحار المزيف"، "لويس الحادي عشر"، "كليوباترا"، "الجريمة والعقاب"، "المجنون"، "المرأة المقنعة"، "شجرة الدر".
حاول يوسف وهبي في عام 1928؛ القيام بخطوة فنية غريبة؛ كانت ستعرضه لمخاطر جامه، حيث سعى إلى القيام ببطولة فيلم سينمائي من إنتاج تركي، يقوم فيه بتجسيد شخصية النبي محمد، معلًلا ذلك بأن العمل يوضح مفاهيم وتعاليم الدين الإسلامي، وهو الأمر الذي أثار ضجة واسعة النطاق، وذلك عقب نشر إحدى المجلات الإيرانية للمخطط المستهدف، مما أحدث ردة فعل ضخمة وقوية من جانب الأزهر، الذي أرسل بدوره خطابًا موجهًا لوزارة الداخلية، بهدف التحذير من القيام بمثل تلك الخطوة من جانب يوسف وهبي، مع ضرورة التحقيق معه، وإرسال رد لهيئة الأزهر حول مستجدات الأمور.. حينها حدثت مشكلة كبيرة ليوسف وهبي بعد أن قام الملك فاروق بتهديده بسحب الجنسية المصرية منه، لكن وهبي تدارك الأمر وعدل عن قراره.
في عام 1930 أنشأ يوسف وهبي بالتعاون مع صديقه القديم المخرج محمد كريم؛ شركة سينمائية باسم "رمسيس فيلم"، والتي بدأت أعمالها بفيلم "زينب" عام 1930 من إخراج محمد كريم ، وفي عام 1932 قدم يوسف وهبي أول أفلامه "أولاد الذوات"، وكان أول فيلم عربي ناطق، لتتوالى الأفلام السينمائية الناجحة في فترة الثلاثينيات، والتي كان من أشهرها: "الدفاع" عام 1935 مع أمينة رزق وحسين رياض وروحية خالد، وفيلم "المجد الخالد" عام 1937 مع فؤاد شفيق وإستيفان روستي وأمينة محمد، و"ساعة التنفيذ" عام 1938 مع زينات صدقي وزوزو نبيل وسراج منير.
ومع بداية حقبة الأربعينيات قدم يوسف وهبي ثنائي ناجح مع ليلى مراد، حيث شارك معها في ثلاثة أفلام متتالية هي "ليلة ممطرة" و"ليلى بنت الريف" و"ليلى بنت المدارس"، كما لم يبتعد آنذاك عن استكمال مشواره المسرحي حيث قدم ست مسرحيات وهي، "ناكر ونكير" و"الشبح"، و"العدو الحبيب" و"ابن الفلاح" و"يد الله" و"ألف ضحكة وضحكة".
وفي عام 1944 قدم يوسف وهبي فيلم "غرام وانتقام" مع المطربة أسمهان، وهو الفيلم الذي اضطر لتغيير نهايته لوفاة أسمهان، قبيل إنتهاء تصوير الفيلم. استمر "وهبي" في تقديم العديد من الأفلام الناجحة خلال فترة الأربعينيات مثل، "سيف الجلاد" عام 1944 مع عقيلة راتب وبشارة واكيم، و"ابن الحداد" عام 1944 مع مديحة يسري وعلوية جميل ومحمود المليجي، و"برلنتي" عام 1944 مع نور الهدى ولطيفة نظمي، و"سفير جهنم" عام 1945 مع فردوس محمد وفاخر فاخر وفؤاد شفيق ، و"بنات الريف" عام 1945 مع فاطمة رشدي وزوزو ماضي، و"ضحايا المدينة" عام 1946 مع أمينة رزق ويحيى شاهين وزكي رستم، و"شمعة تحترق" عام 1946 مع عزيزة أمير وصباح، و"ملاك الرحمة" عام 1946 مع فاتن حمامة وراقية إبراهيم، و"ضربة القدر" عام 1947 أمام ليلى مراد ويحيى شاهين، و"رجل لا ينام" عام 1948 مع فريد شوقي ونجمة إبراهيم ومديحة يسري، و"كرسي الاعتراف" عام 1949 مع فاتن حمامة وسراج منير، و"بيومي أفندي" عام 1949 أمام ميمي شكيب وإيفون ماضي، و"غزل البنات" عام 1949 أمام نجيب الريحاني وليلى مراد وأنور وجدي.
وفي فترة الخمسينيات حافظ يوسف وهبي على تقديم أدوار البطولة، إلى جانب قيامه ببعض الأدوار كضيف شرف في مجموعة من الأعمال الفنية الناجحة والتي منها: "الأفوكاتو مديحة" عام 1950 مع مديحة يسري وحسين رياض، و"أولاد الشوارع" عام 1951 مع فريد شوقي وزوزو ماضي، وفيلم "المهرج الكبير" عام 1952 مع فاتن حمامة ونبيل الألفي وحسن فايق ، و"بيت الطاعة" عام 1953 مع هدى سلطان وإسماعيل ياسين، و"عهد الهوى" عام 1955 أمام فريد الأطرش ومريم فخر الدين، و"حياة أو موت" عام 1954 مع عماد حمدي ومديحة يسري، و"الملاك الصغير" عام 1957 مع يحيى شاهين وزبيدة ثروت، و"مفتش المباحث" عام 1959 أمام شريفة فاضل ورشدي أباظة وزينب صدقي ونجوى فؤاد .
ومع بداية حقبة الستينيات دخل يوسف وهبي مرحلة تقديم الشخصيات الكوميدية في السينما؛ فكان فيلم "إشاعة حب" عام 1960 مع عمر الشريف وسعاد حسني، وفيلم "إعترافات زوج" عام 1964 مع فؤاد المهندس وشويكار وهند رستم، و"شنبو في المصيدة" عام 1968 من إخراج حسام الدين مصطفى، وفيلم "دلع البنات" عام 1969 مع فريد شوقي ونيللي، و"ميرامار" عام 1969 مع شادية ويوسف شعبان.
وبعد تلك الفترة كان يوسف وهبي قد تقدم في السن، فبدأت الأضواء تبتعد عنه قليلًا، ولكنه استمر بالمشاركة في الأعمال الفنية مع عددًا من الفنانين مثل هند رستم وسعاد حسني وشكري سرحان وفريد شوقي وصباح. ففي عام 1969 شارك يوسف وهبي في فيلم "الحلوة عزيزة" بطولة هند رستم وشكري سرحان وسمير صبري، ثم ظهر كضيف شرف عام 1970 في أحداث فيلم "عصابة النساء" مع صباح ومديحة كامل، وفي عام 1971 شارك في أربعة أفلام وهي "الاختيار" بطولة سعاد حسني وعزت العلايلي، و"عشاق الحياة" مع محرم فؤاد ونادية لطفي، و"موعد مع الحبيب" بطولة فريد شوقي ونجلاء فتحي، وفيلم "عالم الشهرة" بطولة يوسف شعبان ونادية الجندي وشمس البارودي.
بحلول عام 1973 زاد تقدم يوسف وهبي في العمر، لكنه كان مصرًا على العمل والأداء، ليقدم فيلمين، وهما "البنات لازم تتجوز" بطولة نجلاء فتحي ورشدي أباظة ومريم فخر الدين، وفيلم "البحث عن فضيحة" مع عادل إمام وميرفت أمين وسمير صبري، وفي عام 1974 شارك في فيلم "حكايتي مع الزمان" بطولة وردة الجزائرية ورشدي أباظة، وفي عام 1975 شارك في فيلم "الرداء الأبيض" مع أحمد مظهر ونجلاء فتحي.
شارك يوسف وهبي عام 1978 في فيلم "البؤساء" عن رواية الكاتب الفرنسي "فيكتور هوجو"، ومن بطولة فريد شوقي وعادل أدهم، ثم فيلم "أغنية الحب والموت" عام 1978 بطولة عزت العلايلي وحمدي أحمد وليلى طاهر، وفي عام 1979 قام بأداء دور بسيط في فيلم "إسكندرية ليه؟" من إخراج يوسف شاهين، وفي عام 1981 قام بدور في فيلم "دماء على الثوب الوردي"، وكان آخر أعماله الفنية في عام 1982 من خلال أحداث فيلم "السلخانة" بطولة عادل أدهم وسمير صبري، حيث ظهر في دور بسيط كضيف شرف، ليرحل عن عالمنا الفنان يوسف وهبي في السابع عشر من أكتوبر عام 1982 عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد مسيرة طويلة قدم خلالها العديد من الأعمال الفنية الناجحة.
قام بالتمثيل والإنتاج والإخراج لتتكون شخصيته العملاقة، التي أهلته لأن يكون عميدًا للمسرح العربي بعد أن أسس فرقة رمسيس المسرحية، التي ضمت العديد من كبار نجوم التمثيل في عشرينيات القرن الماضي، حيث برع في تقديم المسرحيات، التي كانت تعتمد على فن الميلودراما بعيدًا عن الكوميديا، كما كانت له بصمة واضحة في السينما المصرية من خلال العديد من الأفلام الناجحة، التي دعمت الكثير من نجوم الفن في بداية مشوارهم مثل، فاتن حمامة وأنور وجدي ونور الهدى وفريد شوقي وعبد الحليم حافظ، إننا نتحدث عن الفنان يوسف وهبي، الذي تحل ذكرى ميلاده.
ولد "يوسف عبد الله هديب وهبي قطب" المشهور بيوسف وهبي في الرابع عشر من يوليو عام 1898، بمنطقة شاطىء بحر يوسف في محافظة الفيوم. والده هو عبد الله باشا وهبي، أحد أعيان الفيوم وكان يعمل مفتشًا للري، تعلم يوسف وهبي في كتّاب "العسيلي"، قبل أن يلتحق بالمدرسة السعيدية في محافظة الجيزة، وبعدها بالمدرسة الزراعية في منطقة "مشتهر"، حيث كان والده يأمل في أن يكون ابنه خبيرًا بالزراعة والري، لكن "يوسف وهبي" عشق التمثيل منذ الصغر، وقد زاد تعلقه بالفن بعد أن شاهد عروض فرقة الفنان اللبناني "سليم قرداحي" في إحدى محافظات صعيد مصر، ليقوم "وهبي" في البداية بإلقاء بعض "المونولوجات" وأداء بعض الفقرات التمثيلية في فترة الدراسة الثانوية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة أسرته، ليقرر يوسف وهبي الإبتعاد عن أسرته والسفر إلى إيطاليا لدراسة التمثيل، وذلك بعد أن أقنعه صديقه محمد كريم بضرورة أكتشاف الحياة ودراسة الفن.
عاد يوسف وهبي إلى مصر عام 1921. انضم لفرقتي حسن فايق وعزيز عيد، ثم قام بإنشاء فرقة "رمسيس" المسرحية، التي ضمت العديد من كبار الفنانين وقتئذ مثل، حسين رياض وزينب صدقي وفاطمة رشدي وأمينة رزق وعلوية جميل ومختار عثمان، حيث بدأت الفرقة أول عروضها المسرحية بمسرحية "المجنون" عام 1923، وكان يوسف وهبي مهتمًا بعرض وتقديم الروايات العالمية المترجمة لوليام شكسبير، وموليير وابسن، بالإضافة إلى إدخال الموسيقى التصويرية في العروض قبل رفع الستار ودخول الفنانين، لتقدم فرقته آنذاك العديد من العروض المسرحية المبهرة، وكان "وهبي" يقدم مسرحًا يعتمد على الميلودراما بعيدًا عن المسرحيات الكوميدية التي كانت تقدم في ذلك الوقت.
قدم يوسف وهبي عددًا كبيرًا من المسرحيات الناجحة من خلال فرقة "رمسيس" من أشهرها: "عطيل"، "يوليوس قيصر"، "الطمع"، "الدنيا مسرح كبير"، "بيومي أفندي"، "حب عظيم"، "هاملت"، "أولاد الفقراء"، "اليتيمان"، "الاستعباد"، "واحد يساوي اثنين"، "كرسي الاعتراف"، "راسبوتين"، "غادة الكاميليا"، "الذبائح"، "أولاد الذوات"، "بنت المدارس"، "ابن الفلاح"، "ناكر ونكير"، "الموت المدني"، "حدث ذات ليلة"، "البحار المزيف"، "لويس الحادي عشر"، "كليوباترا"، "الجريمة والعقاب"، "المجنون"، "المرأة المقنعة"، "شجرة الدر".
حاول يوسف وهبي في عام 1928؛ القيام بخطوة فنية غريبة؛ كانت ستعرضه لمخاطر جامه، حيث سعى إلى القيام ببطولة فيلم سينمائي من إنتاج تركي، يقوم فيه بتجسيد شخصية النبي محمد، معلًلا ذلك بأن العمل يوضح مفاهيم وتعاليم الدين الإسلامي، وهو الأمر الذي أثار ضجة واسعة النطاق، وذلك عقب نشر إحدى المجلات الإيرانية للمخطط المستهدف، مما أحدث ردة فعل ضخمة وقوية من جانب الأزهر، الذي أرسل بدوره خطابًا موجهًا لوزارة الداخلية، بهدف التحذير من القيام بمثل تلك الخطوة من جانب يوسف وهبي، مع ضرورة التحقيق معه، وإرسال رد لهيئة الأزهر حول مستجدات الأمور.. حينها حدثت مشكلة كبيرة ليوسف وهبي بعد أن قام الملك فاروق بتهديده بسحب الجنسية المصرية منه، لكن وهبي تدارك الأمر وعدل عن قراره.
في عام 1930 أنشأ يوسف وهبي بالتعاون مع صديقه القديم المخرج محمد كريم؛ شركة سينمائية باسم "رمسيس فيلم"، والتي بدأت أعمالها بفيلم "زينب" عام 1930 من إخراج محمد كريم ، وفي عام 1932 قدم يوسف وهبي أول أفلامه "أولاد الذوات"، وكان أول فيلم عربي ناطق، لتتوالى الأفلام السينمائية الناجحة في فترة الثلاثينيات، والتي كان من أشهرها: "الدفاع" عام 1935 مع أمينة رزق وحسين رياض وروحية خالد، وفيلم "المجد الخالد" عام 1937 مع فؤاد شفيق وإستيفان روستي وأمينة محمد، و"ساعة التنفيذ" عام 1938 مع زينات صدقي وزوزو نبيل وسراج منير.
ومع بداية حقبة الأربعينيات قدم يوسف وهبي ثنائي ناجح مع ليلى مراد، حيث شارك معها في ثلاثة أفلام متتالية هي "ليلة ممطرة" و"ليلى بنت الريف" و"ليلى بنت المدارس"، كما لم يبتعد آنذاك عن استكمال مشواره المسرحي حيث قدم ست مسرحيات وهي، "ناكر ونكير" و"الشبح"، و"العدو الحبيب" و"ابن الفلاح" و"يد الله" و"ألف ضحكة وضحكة".
وفي عام 1944 قدم يوسف وهبي فيلم "غرام وانتقام" مع المطربة أسمهان، وهو الفيلم الذي اضطر لتغيير نهايته لوفاة أسمهان، قبيل إنتهاء تصوير الفيلم. استمر "وهبي" في تقديم العديد من الأفلام الناجحة خلال فترة الأربعينيات مثل، "سيف الجلاد" عام 1944 مع عقيلة راتب وبشارة واكيم، و"ابن الحداد" عام 1944 مع مديحة يسري وعلوية جميل ومحمود المليجي، و"برلنتي" عام 1944 مع نور الهدى ولطيفة نظمي، و"سفير جهنم" عام 1945 مع فردوس محمد وفاخر فاخر وفؤاد شفيق ، و"بنات الريف" عام 1945 مع فاطمة رشدي وزوزو ماضي، و"ضحايا المدينة" عام 1946 مع أمينة رزق ويحيى شاهين وزكي رستم، و"شمعة تحترق" عام 1946 مع عزيزة أمير وصباح، و"ملاك الرحمة" عام 1946 مع فاتن حمامة وراقية إبراهيم، و"ضربة القدر" عام 1947 أمام ليلى مراد ويحيى شاهين، و"رجل لا ينام" عام 1948 مع فريد شوقي ونجمة إبراهيم ومديحة يسري، و"كرسي الاعتراف" عام 1949 مع فاتن حمامة وسراج منير، و"بيومي أفندي" عام 1949 أمام ميمي شكيب وإيفون ماضي، و"غزل البنات" عام 1949 أمام نجيب الريحاني وليلى مراد وأنور وجدي.
وفي فترة الخمسينيات حافظ يوسف وهبي على تقديم أدوار البطولة، إلى جانب قيامه ببعض الأدوار كضيف شرف في مجموعة من الأعمال الفنية الناجحة والتي منها: "الأفوكاتو مديحة" عام 1950 مع مديحة يسري وحسين رياض، و"أولاد الشوارع" عام 1951 مع فريد شوقي وزوزو ماضي، وفيلم "المهرج الكبير" عام 1952 مع فاتن حمامة ونبيل الألفي وحسن فايق ، و"بيت الطاعة" عام 1953 مع هدى سلطان وإسماعيل ياسين، و"عهد الهوى" عام 1955 أمام فريد الأطرش ومريم فخر الدين، و"حياة أو موت" عام 1954 مع عماد حمدي ومديحة يسري، و"الملاك الصغير" عام 1957 مع يحيى شاهين وزبيدة ثروت، و"مفتش المباحث" عام 1959 أمام شريفة فاضل ورشدي أباظة وزينب صدقي ونجوى فؤاد .
ومع بداية حقبة الستينيات دخل يوسف وهبي مرحلة تقديم الشخصيات الكوميدية في السينما؛ فكان فيلم "إشاعة حب" عام 1960 مع عمر الشريف وسعاد حسني، وفيلم "إعترافات زوج" عام 1964 مع فؤاد المهندس وشويكار وهند رستم، و"شنبو في المصيدة" عام 1968 من إخراج حسام الدين مصطفى، وفيلم "دلع البنات" عام 1969 مع فريد شوقي ونيللي، و"ميرامار" عام 1969 مع شادية ويوسف شعبان.
وبعد تلك الفترة كان يوسف وهبي قد تقدم في السن، فبدأت الأضواء تبتعد عنه قليلًا، ولكنه استمر بالمشاركة في الأعمال الفنية مع عددًا من الفنانين مثل هند رستم وسعاد حسني وشكري سرحان وفريد شوقي وصباح. ففي عام 1969 شارك يوسف وهبي في فيلم "الحلوة عزيزة" بطولة هند رستم وشكري سرحان وسمير صبري، ثم ظهر كضيف شرف عام 1970 في أحداث فيلم "عصابة النساء" مع صباح ومديحة كامل، وفي عام 1971 شارك في أربعة أفلام وهي "الاختيار" بطولة سعاد حسني وعزت العلايلي، و"عشاق الحياة" مع محرم فؤاد ونادية لطفي، و"موعد مع الحبيب" بطولة فريد شوقي ونجلاء فتحي، وفيلم "عالم الشهرة" بطولة يوسف شعبان ونادية الجندي وشمس البارودي.
بحلول عام 1973 زاد تقدم يوسف وهبي في العمر، لكنه كان مصرًا على العمل والأداء، ليقدم فيلمين، وهما "البنات لازم تتجوز" بطولة نجلاء فتحي ورشدي أباظة ومريم فخر الدين، وفيلم "البحث عن فضيحة" مع عادل إمام وميرفت أمين وسمير صبري، وفي عام 1974 شارك في فيلم "حكايتي مع الزمان" بطولة وردة الجزائرية ورشدي أباظة، وفي عام 1975 شارك في فيلم "الرداء الأبيض" مع أحمد مظهر ونجلاء فتحي.
شارك يوسف وهبي عام 1978 في فيلم "البؤساء" عن رواية الكاتب الفرنسي "فيكتور هوجو"، ومن بطولة فريد شوقي وعادل أدهم، ثم فيلم "أغنية الحب والموت" عام 1978 بطولة عزت العلايلي وحمدي أحمد وليلى طاهر، وفي عام 1979 قام بأداء دور بسيط في فيلم "إسكندرية ليه؟" من إخراج يوسف شاهين، وفي عام 1981 قام بدور في فيلم "دماء على الثوب الوردي"، وكان آخر أعماله الفنية في عام 1982 من خلال أحداث فيلم "السلخانة" بطولة عادل أدهم وسمير صبري، حيث ظهر في دور بسيط كضيف شرف، ليرحل عن عالمنا الفنان يوسف وهبي في السابع عشر من أكتوبر عام 1982 عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد مسيرة طويلة قدم خلالها العديد من الأعمال الفنية الناجحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.