أكدت إثيوبيا، أمس الأربعاء، أن الملء الثاني لسد النهضة سيتم في موعده، ولن تمدد الفترة لأي سبب، في وقت يعرب فيه السودان ومصر عن قلقهما من خطورة هذه الخطوة. جاء ذلك خلال ندوة لوزارة المياه والري، في فعالية بمناسبة اقتراب الذكرى العاشرة لبدء بناء سد النهضة، التي توافق 2 أبريل المقبل. وأوضح سيلشي بيكيلي، وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، أن عملية البناء في سد النهضة في مرحلة حاسمة، حيث وصلت إلى 79%. وقال ديميكي ميكونين، وزير الخارجية الإثيوبي، إنه لا يمكن لأحد أن يحرم إثيوبيا من نصيبها البالغ 86% في نهر النيل، مؤكدًا أن السد هو المورد الطبيعي لجميع الإثيوبيين، وأنهم مروا بالعديد من التقلبات على مدى السنوات العشر الماضية لتحويل هذا المورد إلى تنمية. وأوضح مكونين أن عملية استكمال بناء سد النهضة ليس من أجل مستقبل الأجيال بل هي مسألة حماية لسيادة الدولة. وفيما يتعلق باقتراح الخرطوم بشأن الوساطة الرباعية في ملف سد النهضة، أوضح دنيا مفتي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، أن الاقتراح لم يقدم رسميًا إلى بلاده حتى الآن، مؤكدًا استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات في أي وقت. وأشار مفتي إلى أن إثيوبيا لديها علاقات جيدة مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة، إلا أنها ما زالت تتمسك بالوساطة الإفريقية، مشددًا على ضرورة احترام الأطراف للاتحاد الإفريقي ودوره في الوساطة في أزمة مفاوضات سد النهضة الإثيوبي. وفي المقابل، أكدت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، أمس الأربعاء، أن الملء الثاني لسد النهضة سيلحق الضرر بالسودان ويهدد حياة الملايين من السودانيين لما له عواقب وخيمة، داعية السلطات في إثيوبيا إلى مراعاة الاتفاقيات الدولية من أجل الوصول لاتفاق ملزم بشأن ملء سد النهضة، لافتة إلى ضرورة موافقة إثيوبيا على الآلية الرباعية التي تضم الاتحاد الإفريقي، وأنه لا يوجد سبب لممانعة ورفض ذلك. ومن جانبها، تؤكد مصر موقفها الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويؤمّن مصالحها المائية، تنفيذًا لمقررات هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي، مبدية استعدادها للتفاوض لإنجاح هذه المحادثات. كما تؤكد دعمها للمقترح السوداني بتشكيل رباعية دولية تحت رئاسة الاتحاد الإفريقي للتوسط في القضية. وكانت إثيوبيا أعلنت، الشهر الماضي، أنها ستمضي قدمًا في عملية الملء الثاني لبحيرة السد في يونيو المقبل، وأن عملية الملء ستتم بمقدار 13.5 مليار متر مكعب، وهو ما يقارب 3 أضعاف حجم الملء الأولي المنفذ العام الماضي بمقدار 4.9 مليار متر مكعب.