لم يكن اللقاء المرتقب فى أستانة خيارا سوريا، لقد أراده الروس بعد أن حققوا بالتعاون مع الفرس ما رأوه انتصارا تاريخيا على أحياء حلب الشرقية، وتمكنوا بعد حرب ضروس من إخراج الفصائل المسلحة، ثم دعوا إلى هدنة استثنت «داعش» و«النصرة» مما جعلهم يعلنون أنهم (...)
حين تنتهي من قراءة رواية إبراهيم الجبين (عين الشرق) تشعر أن ماقرأته هو دفق من روايات عديدة تكتظ بها ذاكرة الجبين ورؤيته ، ولكنه يصوغها في عقد دمشقي واحد تصطف قلائده في نظم بديع ، وهندسة بنائية متقنة لعمارته الروائية التي قد لاتمنح سر بنيتها (الكود) (...)
بعد الفشل الذي انتهى إليه مؤتمر جنيف، توقفت المبادرات السياسية، وبدأ السوريون يشعرون بالإهمال الدولي المزري لقضيتهم، وقد صار ملفها كرة تتقاذفها أيدي وأرجل الرعاة، ولم تسفر لقاءات قيادة الائتلاف المعارض لعدد من كبار المسؤولين في العالم عن أي نتائج (...)
مَن يقرأ تاريخ الحرب العالمية الأولى ويتأمل أسباب اندلاعها، يشعر بالقلق من أن يتورط التاريخ في إعادة نفسه، فقد بدأت روسيا الحرب الأولى في بداية القرن العشرين، ويخشى العالم أن تبدأها في هذا القرن عبر موقفها الراهن في أوكرانيا، حيث يبدو الرئيس بوتين (...)
اختلفت رؤى السوريين حول ما تم إنجازه في الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين، بعضهم رأى جلوس الوفدين متحاورين إنجازاً بحد ذاته، وآخرون رأوا إنجازاً أن يوافق النظام على وثيقة جنيف 1 ثم يكشف تهربه من استحقاقاتها، ويشيد كثير من (...)
لا أحد يدري متى ينتهي الشتات السوري، وكم ألف ليلة وليلة أخرى من ليالي الفواجع ستمر قبل أن تنتهي المأساة السورية الكبرى، ولئن كان العرب شغلوا في القرن العشرين بالقضية الفلسطينية، فإنهم يواجهون في هذا القرن تداعيات القضية السورية التي ستغير خريطة (...)
يبدو الاحتفال بالعيد الوطني في دولة الإمارات مناسبة لتأمل تجربة في الحكم بدأت مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وتكاد تكون فريدة في إنجازها اليوم، فقد واكب قيام هذه الدولة ظهور أشكال متعددة من تجارب الحكم في الوطن العربي (بدأ القذافي حكم ليبيا عام (...)
يصعب على السوري حتى وإن كان معارضاً للنظام أن يرى جيوش الولايات المتحدة وحلفائها تقصف بلده وتقتل وتدمر ما تبقى منه، وحتى الذين طلبوا من أمريكا وأوروبا تدخلاً بحل عسكري، لن يكونوا فرحين وهم يشاهدون طائرات وصواريخ الغرب تنهمر على بلدهم، وحالهم مثل حال (...)
يتذكر السوريون ما قرؤوا في كتب التاريخ عن الغزو المغولي والصليبي وعن الانتداب الفرنسي، فلا يجدون شبيهاً لما يعانون منه اليوم من أساليب القتل والإبادة الجماعية التي تستخدم فيها أسلحة لم تتوافر من قبل للغزاة، مثل "سكود" وبراميل المتفجرات وطائرات الميغ (...)
أبارك لشعبنا السوري ولادة أول حكومة تبدأ حقبة جديدة في تاريخ سوريا، وأدرك خطر ما ستواجهه من تحديات غير مسبوقة، ولاسيما أنها لن تكون حكومة منفى، وإنما ستكون في ساحة المعركة، ومع الثوار الذين يتعرضون للقصف المدفعي والصاروخي. وستكون مع المشردين الذين (...)
يقول الثوار في سوريا لا حل إلا برحيل الأسد والنظام معاً، ومحاسبة القتلة المجرمين الذين شاركوا بإبادة المدن والقرى، وقصفوا شعبهم بكل أنواع الأسلحة، من المدفعية والدبابات والطائرات الحربية إلى الصواريخ البالستية شديدة التدمير، فضلاً عن عشرات الآلاف من (...)
بدأت تسمية الثورات العربية تترنح بين الربيع والخريف، وهناك من رآها عاصفة شتاء مدمرة، ومع أني ممن يجدون أنها قد تشكل بداية حقبة جديدة في التاريخ العربي الذي انكفأ منذ نهاية الدور العباسي الثاني، إلا أنني أقدر رأي من يسميها خريفاً، بعد أن رأى تحولاتها (...)
وددت أن تنجح المهمة الأخيرة للإبراهيمي على رغم أني لا أعرف خفاياها، وأظنها أدق وأشد مما أعلن عنه، وأن يجد النظام فرصة أخيرة لمخرج يوقف شلال الدماء ويجنب سوريا ما يمكن أن يحدث إثر انهيار غير مرتب، ربما يجر على سوريا وطوائفها في ساحات انتقاماً وتصفيات (...)
لا أحد يعرف عدد من قتلوا في سوريا تحت الأنقاض وهم لابد بعشرات الآلاف، ولا توجد وسائل تقنية عند الناس البسطاء المفجوعين لإزالة تلال الركام الإسمنتي، والبحث عن جثث أو عن أحياء حين يأتيهم القصف العشوائي الذي بات الدليل الأبرز على الوحدة الوطنية بين (...)
لم يعد الصراع في سوريا بين فريقين، معارض ومؤيد، فقد صارت سوريا ساحة للصراعات الدولية، وسوق تصفية الحسابات بين متنافسين كبار على مواقع الصدارة في العالم.
ولم تكن حكاية المؤامرة الكونية في بداية ترويجها أكثر من هروب من مواجهة الحقيقة اتكاء على (...)
اصطلح المؤرخون العرب على اعتبار مقتل الخليفة الراشدي عثمان بن عفان، رضي الله عنه، بداية الفتنة الكبرى، ولعل أشهرهم من المعاصرين طه حسين الذي جعل "الفتنة الكبرى" عنوان كتابه الذي قدم فيه رؤيته لما حدث، ويبدو أن تداعيات الفتنة الكبرى لا تزال قائمة في (...)
قلت لصديق إيراني شغل مناصب كبيرة ذات يوم: إن بعض العرب قد ابتهجوا بثورة إيران الإسلامية مثلما ابتهج بها الإيرانيون، وقد تفاءلنا بانتهاء تاريخ الشعوبية البغيض الذي جعل القوميات تتصارع بعد أن جعلها الإسلام أمة واحدة، وقد سعدنا يومذاك بعودة الفرس إلى (...)
ما يحدث في الوطن العربي الآن، ليست له سابقة في تاريخنا على ما أعلم، فجلُّ الثورات التي حدثت في الماضي كانت ضد غزاة محتلين ولم يكن لها طابع شعبي يشمل كل الأمة، وكثير منها كان خروجاً من الولاة على قادتهم. أما الانتفاضات الثورية التي انفجرت منذ مطلع (...)
لم يكن مفاجئاً أن تنطلق من بنغازي صلاة جمعة في ساحة عامة بعد انطلاق ثورتها، فقد كتب الصادق النيهوم (ابن بنغازي) قبل سنين مقالة مهمة بعنوان "من سرق خطبة الجمعة؟" وقد استعادها أهل بنغازي، ثم استعادها ميدان التحرير في مصر وساحة السبعين في اليمن، وأكدت (...)