كانت ثورة 25 يناير محصلة تفاعلات مركبة وتشبيكات معقدة، استمرت فترة طويلة من الزمن، وتضمنت انتقادات بالغة الحدة والعنف ضد النظام السلطوى المصرى، وانتهت هذه الانتقادات بالاتفاق على النزول إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير، وهو يوم عيد الشرطة.
وهكذا (...)
كانت الحركات الاحتجاجية بمثابة العامل المساعد الذى ساهم بدوره فى تحريك حالة الركود السياسى التى كان يشهدها الشارع المصرى، فمما لا شك فيه أن الحركات الاحتجاجية التى نشأت وأسست لحق التظاهر فى الشوارع، وأبرزها حركة «كفاية»، التى كان مؤسسوها خليطا من (...)
قد مارس نظام مبارك القمع السياسى ضد خصومه السياسيين، وبالرغم من أنه ورث من عهد «السادات» نظاما سياسيا يقوم على التعددية السياسية المقيدة إلا أنه أمعن فى مجال تهميش كل أحزاب المعارضة، ليصبح الحزب الوطنى الديموقراطى أشبه بالحزب الواحد فى نظام شمولى أو (...)
حينما قامت ثورات الربيع العربى بداية بتونس الخضراء، والتى لحقتها مصر بعدها بأسابيع قليلة، وسرعان ما لحقت ليبيا بالركب من خلال صراع دموى حاد لم تشهده كل من تونس ومصر، ظننا أن كل ثورة من هذه الثورات إنما هى ثورة سياسية فى المقام الأول.
ونعنى بذلك أن (...)
هل هناك تعارض بين الانتماء الوطنى والهوية القومية؟
الإجابة على هذا السؤال المحورى ب«لا» على سبيل القطع واليقين.
فنحن عن سبيل المثال مصريون نعتز بانتمائنا إلى وطننا الغالى مصر ولكننا فى نفس الوقت عرب نشعر بعمق إلى انتمائنا إلى الأمة العربية، وقد (...)
أقتبس عنوان هذا المقال مباشرة مما كتبه عالم الاقتصاد الأمريكى الشهير «پول كروجمان»، ونشره فى جريدة النيويورك تايمز مؤخرا.
والواقع أن «كروجمان» يعد من بين نقاد الممارسات الاقتصادية الخاطئة، بمعنى أنه رغم أنه يعتنق النظرية الرأسمالية إلا أنه عبر (...)
اشتهر المفكر الأمريكى اليابانى الأصل «فرانسيس فوكوياما» بكتابه الشهير «نهاية التاريخ» والذى أصدره بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وكأن التاريخ العالمى وصل إلى منتهاه بالهزيمة الشاملة للماركسية فى تطبيقها السوفيتى والانتصار المطلق للرأسمالية.
وقد أحس (...)
نعرف جميعًا أن القانون بكل فروعه هو الذى ينظم الحياة بكل جوانبها فى الدولة الحديثة. غير أنه من مسلمات فلسفة القانون أن أى تشريع لكى يحقق أهدافه لابد له أن يقوم على مبدأ مراعاة توازن المصالح. بمعنى أنه لا يحق للمشرع أن ينحاز لطبقة اجتماعية على حساب (...)
لا شك أن أهم حدث بعد ثورة 25 يناير هو اندلاع ثورة الثلاثين من يونيو وما تلاها من خارطة الطريق التى نصت على وضع دستور جديد تم الاستفتاء عليه وإقراره، وانتخاب رئيس جمهورية جديد، وتمت هذه الخطوة بانتخاب الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وأخيرًا انتخاب مجلس (...)
عنوان سلسلة مقالاتنا التى نكتبها بانتظام فى «البوابة» هو «العبور إلى المستقبل» وليس هناك من شك فى أن العبور إلى المستقبل يقتضى فى المقام الأول رؤية سياسية متكاملة تتبناها الدولة التنموية التى برزت معالمها بوضوح بعد 3 يوليو، وتولى الرئيس عبدالفتاح (...)
للمرة الثانية أو الثالثة أكتب عن أزمة صنع القرار فى مصر. ومن المعروف فى علم الإدارة أن صنع القرار له قواعد معينة.
ولعل أهم هذه القواعد هو الإلمام الدقيق لصانع القرار بمختلف جوانب الوضع الذى يواجهه، سياسيا كان أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو ثقافيا. وفى (...)
أتحدث عن الحق المطلق للنوبيين فى العودة إلى أراضيهم التى هُجّروا منها بسبب بناء القناطر، وعلى وجه الخصوص بحكم بناء السد العالى، ليس من باب الحق التاريخى فقط، أو من قبيل التطبيق الدقيق لنص الدستور الذى قرر ضرورة وضع الدولة خطة تنمية لهم، وإنما لحقهم (...)
نشرت الصحف مؤخرًا خبرًا عن مشروع مزعوم للمصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وثورة 30 يونيو ممثلة فى النظام السياسى الراهن الذى اكتملت أركانه بوضع دستور جديد وانتخاب المشير «عبدالفتاح السيسى» ليكون رئيسًا للجمهورية وأخيرًا انتخاب مجلس نواب (...)
ليس هناك من شك فى أن المجتمع المدنى يعد جزءًا أصيلا من أى نظام ديموقراطى. ذلك لأنه فى رحاب المجال العام يتوسط بين الدولة والمواطنين وتدور فى سياقه الحوارات النقدية الفعالة التى تتعرض بالتحليل للسياسات الحكومية. وهكذا نشأت المنظمات الأهلية التى تعددت (...)
لا يمكن لنا أن نفهم الدلالة الكبرى لفوز «ترامب» برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية فى المعركة الشرسة التى دارت بينه وبين السياسية المخضرمة «هيلارى كلينتون» إلا بتشريح البنية السياسية للمجتمع الأمريكى.
وقد قام بهذه المهمة بصورة نقدية رائعة عالم (...)
ارتفعت الدعوة لتمكين الشباب على وجه الخصوص بعد ثورة 25 يناير. وبالرغم من غموض المفهوم وتعدد المعانى التي يمكن أن تعطى له فإن المعنى الأبرز كان مطالبة الشباب بأن يكون لهم دور بارز في عملية صنع القرار على كل المستويات. وذلك على أساس أنهم هم الذين (...)
نفرق فى علم الاجتماع بين «الاجتماعى» و«المجتمعى». «الاجتماعى» صفة لوصف ظواهر اجتماعية منفردة كالرشوة والفساد، أما «المجتمعى» فتستخدم لوصف المجتمع ككل، ونعنى كل النخب السياسية كلها قديمة كانت أو شبابية حديثة، بالإضافة إلى الجماهير التى تتوزع بين (...)
نشر الأكاديمى الإخوانى الذى يكتب مقالة أسبوعية فى جريدة «المصرى اليوم»، وهو معروف أصلا بأنه مراوغ فكرى بارع، أتقن لعبة الانتقال من اليمين إلى اليسار ثم إلى اليمين مرة أخرى، حتى أصبح اليوم لسان حال جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية- مقالا بعنوان (...)
في شبابى الباكر طالعت الكتاب الذي ألفه المفكر الإسلامى المعروف «خالد محمد خالد» «من هنا نبدأ». وهذا الكتاب أثر في جيلى من الشباب في هذا الوقت تأثيرًا عميقًا، لأننا وجدنا مفكرًا أزهريًا من بين مراجعه كتاب «العقد الاجتماعى» لروسو وغيره من المفكرين (...)
لو تابعنا بدقة الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى لوجدنا أنها زاخرة بالنقد السلبى، سواء بالنسبة للسياسات التنموية التى يعلنها بين الحين والحين الرئيس «عبدالفتاح السيسى» رئيس الجمهورية، أو تعلنها الحكومة عن طريق وزرائها.
ومما لا شك فيه أن ما أطلقنا عليه (...)
كتب مندوب جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فى الصحافة المصرية مؤخرًا مقالة يتحدث فيها عن أهمية تحقيق الوفاق السياسى، ولكن أبدا لم يذكر أن جماعة الإخوان فى فترة حكمها القصيرة التى كانت مجللة بالسواد هى التى ابتدعت الشقاق السياسى بعد ثورة 25 (...)
استطاعت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بعد سقوطها المدوّى عقب الثورة الشعبية التى قامت بها جماهير المصريين ضد حكمها الديكتاتورى والتى أيدتها القوات المسلحة المصرية درع الوطن وسيفه- أن تبتدع أسلوبا جديدا للإعلام البذىء من ناحية، وللنقد الهدام من (...)
ليس هناك أدنى شك فى أن ممارسة النقد الاجتماعى مسألة أساسية فى أى نظام ديمقراطى، وهذا النقد مهمته الأساسية تشخيص المشكلات التى يواجهها المجتمع برؤية نقدية، وليس ذلك فقط ولكن تقديم السياسات البديلة.
وقد قمت -باعتبارى عالما اجتماعيا، بهذا الدور المهم (...)
من النتائج السلبية لثورة 25 يناير - وخصوصًا بعد اختفاء قوات الأمن من الشوارع - ظهور صور متعددة من البلطجة.
والواقع أن هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة لم تكن - وفقًا لمنهج بحث علم الاجتماع المقارن - إلا نتيجة طبيعية لقيام الثورة.
ونعرف - باعتبارنا (...)