استشهاد يوحنا المعمدان (مرقس 6 : 14 – 29)، يجب في البداية قراءة هذا النص، المكتوب بطريقة جيدة جدا، من إنجيل القديس مرقس، فهو يعلمنا الكثير من المعاني:
1. التشابه بين يسوع والمعمدان والتوارد في الخواطر فعمل يسوع يستدعي إلى ذاكرة الناس أعمال يوحنا (...)
يفسر البعض العفوية على أنها التلقائية وأن نقول ونعمل أول شيء يطرأ على فكرنا. وقد يراها البعض الآخر على أنها الحماس والتحرك دون عمل حسابات كثيرة لما يقوله الناس وما يفكره الآخرون عنا. وفي رأي آخرين هي التجديد وكسر الروتين في الأفكار والمشاعر والتعبير (...)
هذا السؤال الذي طرحه الله قديما على قايين حين قتل أخاه هابيل (تكوين 3: 9). وهو السؤال الذي يطرحه الله علينا كل يوم. وقد يتساءل البعض وهل نحن قتله لأخوتنا ليسألنا الله هذا السؤال؟ الحقيقة يا أخوتي أنا أريد أن انطلق من هذا السؤال لأتأمل معكم في بعض (...)
غالبا ما نعطي الإنسان بعض الصفات والتحديدات كما تعودنا أن نراها ونسمعها حولنا، أو بحسب خبرات أو مشاعر نشعرها فينا. وهذه الصفات كلها قد لا تنطبق على الإنسان حقا. فأنت تسمع أحدهم يقول أنا مريض، أو أنا خائف، أو أنا فاشل، أو أنا محبط، أو أنا يائس، أو (...)
الخوف والعنف هما شعوران متلازمان دائما تلازم المقدمات والنتائج. العنف له أشكال كثيرة في حياتنا، فهناك العنف الإيجابي وهذا ما يعبر عنه بالكلام أو بالأفعال وبالمواقف. والعنف غالبا مدمر، وهناك عنف سلبي وهو ما يعبر عنه بالصمت الرافض، أو باللامبالاة (...)
اليقظة، الوعي، الانتباه، كلها كلمات تدل حالة إنسانية نحن جميعا في أمس الحاجة إليها، وبدونها، نحن نسير في غياهب الظلام الكياني والوجداني، فنسير نائمين، مخدرين، مسروقين من ذواتنا، نحو لا شيء، لا هدف، لا معنى، وبكلمة واحدة نحو التفاهة والضياع.
اعتذر عن (...)
قال يسوع لتلاميذه بعد أن رجعوا من الرسالة التي أرسلهم إليها وحققوا نجاحا وعادوا فرحين يعطونه تقريرا عما عملوا: "لا تفرحوا بأن الأروح تخضع لكم، بل افرحوا بأن أسماءكم مكتوبة في السماوات" (لوقا 10: 20). وهنا هو يساعدهم على التمييز لما يجب أن يكون سببا (...)
أحبائي، دعوني أعلن لكم من البداية أن هذا المقال ليس مريحا، بل مزعج فإن كنت لا تريد مزيدا من الإزعاج فلا تكمل قراءة هذا المقال، لأني أعلم أن في حياة كل منا ما يكفي من إزعاج. ولكن لماذا إذا أكتب ما يزعج إن كنت أعرف من البداية أنه مزعج؟ هل هي غلاسة؟ أم (...)
في هذا الزمان، زمن الآلام والحروب والفقر والحاجة، زمن الطموح لحياة أفضل ومستقبل أكثر أمانا. كثرة الهجرة وما يتبعها من شعور بالغربة والاغتراب. ومنذ بداية الحياة على الأرض والإنسان يسعى دائما وراء لقمة عيشه، فلما كان الإنسان مجرد بدوي يعيش في القفار (...)
الضعف هو صفة إنسانية عادية، يتسم بها كل البشر، فلكل واحد نقاط قوته ونقاط ضعفه أيضا، ولا يوجد إنسان في الدنيا بلا ضعف، فليس كامل إلا الله وحده. ورد الفعل العادي أمام نقاط ضعفنا هو الخوف أو الخجل منها، ولذلك نحاول أن نخفيها أو نعوض عنها بأمور أخرى. (...)
قال السيد المسيح: "يا أحبائي، لا تخافوا الذين يقتلون الجسد، ثم لا يقدرون أن يفعلوا شيئا. ولكني أدلكم على من يجب أن تخافوه: خافوا الذي له القدرة بعد القتل على أن يلقي في جهنم. أقول لكم: نعم، هذا خافوه" (لوقا 12 : 4 – 5).
الخوف شعور طبيعي، له فوائده (...)
الحرية هي قيمة أساسية من قيم الحياة، بل هي ما يعطي قيمة للحياة نفسها، فلا حياة بلا حرية ولا حرية بلا حياة. فالحياة تنمو وتترعرع في جو من الحرية وبغير الحرية تختنق وتموت، وكم من الناس ضحوا بحياتهم في سبيل حريتهم وحرية إخوانهم وحرية أوطانهم. فمهمتنا (...)
حين يكون الطفل صغيرا، فإنه يكون محط اهتمام أبيه وأمه، وكل الأسرة بطريقة خاصة. فهو في البداية محمول على الذراعين، ثم بعد ذلك يترك تدريجيا، على الأرض ليحبو ثم يتعلم المشي "تاتا ... تاتا"، ثم بعد ذلك يتحرك بثقة أكبر. وحين يأتي أوان الخروج من البيت (...)
في هذا الزمن، زمن أزمة كورونا، والكنائس مغلقة أمام الشعب، لاحظنا شوق الناس للكنيسة وللطقوس وللأسرار المقدسة، وخصوصا للتناول. وكثيرون يأتون للآباء الكهنة ويقولون "عايز أتناول". وهذا أمر طيب بلا شك، شوق الناس للتناول أمر جيد، ولكن أثار فيّ التساؤل (...)
إن قضية الشك هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى. واعتبرها الفيلسوف ديكارت علامة على الوجود حين قال: "إني أشك إذا أنا موجود". والشك غالبا ما يساور المؤمن في إيمانه، وهو مرحلة مهمة على طريق نضج هذا الإيمان، لينتقل من إيمان التسليم الموروث، إلى إيمان (...)
قال سيدنا يسوع المسيح له المجد: "أما أنا فجئت لتكون لهم الحياة، بل ملء الحياة" (يوحنا 10 : 10). وقال أيضا: "الحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك ويعرفوا يسوع المسيح الذي أرسلته" (يوحنا 17 : 3). وقال أيضا: "الحق الحق أقول لكم من يسمع لي (...)
الله أعطانا الزمن، وهو هبة من الله لنعيش فيه، أعطانا حياة عشناها في الماضي، وأعطانا الحاضر، هنا والآن، لنعيشه معه، ويجب أن نقضيه في القداسة، والمستقبل هو في يديه، ولا نعلم عنه شيء.
الله عمل معنا في الماضي لكي يعطينا ذاكرة يملأها الله بعمله من أجلنا. (...)