ما استحقّ أحد من البشر - سواء كانوا من الأنبياء المرسلين أو من الملائكة المقربين – كما استحقّ النّبي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، ثناء ربه – عز وجل – عليه بقوله تعالي : " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " (القلم :4)
لنعش في ظلال هذا الثناء الرباني (...)
إن هذا الدين الذي ارتضاه الله لعباده ,هو دين الإنسانية كلها , ودين الأماكن كلها , ودين الأزمان كلها ... هو الدين الذي اتسعت أبعاده ، وامتدت رسالته - علي حد تعبير الإمام البنا ( رحمه الله ) - حتي شملت آباد الزمن , وامتدت عرضا حتي انتظمت آفاق الأمم , (...)
سبحان مَن يدبّر أمر الخلائق والعباد في عليائه ، لا يشغله شأن عن شأن ، و لا تعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ، قائم علي أمر كل شيء ، وكل شيء قائم به .. سبحانه وتعالي ، الرحمن الرحيم ، الحكيم اللطيف الخبير ، مصدر كل خير ، يسبغ علي عباده نعمه (...)
مع ضغط الحياة وهموم العيش ، ومع انهماك الإنسان واستغراقه في متطلباته الخاصة ، وتطلعاته المادية – التي أصبحت لا حد لها ولا سقف – ينسي الإنسان نفسه وما لها عليه من حق التعليم والتزكية بصالح الأعمال ، والتحلية بمكارم الأخلاق .
إنّ الإنسان في ظل العولمة (...)
لا يستطيع أحد أن يُنكر أثر ما جنته الحضارة المادية الحديثة - حضارة الأنا والتضخم - على الإنسان ، وتوجهاته في الحياة ، فقد صبغت الإنسان - إلا من رحم الله - بصبغتها المادية المتوحشة ، والتي ظهرت جلياً في سلوكه، وطريقة تفكيره ، وأسلوبه في الحياة ، (...)
لا أكون مغالياً إذا قلت : إنني ما عرفت ( الحبّ ) لغيري إلا من خلال ديني ، الذي يتجدّد ولائي له – بفضل الله – يوماً بعد يوم.
* عرفت بأني – في هذا الكون - فرد من أسرته الكبيرة التي تنحدر أصولها من أب واحد ، وأم واحدة..
وهذا من وحي ما نادي به الله - عز (...)
لقد أعلى الله من قيمة الإحسان إلي الوالدين ، وجعلها الرابطة الأولي بعد رابطة العقيدة ، فقرن شكره بشكرهما ، والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده ، فقال - سبحانه وتعالى - :
{ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ (...)
لا يوجد أحد - في كون الله - ، يعطي أو يمنع ، يرفع أو يخفض ، ينفع أو يضر ، يعز أو يذل ، يحيي أو يميت وهو علي كل شئ قدير ، غيْر الله !
والناس - مهما كانوا سلاطين أم أنبياء - لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا ، ولا حياة ولا موتا ولا نشورا (...)
إنّ قضية الإيمان باليوم الآخر تمثّل قضية مركزية لحياة الإنسان وحركته علي الأرض ، وبدونها تفقد حياة الإنسان معناها وجوهرها..
فالإيمان باليوم الآخر هو الذي يُشعر الإنسان بمسؤوليته ، ويضبط مسيرته وسلوكه في الحياة ، بل هو الدافع لفاعلية الإنسان في الكون (...)
شاءت إرادة الله ( جل جلاله ) – الذي يخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحي ، ويرزق من يشاء بغير حساب – أن يجعل من العسر يسرا ، ومن الكرب فرجا ، ومن الهم فرحا ، ومن الشدة رخاء ، ومن الضيق سعة ، ومن الآلام آمالا ..
فما وجد عُسر إلا وكان معه يسران ، (...)
إنّ فلسفة الحضارة المادية المتوحشة ، قائمة على الاستعلاء والعصبية التي تقلّل من شأن الآخر ، وتستهين بحقوقه وحياته ، ففي سبيل المصلحة والأنانية تدوس كل القيم ، وتغتال كل المبادىء ، ولو أدي هذا إلى شيوع الفساد ، وتخريب البلاد ، وإزهاق أرواح العباد ، (...)
قبيح بالمرء أن يحيا للذته العاجلة ، وينشط ويدور- علي حساب مصلحة أمته - حول مصلحته الآنية .. وقلّما يأبه أو يذكر ما يؤول إليه أمره - فيما بعد - من تقلبات الدهر ، في أيامه الخافية - التي يداولها الله بين الناس ، فيغني فقيرا ، ويعز ذليلا ، ويذل عزيزا ، (...)
إن الله – عزّ وجلّ – أقام الكون وأحكم شؤون العباد بسنن ، لا تتبدل ، ولا تتحول { .. فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا } (فاطر: 43)
ومن سنن الله الحاكمة لمستقبل الأمم والمجتمعات : أن ( الإنسان لا يحصد (...)
الكلمة أمانة كبيرة ، ومسؤولية عظيمة ، ويترتب علي التلفط بها تبعات خطيرة .. ولا يعرف ذلك إلا مَن أدرك قيمة الكلمة ، ووعي أثرها في حياة الأفراد والأمم ، فالكلمة قد تحيي همة ، وتبني أمة ، وعلي النقيض ، فقد تَسقط بها قِمم ، وتهلك بها أمم .. !
ولذا ، (...)
من أبرز معاني العيد الكبير ( عيد الأضحي ) : التضحية والفداء العظيم , فلقد أمر الله عز وجل الخليل ( إبراهيم ) عليه السلام بذبح ولده ( إسماعيل ) , ولم يتردد الخليل عن تنفيذ الأمر , ولو كان الأمر بذبح ولده , كما لم يتردد إسماعيل في الاستسلام لأمر ربه , (...)
إن العمل الصالح في حقيقته تجرد وتضحية , لأنه انتصار علي ما تحبه النفس من حب الراحة والدعة والكسل , ومن ثمّ فهو حركة وهمة ونهوض لما هو مطلوب .
وتعظم قيمة العمل الصالح كلما تجاوز الأثرة والأنانية , إلي التجرد والتضحية , من أجل سائر الخلق وعامة الناس (...)
إن المتأمل فيما تعانيه أمتنا – أفرادا أوجماعات - من أزمات طاحنة , وما يعتريها من مشكلات ضخمة متراكمة في جميع مناحي الحياة , يجد أنها تعود لجملة من الأسباب , أري من أهمها وعلي رأسها : الهروب من مواجهة الذات ..
لقد تأكد لكل ذي بصيرة بالنظرة المتفحصة, (...)
إنّ من أعظم كرم الكريم – سبحانه وتعالي - بعباده ، أنه يُقبل علي مَن أقبل عليه ، ويُقرّب مَن تقرب إليه ، بل مَن أعرض عنه منهم ناداه من قريب ..، فمَن تاب وأقبل عليه منهم ، شملهم - سبحانه - بواسع مغفرته ، وعظيم عفوه ، وكريم صفحه .. ينظر إليهم نظرة رحمة (...)
يا عشاق الحق ، وحرّاس الفضيلة ، يا من اجتباكم الله لدينه , وشرفكم – من دون الناس - بحمل رسالته .. يا من عناكم الله – عز وجل – بقوله : " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ.. " [الحج: 87] ؛ أنتم أشرف الناس ، وأعلى الناس ، وأغلى (...)
ما ظُلم مفهوم في تاريخنا – خاصة في فترات التخلف والتراجع – كمفهوم ( الإرادة الإنسانية ) ، الذي شابَهُ كثير من القصور والتخبط ، حتي أصبح الإنسان يمشي في دنيا الناس – من جراء هذا القصور والتخبط – كأنه ريشة في مهب الريح حائرة ، فهو لا حول له ولا قوة ، (...)
خلق الله الإنسان فسواه ، ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته ، وأسبغ عليه نعمه – ظاهرة وباطنة - ، وكان فضل الله عليه عظيما .. فإذا عرف الإنسان طريقه واهتدي ، زاده الله هدي ، وآتاه تقواه ، وأرشده إلي سبيل الحق واجتباه ..
ومع أن نعمة الخلق ، ونعمة (...)
وقف مصور ( الفضائية المصرية ) يصور صلاتنا للتراويح في إحدي ليالي رمضان ، وأحسست مع غيري أننا نُحسن السمت ونبالغ في الخشوع , لأن شاشة ( الفضائية ) ستنقل صورنا وصلاتنا – من أمريكا – للمشاهدين , هنا وهناك .
وفجأة .. انتابتني قشعريرة شديدة – لم أعهدها (...)
تدبرت آيات الصيام من زوايا عدة , بيد أني أقف عند زاوية واحدة – في هذه المقالة - ألا وهي زاوية : الغاية والوسيلة .
ولن تتجلي لنا هذه الغاية والوسيلة الموصلة إليها إلا إذا استشعرنا عظمة هذا الشهر عند الله , فهو الشهر الوحيد – دون سائر الشهور - المذكور (...)