أقام المركز الثقافي الصيني بالقاهرة يوم الخميس 18 أكتوبر ندوة حول الأديب العالمي (مويان) الفائز بجائزة نوبل للآداب لعام 2012 و حضر الندوة مجموعة من الأدباء منهم جمال الغيطاني و المترجم شوقي جلال و كاميليا صبحي رئيس المركز القومي للترجمة و د/ حسنين فهمي الأستاذ بكلية الألسن و مترجم رواية مويان (الذرة الرفيعة الحمراء) للعربية. ولد (جوان موييه) الشهير باسم مويان التي تعني بالصينية (لا تتحدث) عام 1955 ببلدة (غاومي) بمقاطعة (شاندونج) الواقعة في الشمال الشرقي للصين لعائلة من المزارعين ، ترك المدرسة و هو في سن الثانية عشرة من عمره حيث عمل في المزرعة حتى بلغ السابعة عشرة من عمره يتكفل بالحيوانات و المحاصيل الزراعية كالذرة الرفيعة و الثوم و الفجل و يرى في المناظر الطبيعية حوله شكلاً من أشكال العزاء. عندما انتهت الثورة الثقافية التي بدأت في عهد ماوتسي دونج عام 1966 أنضم (مويان) إلى جيش التحرير الشعبي عام 1976 بعد وفاة ماوتسي دونج و درس في معهد الجيش للفنون و الآداب و ألتحق فيما بعد بجامعة بكين للمعلمين حيث حصل على درجة الماجستير في الفنون و الآداب و الآن هو يشغل دكتور للآداب بجامعة هونج كونج و شغل لفترة نائبًا لرئيس اتحاد الكتاب الصينيين. من أعماله الأدبية (الفجلة البللورية) عام 1986 و التي تروي سيرته الذاتية حيث تحكي عن طفل يرفض الكلام و يروي حياة الريف كما عاشها مويان نفسه و هنا أختار لنفسه اسمه المستعار (مويان) ، و في عام 1987 كتب روايته الأكثر شهرة و التي عرفت الجمهور به (الذرة الرفيعة الحمراء) التي تتحدث عن التغيرات العديدة التي مرت بها الصين أثناء الإجتياح الياباني و مقاومة الشعب لهذا الاستعمار ثم معاناة الشعب من السنوات الأولى للحكم الشيوعي و أيام الثورة الثقافية عام 1966 مدعمًا تناوله باستعراض عادات و تقاليد الريف الصيني الملييء بالحكايات و الأسرار و الأساطير مستعينًا بالواقعية السحرية من أدب أمريكا اللاتينية ، و في عام 1988 كتب (أنشودة الثوم الفردوسي) و في عام 1992 كتب (بلد النبيذ) و في عام 1996 كتب (فينفرو فيتون) و (الضفادع). ترجمت أعماله لأكثر من 11 لغة منها (الإيطالية – الإسبانية – العبرية – الفرنسية – اليابانية – الكورية – الفيتنامية – الروسية – الهولندية و البروتارومانية اللغة الخاصة بسويسرا). حصل مويان على جوائز عديدة منها (وسام فارس في الفنون و الآداب عام 2004 من فرنسا – جائزة نونيتيو الأدبية الإيطالية 2005 عن روايته (عشيرة الذرة الحمراء) و توجت رحلته الأدبية بجائزة نوبل للآداب عام 2012) ، يقال أن مويان أول صيني يفوز بجائزة نوبل للآداب و لكن الحقيقة أنه الصيني الثاني بعد الكاتب الصيني الفرنسي (جاو كسينفيجيان) الفائز بها عام 2000 لكن السلطات الصينية لم تعترف بهذا الفوز لمعارضته النظام هناك حيث غادر الصين لفرنسا عام 1988 كلاجيء سياسي ثم حصل على الجنسية في نفس العام. أتسمت أعمال مويان بالسخرية اللاذعة و الخيال المتدفق حيث وصفت وسائل الإعلام الحكومية أعماله بالوقحة و المستفزة و على الجانب الآخر هناك من أتهم مويان بمهادنته للسلطة لتوليه بعض المناصب الحكومية و لكن مهما كانت الآراء فمويان فاز بالجائزة طبقًا لما جاء في حيثياتها (لدمجه المذهل بين قصصًا شعبية من التاريخ بالحاضر و ربطه الخيال بالواقع و البعد التاريخي بالاجتماعي مذكرنا بتعقيدات عوالم وليم فوكنر و جابرييل جارسيا ماركيز بتوليفة صينية قديمة حاملة لنكهة الحكايات الشعبية بأسلوب مميز).