أحرق نشطاء محافظة الإسماعيلية مساء أمس، الأحد، دمية عملاقة للرئيس محمد مرسي وسط حضور الآلاف من أبناء المحافظة، في إحياء لموروث شعبي قديم غاب عن المحافظة منذ 12 عاماً ويواكب احتفالات شم النسيم وهو حرق دمى اللورد "اللمبي"، رمز الظلم والطغيان وقت الاحتلال الانجليزي لمصر. وقام النشطاء بحمل دمى عملاقة للرئيس مرسي يصل ارتفاعها الى نحو 6 أمتار وطافوا بها شوارع الإسماعيلية الرئيسية وهم يرددون الهتافات ضد مرسي وجماعة الأخوان المسلمين، مؤكدين على استمرار الثورة. وبدأت الاحتفالات مبكراً بميدان الشهداء بالإسماعيلية مساء أمس بحفلات للسمسمية وهي الآلة الوترية الشهيرة بمحافظات القناة. وتشتهر محافظات منطقة قناة السويس بإحراق دمى اللورد اللمبي ليلة شم النسيم، والذي كان قائدا للقوات البريطانية وقت الاحتلال الانجليزي لمصر والذي كان رمزا للظلم والطغيان وقتها، وبعدها طور المصريين الفكرة وكان يحرقون كل عام الشخصية البغيضة والعادات السلبية في المجتمع . وتوقف هذا الاحتفال طوال السنوات الماضية خوفاً من الحرائق بعد توصيل الغاز الطبيعي لمنازل الإسماعيلية. تاريخياً، يرجع احتفال حرق "اللمبي" - كما اشتهر شعبياً - إلى أواخر الثلاثينات من القرن الماضي بعد استدعاء المندوب السامي البريطاني اللورد أللنبي إلى بريطانيا، وكان المصريون يعتبرونه مثالاً صارخاً للظلم والاستبداد. وصادف يوم مغادرة أللنبي مصر يوم "شم النسيم"، فخرج أهالي مدن القناة من بيوتهم إلى الشوارع فرحين بالقرار بعد فرض حظر التجول عليهم لأيام بسبب مرور سفينة أللنبي في قناة السويس، ومن ثم صنعوا دمية كبيرة تجسّد شكل اللورد العسكري البريطاني وزيّه وأقدموا على إحراقها تعبيرا عن رفضهم للظلم والاستبداد. يشار إلى أن صناعة هذه الدمى تقوم على تجميع القش ونشارة الأخشاب، ومن ثم كسوتها بملابس الشخصية الحقيقية، بينما يجري صنع الرأس من القماش والأزرار.