يعيد ثوار الإسماعيلية بعد مرور أكثر من 12 عاماً، موروثاً شعبياً قديماً كانت تشتهر به محافظات منطقة قناة السويس بإحراق دمى اللورد اللمبي ليلة شم النسيم - والذي كان قائدا للقوات البريطانية وقت الاحتلال الانجليزي لمصر وكان رمزا للظلم والطغيان وقتها - وذلك بإحراق دمي عملاقة للرئيس محمد مرسي تم تصنيعها من القماش والقش ليلة شم النسيم غداً الأحد بميدان الشهداء (الممر سابقا). كانت محافظات القناة اعتادت الاحتفال بيوم «شم النسيم»، أحد أعرق الاحتفالات المصرية التقليدية التي تعود لمصر الفرعونية، عبر حرق دمية كانت مقتصرة لزمن طويل على اللورد (إدموند) أللنبي المندوب السامي البريطاني إبان فترة احتلال الإنجليز لمصر، ولكن لاحقا عمد أبناء القناة إلى اختيار شخصيات أخرى لحرقها وسط احتفالات كبيرة في شوارع محافظاتهم، وقد توقف هذا الاحتفال طوال السنوات الماضية خوفاً من الحرائق بعد توصيل الغاز الطبيعي لمنازل الاسماعيلية. تاريخياً، يرجع احتفال حرق «اللمبي» - كما اشتهر شعبيا - إلى أواخر الثلاثينات من القرن الماضي بعد استدعاء المندوب السامي البريطاني اللورد أللنبي إلى بريطانيا، وكان المصريون يعتبرونه مثالا صارخا للظلم والاستبداد. ولقد صادف يوم مغادرة أللنبي مصر يوم «شم النسيم»، فخرج أهالي مدن القناة من بيوتهم إلى الشوارع فرحين بالقرار بعد فرض حظر التجول عليهم لأيام بسبب مرور سفينة أللنبي في قناة السويس. ومن ثم صنعوا دمية كبيرة تجسّد شكل اللورد العسكري البريطاني وزيّه وأقدموا على إحراقها تعبيرا عن رفضهم للظلم والاستبداد. وتقوم صناعة الدمى على تجميع القش ونشارة الأخشاب، ومن ثم كسوتها بملابس الشخصية الحقيقية، بينما يجري صنع الرأس من القماش والأزرار.