كتب - محمد فارس : تباينت أراء الخبراء حول انعقاد المؤتمر الجماهيرى مساء اليوم ، و الذى دعا إليه حزب الوفد لعرض الوثيقة التى أعدها لضمانة نزاهة انتخابات الشعب المقبلة على قوى المعارضة ، على أن يتبع ذلك رفع هذه المطالب الى الرئيس مبارك. وانقسم الخبراء الى فريقين الأول يرى أنها مطالب ضرورية وشريعية لنزاهة الانتخابات التى يسعى الحزب الوطنى الى حصد الأغلبية فيها واعطاء بعض المقاعد لقوى المعارضة التى لها شرعية وتاريخ من خلال عقد صفقات معها ، إلا أن الفريق الآخر يرى أن هذه لا تعدوا أكثر من "شو اعلامى وسياسى" فقط لإبراء ذمة المعارضة أمام الشعب ، بالاضافة الى أن الرئيس تأتى نزاهة الانتخابات ضمن أولوياته . فى البدايه أكد الدكتور رمزى الشاعر، رئيس اللجنة التشريعية بمجلس السعب، على أن مؤتمر الوفد لا يعدو كونه شو اعلامى فقط لأن ما تتضمنه الوثيقة التى قام بإعداها ، جميع بنودها موجود بالفعل فى الدستور ، وبالتالى فهى لن تأتى بجديد . أضاف ، نزاهة الانتخابات تأتى ضمن أولويات الرئيس مبارك ، والدكتور البدو أكد الاسبوع الماضى على أنه لن يجرؤ أحد على تزوير الانتخابات ، مما يشير الى تناقض تصريحاته مع المؤتمر الذى يعقد الليلة . وإختلف معه فى الرأى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، مؤكدا على أن النظام لن يستجيب لمطالب وثيقة الوفد مالا يكون هناك وسائل للضغط عليه من خلال تحالف كل قوى المعارضة وتوسيع جبهتها بدلا من الإنقسامات المسيطرة على غالبية الأحزاب وهو ما إتضح من من عدم دعوة الدكتور محمد البرادعى لحضور المؤتمر بسبب اختلاف احزاب الائتلاف حول دعوته فمنهم من وافق ومنهم من رفض بهدف الحفاظ على الخطوط التى يرسمها الحزب الوطنى لبعض أحزاب المعارضة . ويرى الدكتور مصطفى كامل السيد ، استاذ العلوم السياسية ، أن وثيقة الوفد التى يسعرضها اليوم على قوى المعارضة المصرية لن تصل الى الرئيس مبارك للموافقة عليها من عدمه ، نظرا لعدم وجود ثقل كبير لأحزاب المعارضة ، بالاضافى الى أن قيادات الوطنى تنظر الى المعارضة على غرار أنهم كومبارس فى المشهد السياسى ، وذلك لإحتفاظهم بأدوار البطولة . أضاف ، ما تتضمنه وثيقة الوفد هو الحد الأدنى من الضمانات حتى يكون هناك انتخابات نزيهة ، إلا أن الحزب الوطنى يعرقل نزاهة الانتخابات لأنه ليس لديه النية لإجرائها فى ظل وجود مراقبة حقيقية . ولفت الى أن الوطنى يرسم بعض الخطوات لأحزاب المعارضة قبل اجراء أى انتخابات طوال الفترة الماضية ، وتوافق المعارضة على ذلك بهدف الحصول على مقاعد فى البرلمان ، بالاضافة الى أن النظام قرر اقصاء الاخوان المسلمين من مجلس الشعب على أن يكون الوفد بديلا لهم . وتابع " جميع أحزاب المعارضة تسير على ما خططه لها الحزب الوطنى وتحديدا الابتعاد عن جماعة الاخوان المسلمين" . وعن مشاركة الاخوان فى مؤتمر اليوم ، قال السيد ، انها مشاركة ديكورية فقط ، والدليل على ذلك رفض الوفد لمطالب الاخوان بالتحالف فى انتخابات الشعب المقبلة . وأكد السفير بهى الدين حسن ، على أن وثيقة الوفد التى تطالب بضرورة وجود ضمانتا لنزاهة الانتخابات أحد أشكال إبراء الذمة أمام المواطنين ، لأن الواقع يشير الى عدم تطابق وجهات النظر لدى قادة ائتلاف الأحزاب الأربع ، وهو ما ظهر خلال الفترة الماضية من تبادل التهمام فيما بينهم بعقد صفقات مع الحزب الوطنى والتى كان آخرها اتهام رفعت السعي للدكتور السيد البدوى بعقد صفقة مع الوطنى. وأضاف ،ان الضمانات التى يطالب تطالب بها قوى المعارضة ليس لها أى قيمة لأن غالبية أحزاب الائتلاف سوف تشارك فى انتخابات الشعب المقبلة ، لافتا الى أن أحزاب المعارضة تسعى الى عقد صفقات مع الوطنى بهدف الحصول على مقاعد فى البرلمان . وأوضح حسن أن الفترة الحالية والقادمة بالغة الأهمية فى تاريخ مصر ، لأنه سوف تشهد انتقال السلطة فيما بعد الرئيس مبارك الى شخص أخر وهو ما سوف يكون فى حاجة ضرورية الى حصوله على مشروعية جديدة ، لأن انتهاء عهد الرئيس مبارك هو انتهاء لفترة حكم ما بعد الثورة . ويرى الدكتور كمال حبيب ، القيادى الاسلامى، وخبير شئون الجماعات الاسلامية ، أن النظام سوف يرد على مطالب نزاهة الانتخابات من خلال رؤيته الخاصة لها. واتهم حبيب الوفد بعقد صفقات مع النظام لاقصاء الاخوان من مجلس الشعب على ان يتصدر الوفد للمشهد السياسى ، لافتا الى ان الصفقات لها أبعاد أخرى خاصة بانتخابات الرئاسة 2011 ، والحزب الوطنى يسعى الى وجود شرعية للرئيس الجديد فى حالة عدم خوض الرئيس مبارك لانتخابات الرئاسة القادمة . ومن جهته أكد الدكتور محمد الحفناوى ، أمين الحزب الوطنى بالقاهرة ، أن مطالب الوفد ليست جديدة ، لأن الحزب الوطنى قام بالفعل بعمل خطوات عديدة لضمان نزاهة الانتخابات ، ويأتى من أهمها تنقية كشوف الناخبين لكى يكون من السهل على الناخب الادلاء بصوته فى العملية الانتخابية ،بالاضافة الى السماح للجمعيات الاهلية بمراقبة الانتخابات . أضاف، الوفد حزب عريق وله تاريخ، وبالتالى فهو يسعى الى وجود شعبيه له من خلال هذا المؤتمر الذى دعا له غالبية قوى المعارضة ووسائل الاعلام المختلفة بهدف الوصول الى ثقة المواطنين . وأشار الحفناوى الى أنه من مصلحة الحزب الوطنى نزاهة الانتخابات القادمة نظرا لثقته فى قدرات أعضائه الذى سوف يرشحهم خلال انتخابات الشعب المقبلة . وطالب أمين الوطنى بالقاهرة ، المواطنين الى الادلاتء بأصواتهم ، لاختيار من يمثلهم فى البرلمان بالاضافة الى أن ذلك حق أصيل كفله الدستور لهم . وتابع" التشكيك فى الحزب الوطنى أصبح موضه تتبعها جميع احزاب المعارضة ، وهو ما يجب على الوفد أن ينأى بنفسه من الدخول فى هذه المهاترات حفاظا على تاريخه العريق ، بالاضافة الى أنه من الضرورى أن يتحرك الوفد جماهريا بدلا من اعتماده على المؤتمرات والندوات.