عقد مجلس وزراء الإعلام العرب دورته 44 في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وقام حمدي ولد المحجوب، وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان في موريتانيا، ورئيس الدورة 43 للمجلس عقب إلقاء كلمته الافتتاحية، بتسليم رئاسة الدورة الجديدة إلى علي أحمد العمراني، وزير الإعلام بالجمهورية اليمنية. فيما ألقى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، في افتتاح الدورة كلمة عبر فيها عن أهمية التوقيت الذي يعقد فيه هذا الاجتماع إذ تأتي في خضم المستجدات والأحداث التي تشهدها الساحة العربية والتي كان للإعلام العربي نصيبا هاما فيها. مؤكداً على أن الظروف تحتم علينا البحث عن صيغة مثلى لوضع استراتيجية عربية موحدة تحقق متطلبات الشعوب وتؤكد على الحرية، خاصة ونحن نعيش في عالم لايعترف بالحدود، لذا يجب على مؤسساتنا التعاون فيما بينها لتبني إعلام يحقق طموحات الشعوب. وقد أشار العربي في كلمته إلى عدد من البنود الهامة المعروضة على الاجتماع اليوم ومن بينها بحث إيجاد آلية لمنع التشويش على الأقمار الصناعية، وهي قضية واجهتها عددا من المؤسسات الإعلامية العربية. وقال : يسعدنى ويشرفنى اليوم الالتقاء بكم فى افتتاح أعمال الدورة العادية الرابعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب وهذه أول مرة أشرف بها هذا الاجتماع، متوجهاً بالتهنئة إلى معالي السيد/ علي أحمد العمراني، وزير الإعلام بالجمهورية اليمنية؛ على توليه رئاسة الدورة الرابعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب متمنيا له كل التوفيق والسداد، معربا عن قناعتي بأن رئاسته ستعمل على إثراء أعمال هذه الدورة، لتخرج بقرارات هامة تحقق ما يتطلع اليها الجميع، في ظل متغيرات يشهدها وطننا العربي على مختلف الأصعدة وعلى وجه الخصوص الصعيد الإعلامي. كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى معالي السيد / حمدي ولد المحجوب وزير الإتصال والعلاقة مع البرلمان في الجمهورية الإسلامية الموريتانية على جهوده المقدرة لتفعيل العمل الإعلامي العربي المشترك بمختلف وسائله، طوال فترة رئاسته لأعمال الدورة العادية الثالثة والأربعين التي استمرت اكثر من العادى والتي صاحبها الكثير من المستجدات في منظومة العمل الإعلامي العربي المشترك. معالي الوزراء، السيدات والسيدات، تأتي أعمال دورتكم الرابعة والأربعين العادية في خضم المستجدات والمتغيراتٍ والأحداث شديدة التأثير التي شهدتها الساحة العربية في السنوات الاخيرة، والتى كان للإعلام العربي نصيباً هاماً في تغطيتها والتأثير أحيانا في مساراتها احياناً ... أحداث فرضت تغييراً واضحاً على شكل الخطاب الإعلاميّ العربيّ التقليدي، وراحت تشكل ملامح خطاب جديد يسعى الى لمس متطلبات وهموم الوطن العربي برؤى متعددة الوجهات والاتجاهات. تأتي أعمال الدورة العادية الرابعة والاربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب في ظروف تحتم علينا جميعاً ضرورة البحث عن صيغة مثلى لوضع إستراتيجية إعلامية عربية موحدة تنير الطريق نحو تحقيق متطلبات واحتياجات الشعوب العربية. السيدات والسادة، يجب أن نعترف الآن أننا نعيش في عالمٍ لا يعترف بخصوصية الحدود الجغرافية ... عالم يتسم بالعولمة يفرض على الخطاب الإعلامي العربي أفكاراً ورؤى قد لا تتناسب مع ثقافات الشعوب العربية شديدة التقارب فيما بينها... بما بات يؤكد على مؤسسات الاعلام العربى الرسمى تعزيز علاقات التعاون فيما بينها وكذلك فيما بينها وبين الفضاء الاعلامى الخارجى، لمواجهة المخاطر والتحديات المعاصرة. نحن اليوم مدعوون إلى تبني إعلامٍ جاذب لطموحات شعوبنا، مدركين ومستوعبين لما شكلته العولمة من تحديات لمنظومة القيم في المجتمعات العربية بل فى جميع المجتمعات في العالم ككل. هذه ليست دعوة للخوف أو لإغلاق نوافذ الإنفتاح والتواصل، فلكل حقبة زمنية تحدياتها وإهتماماتها التي تؤثر فى شخصيتها الحضارية وقيمها الأخلاقية. والاعلام هو مرآة للواقع وأيضاً الواقع الذى نعيشه والذي نريد أن نعيشه. السيدات والسادة، آن الأوان للإعلام العربي الرسمى أن يعمل بكل جهد على الخروج من الأشكاليات المهنية والتنظيمية التي تعاني منها مؤسساتنا الرسمية بشكل عام، وايجاد رؤى إعلامية حديثة لمخاطبة قطاعات جماهيرنا باختلاف هوياتها. ان الواقع العربى يفرض على المسئولين عن الرسالةِ الإعلاميةِ إتخاذ التدابير اللازمة في الوصول إلى الجماهيرِ بكل شفافيةٍ وصدقٍ وأمانة وفي الوقت المناسب للمعلومة. وهو ما يعنى الاستفادة وتيسير الاستفادة بوسائل الاعلام الحديثة والمستحدثة التى يوفرها شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت ... وأنا على قناعة بأن من بين أهم وظائف وزارات الاعلام هى مساعدة الاعلاميين على الوصول الى المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب، ومساعدتهم فى ايصالها الى الجماهير المستهدفة من الخطاب الاعلامى، وهو واجب على الدولة ومختلف مؤسساتها. السيدات والسادة، ينعقد هذا المجلس في ظل أحداث يشهدها العالم العربي خاصة قضيته المركزية المحورية القضية الفلسطينية، والتي أفرد لها مجلسكم بندا كاملا على جدول أعمال دورته. وقبل الحديث عن هذا المنعطف التاريخي للقضية الفلسطينية، اسمحوا لي أن أهنئ باسمكم جميعاً الشعب الفلسطيني الشقيق، على حصول على المركز القانوني لدولة فلسطين على عضوية الأممالمتحدة كدولة مراقب، وهو نجاح عظيم يحسب للقضية الفلسطينية ويحسب للرئيس محمود عباس وكفاح الشعب الفلسطينى لنيل حقوقه المشروعة من جهة، وللعمل العربي المشترك المدافع عن هذه الحقوق يسعى دائما للتغل على الصعاب من جهة أخرى. وقد حاولت إسرائيل بشتى السبل عرقلة هذا المطلب المشروع للشعب الفلسطيني، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل. لقد سارع العالم إلى الإعتراف بدولة فلسطين. والان يجب أن نؤكد ونجدد تأييد جامعة الدول العربية الكامل، ودعمها اللامحدود تجاه الحق الكامل للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والتمتع بكامل السيادة على أرضه، ومساندته في توظيف كل مقدراته وموارده الطبيعية والبشرية لصالح الإنسان الفلسطيني. وآن الوقت لإسرائيل أن تدرك أن عليها ان تنسحب من الاراضى الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية وتتوقف عن جميع ممارساتها اللاإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني لا طائل من ورائها، وأن الحق المشروع للشعب الفلسطيني سيتحقق لا محالة. السادة والسيدات، معالي الوزراء، كلنا يتابع الأحداث الدموية التي تشهدها سوريا الشقيقة الآن والمستمرة منذ ما يقرب من عامين، وما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من آثار شلال الدم الذي لا يتوقف وسياسة تدميرٍ منظمةٍ وممنهجةٍ، تستهدف المرافق والموارد الحيوية والبنيت التحتية. وإزاء هذا الواقع الأليم يتصاعد الوضع نحو الأسوأ، خاصة مع توسيع نطاق أعمال العنف والقتل، هذا بخلاف المخاطر والتداعيات الجسيمة المتوقعة على الشعب السوري، وتهديد مستقبل سوريا، والأمن والاستقرار في المنطقة. ونظراً لخطورة هذا الوضع غير الطبيعي في سوريا، وتأثير إنعكاساته الإقليمية والدولية، فلم تقف جامعة الدول العربية مكتوفة الأيدي منذ نشوء الأزمة، بل سعت بمختلف السبل والوسائل التي تملكها إلى وقف العنف والتوصل الى حل يتفق مع تطلعات الشعب السورى المشروعة، ومع كل ذلك ومع كل الجهد المبذول خلال العامين الماضيين وصل الأمر إلى ما وصل إليه من تصعيدٍ، وتفاقمت الأزمة حتى دخلت سوريا بأكملها حرباً أهلية واسعة النطاق، ويدفع ثمنها المواطن السوري من أبنائهِ ومرافقهِ ومستقبلهِ، وهي حالة تقلق الضمير العربيّ وتقلق الضمير العالمي. ولا تزال جامعة الدول العربية تبذل قصارى جهدها عبر السيد / الأخضر الإبراهيمي الممثل الخاص المشترك للسكرتير العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية لمعالجة هذه الأزمة ووضع حل لها يتفق مع متطلبات وتطلعات الشعب السوري، الا أن تلك المساعي لم تسفر حتى اللحظة عن نتائج ملموسة تحقق الأمن والاستقرار في سوريا. السيدات والسادة، معالي الوزراء، أمام معاليكم جدول أعمال هذه الدورة متضمناً العديد من البنودِ الهامة ومنها : على سبيل المثال لا على سبيل الحصر البند الخاص بمتابعة الخطة الجديدة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج، بالإضافة إلى بندٍ خاص لإيجاد آلية لمنع التشويش على الأقمار الصناعية العربية. وهنا أودُ الاشارة بأننا في الجامعةِ العربية نسعى لإيجادِ آليةٍ لمنع التشويش؛ فقد تأثرَ مشغلي الأقمارِ الصناعيةِ العربيةِ كثيراً من أضرارِ التشويش وبخاصةٍ في الآونةِ الأخيرة، مما أفقدَ هذه المؤسسات الكثير من الفرصِ التنمويةِ والربحية، وكبدها الكثير من الخسائر. وقد قمنا بناءً على طلب المؤسسة العربية للإتصالات الفضائية (عرب سات )، بإرسالِ خطابٍ للسيد وزير خارجية دولة إريتريا نطلب منه منع التشويش الصادر من الأراضي الإريترية على القمر الصناعي العربي الخاص بالمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات). السيدات والسادة، لا شكَّ أنَّ جدول أعمالكم يزخر بالكثيرِ من الموضوعاتِ الهامةِ التي تعكس الأهمية التي يوليها مجلسكم الموقر لقضايا الإعلام في العالم العربي والتي تصب في تعزيز قدرة الإنسان العربي في التعامل مع معطياتهِ الإعلاميةِ المتجددة. وفقكم الله في مهامِّكم وسدَّدَ خُطَاكم في الوصولِ إلى إعلامٍ عربيٍ قادر على معالجةِ التحدياتِ التي تواجه الامة العربية والإسلامية، والعمل على تحقيق ما تصبوا إليه شعوبنا من تقدمٍ ورخاءٍ وإزدهار. اتمنى لكم النجاح والتوفيق. شكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله