كتب - احمد سلامه-ايمن صالح: أزمة شديدة تعيشها محافظات مصر بحري وقبلي مع التيار الكهربائي الذي اعتاد الانقطاع المتكرر ولمدة طويلة ليس فقط, بل وما ينتج عن ذلك من توقف محطات مياه الشرب,ومحطات الصرف الصحي, والتي من المفترض أن تكون لها مولدات كهربائية خاصة بها يتم الاستعانة بها في مثل هذه الأزمات. ففي محافظة الغربية وعلي مدي ثلاث سنوات مضت ومع مطلع الصيف يستعد المواطنون في العديد من القري لاستقبال الانقطاع المتكرر لمياه الشرب والكهرباء, بالبحث عن طلمبة حبشية ذات مياه نقية أو جركن بلاستيك سعة20 لترا يتم شراؤه من السقا الذي يعود إلي الحياة مع كل صيف, خاصة أن ما يعلنه المسئولون عن مياه الشرب إلي كذا لترا في الوقت الذي لا يجد فيه المواطن لترا واحدا علي مدي يومين أو ثلاثة, ولذلك فإن مواطني قرية سماتاي التابعة لمركز قطور علي سبيل المثال يدعون مسئولي شركة مياه الشرب لزيارتها فجأة حتي يتأكدوا من معاناتهم المستمرة منذ أكثر من3 سنوات, وخاصة صيفان حيث لا مياه الا بشق الانفس.. وذلك علي الرغم من الوعود المتكررة التي قطعها المهندس محمد عثمان بشتة رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية علي نفسه, بأنه سيتم القضاء نهائيا علي مشكلة انقطاع مياه الشرب بقرية سماتاي, بعد الانتهاء مباشرة من عمليات الاحلال والتجديد التي تجري لمحطة مياه بلتاج, التي تغذي4 قري رئيسية وتوابعها, وفي كفر الشيخ أدت زيادة الاحمال إلي انقطاع التيار الكهربائي في عدد من القري التابعة لمركز كفر الشيخ والحامول والرياض وسيدي سالم وبعض المراكز الأخري, وداخل مدينة كفر الشيخ في بعض المناطق, حيث انتقلت علي الفور فرق الطواريء بالكهرباء. وفي الأقصر سادت حالة من الغضب والاستياء بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بالمدينة وسط مخاوف من أن يؤثر ذلك بالسلب علي حركة السياحة بالمحافظة, وهو الانقطاع الذي يحدث برغم وجود فائض من الكهرباء بمحطة المحولات الرئيسية بالأقصر. وقال المهندس الاستشاري خالد عبيد علام القيادي في الحزب الوطني والمهندس أسعد مصطفي وكيل المجلس المحلي للمحافظة إن معدلات الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي زادت داخل مدينة الأقصر وبقية مدن ومراكز المحافظة وباتت تهدد حركة السياحة داخل المدينة, الأمر الذي أثار حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين والعاملين بالقطاع الفندقي وفى بنى سويف تم انقطاع الكهرباء عن 10 قرى لمدة زادت على 10 ساعات، وهو ما سبب حالةً من السخط الشديد من المواطنين على شركة الكهرباء التي لم تُحرِّك ساكنًا إلا بعد أكثر من 7 ساعاتٍ من العطلوسادت حالة من الاستياء بين مواطني هذه القرى، الذين اتهموا مسئولي شركة الكهرباء بأنهم لم يراعوا مشاعر الأهالي نتيجة انقطاع الكهرباء في يومٍ شديد الحرارة، خاصةً أن انقطاع الكهرباء تسبب في حالات إغماء وضيق في التنفس بين المواطنين وتوقف عمل الأجهزة الكهربائية ومراوح التهوية بالمنازل، وانقطاع تام للمياه لاعتماد المنازل على "مواتير" السحب التي توقف عملها. واستنكر الأهالي عدم تدخل شركة الكهرباء إلا بعد 7 ساعات من تبليغاتهم، واختيارهم أسوأ الأوقات لقطع التيار الكهربي بدعوى تخفيف الأحمال تارةً أو تركيب محولات جديدة تارةً أخرى، وهي "الحجج" التي قالها لهم موظفو الشركة للمواطنين خلال اتصالاتهم. من جانبه، برر محمد عبد العزيز رئيس قطاع كهرباء بني سويف أن انقطاع التيار الكهربائي عن القرى وبعض مناطق بني سويف لتركيب جزء معدني خاص باللوحة الرئيسية بمحطة محولات "الكوم الأحمر" الخاصة بتغذية قرى مركز بني سويف، وأنهم فوجئوا بأن القطعة المعدنية غير موجودة، وتم إرسال مندوب لإحضارها من المنيا، واستغرق ذلك وقتًا طويلا ويؤكد خبراء الاقتصاد مدى الضرر البالغ الذى يعانية الاقتصاد المصرى نتيجة تهالك البينة التحتية فى العديد من محافظات مصر وترهل هذة المنشأت وعدم تحملها لأى ظروف طارئة مما يعطل الكثير من اليات الانتاج فى تلك المحافظات . كما ان تهالك البنية التحتية لة تأثير بالغ السوء على مناخ الاستثمار للدولة حيث ان قوة البنية التحتية والمرافق اهم عوامل جذب الاستثمارات الى اى دولة وعدم وجود هذة الميزة الاستراتيجية يطيح بأحلام الاستثمار فى مصر . دفعت موجة الحر التى تمر بها مصر خلال الفترة الحالية مؤشر استهلاك الكهرباء لارقام قياسية وبحسب بيانات لجنة الطاقة باتحاد الصناعات فان اجمالى الاستهلاك يصل الى 20% ميجاوات ومتوقع ان يتضاعف هذا الرقم خلال 10 اعوام. ونظرا للاحمال الزائدة فان اللجنة اوصت بضرورة التوسع فى الاستثمار فى مجال انتاج الكهرباء وتوزيعة. وقال الدكتور تامر ابو بكر رئيس اللجنة ان هناك حلول للتغلب على مشاكل انقطاع الكهرباء المتكرر خاصة فى فصل الصيف اول هذه الحلول هو ترشيد الاستهلاك ويقع على عاتق المستهلك اما الحل الثانى وهو المقترح الذى تقدمت به اللجنة لوزارة الكهرباء ويتلخص فى فتح باب الاستثمار فى مجال انتاج وتوزيع الكهرباء امام القطاع الخاص، مشيرا الى أننا لدينا حاليا 12 شركة مرخص لها بالعمل فى مجالى إنتاج وتوزيع الكهرباء وتساهم هذه الشركات بنسبة 0.3% من حجم الكهرباء المتداولة وهى نسبة ضعيفة حاليا. يقول محمد السبكى عضو اللجنة إننا نسعى حاليا إلى ربط مصر بشبكات كهربائية حول حوض البحر المتوسط بهدف تحقيق نوع من التكامل. وأكد السبكى على أهمية مشاركة القطاع الخاص فى هذا المجال لمساعدة الدولة على الوفاء بالاحتياجات المستقبلية، خاصة وأن الكهرباء منتج ضرورى ومؤثر فى كافة مستلزمات الحياة لافتا الى ان موجة الحر الاخيرة كشفت ضعف الشبكات الموجودة حاليا.