تباينت نتائج أعمال شركات قطاع العقارات خلال التسعة اشهر الاولى من العام المالى الحالى بعد ان حققت كل من سوديك ونماء بالاضافة الى الغربية الاسلامية وشركة المصريين للاسكان والتنمية نموا ملحوظا فى صافى الارباح المجمعة بنهاية سبتمبر 2012 ، بينما فى حين استطاعت بالم هيلز ان تقلص من خسائر بنسب طفيفة ، بينما تراجعت ارباح كل من طلعت مصطفى ومصر الجديدة بالاضافة الى الشمس للاسكان والتعمير . فى الوقت الذى أجمع فيه خبراء التحليل الفنى أن قطاع العقارات يعد أفضل القطاعات من حيث نمو اسعار الاسهم خلال العام الجارى ، ذلك بعيدا عن نتائج ارباح تلك الشركات وإنما أرجعه الخبراء الى التراجعات غير المبررة التى حققتها اسهم تلك القطاع خلال 2011 مما كان يستلزم معه ان تعود تلك الاسعار الى طبيعتها بعد تفنيد كافة المخاوف التى أدت الى تراجع اسعار تلك الاسهم حتى ان التراجعات التى حققتها بعض الشركات فى نتائج اعمالها لم تكن بقدر التراجع الشديد الذى كانت عليه اسعار أسهم تلك الشركات مما يعنى ارتفاع اسعار الاسهم رغم تراجع ارباح الشركات . وعلى سبيل المثال فقد حققت شركة السادس من اكتوبر للتنمية والاستثمار "سوديك" ارباحا بلغت 131.9 مليون جنيه بنهاية سبتمبر مقارنة بصافى خسائر بلغت 158 مليون جنيه خلال الفترة المماثلة من العام الماضى ، حيث قال أحمد شلبي المحلل المالى بشركة تداول للسمسرة ، ان السبب في الطفرة الكبيرة التي حققتها سوديك بالتحول من خسارة الى الربح يرجع الي انجاز الشركة للمشاريع التي كانت في خططها و رد بعض الاراضي محل النزاع مع الحكومة للحكومة مقابل إسترجاع قيمتها النقدية فصورة ارباح بالاضافة الي انتهاءها من ثلاث مشاريع تم بيعها و تحصيل اقساط مقدم الوحدات السكنية بها . كما أظهرت نتائج أعمال شركة "الغربية الاسلامية للتنمية العمرانية" تحقيق صافى ربح يبلغ 1.3 مليون جنيه بنمو قدره 76.1% مقارنة بصافى ربح يبلغ 753.3 الف جنيه خلال الفترة المقارنة من 2011 ، و ارتفعت ارباح شركة المصريين للاسكان والتنمية والتعمير بنحو 5842% ، بعد ان حققت صافى ربح بلغ 7.5 مليون جنيه مقارنة ب 126.265 الف جنيه ، بالاضافة الى النمو الذى حققته شركة نماء للتنمية والاستثمار العقارى وقد بلغ نحو 80% بعد ان حققت 27 مليون جنيه مقارنة ب 15 مليون جنيه حققتها عن نفس الفترة المقارنة من العام الماضى . بينما حققت مجموعة طلعت مصطفى القابضة صافى ربح يبلغ 433.436 مليون جنيه بتراجع قدره 12.2% مقارنة بصافى ربح يبلغ 493.714 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من 2011 ، وقد ارجع شلبى ذلك الي مشكلة عقود ارض مدينتي و ارتفاع تكلفة تلك الاراضي التي اثرت بالسلب على أسعارالوحدات بالاضافة الى تراجع معدلات الطلب نتيجة الركود الذى يمر به الاقتصاد القومى . كما تراجعت أرباح كل من مصر الجديدة للاسكان والتعمير بنحو 1.7% مسجلة 40.7 مليون الربع الاول من العام المالى 2011-2012 مقارنة ب 41.4 مليون جنيه عن الفترة المقارنة ، وأظهرت نتائج أعمال شركة "الشمس للاسكان والتعمير" خلال التسعة أشهر الأولي من العام الجاري، تحقيق صافى ربح يبلغ 5.616 مليون جنيه بتراجع قدره 25.1% مقارنة بصافى ربح يبلغ 7.495 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من 2011 . وقال شلبى ان أسعار أسهم قطاع العقارات مرتفعة مقارنة بما كانت عليه عام 2011 رغم انها لم تصل حتى الان الى المعدلات السعرية التى حققتها خلال 2010 حيث سجل سهم سوديك قبل الثورة 200 جنيه ثم انخفض بعد الثورة ليصل الي 12 جنية للسهم ليرتفع مرة اخرى الي 20 جنيه خلال 2012 ، ويرى ان تلك الارتفاعات السعرية التى حققتها اسهم تلك القطاع غير مبهرة لانها مازالت ادنى مما كانت عليه من قبل . وأوضحت غادة طلعت المحلل المالى بشركة اتش ايه لتداول الاوراق المالية ، ان القطاع العقاري يعاني من حالة ركود نسبية خلال الفترة الراهنة ، و بخاصة شركة طلعت مصطفى التي تزيد معانتها بسبب مشكلة عقود مدينتي و ارتفاع تكلفة المشروع نتيجة ارتفاع سعر الارض . و عن تراجع المراكز المالية لاغلب شركات القطاع مقابل إرتفاع اسعار اسهمها ، أكدت ان ارباح و خسائر الشركات ليست وحدها المتحكم فى اسعار الاسهم حيث ان هناك عوامل اخرى توجه أسعار الاسهم مثل تسريب معلومات من داخل الشركة أو إطلاق الاشاعات عليها ، وفى النهاية لاتتحدد الاسعار الا وفقا لالية العرض والطلب المدفوع بالعديد من العوامل المتصلة والمنفصلة . وكشفت أن أسعار الوحدات العقارية له دورة سعرية مدتها سبع سنوات حيث تصل الاسعار الي اعلى قيمة لها في العام السابع من الدورة ، موضحة ان اخر دورة سعرية لقطاع العقارات انتهت بنهايه عام 2009 حيث وصلت أسعار الوحدات السكنية الي اعلى مستوياتها ،فى حين ان السوق يمر الان بدورة جديدة تنتهي في 2015 وتتوسطها الان حالة من الركود النسبي لاسعار الوحدات العقارية .