إعادة رسم خريطة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري مرهونة بشكل واضح بإعادة تحديد موقع البنية التحتية على الخريطة والتركيز عليها كحجر زاوية للقطاع ؛فبينما تؤكد الوزراة أن الأولوية لديها ترتكز على رفع سرعات الانترنت وتنفيذ استراتيجية البرودباند ؛فإن الشركات ما زالت تعاني من التعنت في مد كابلات الألياف الضوئية الخاصة التى اعتبرها الخبراء أهم ركن لتنفيذ الاستراتيجيات المستقبلية، وفي الوقت نفسه استمرت المطالبة بمفتاح تطوير القطاع الذي قدر الخبراء تكلفتها بحوالي 6 مليارات دولار مشددين على ضرورة تكاتف كل الشركات لإعادة رسم خريطة الكابلات المصرية من الألياف الضوئية. كابلات المصرية ليست اختياريا ..والتطوير ضروري وقال المهندس خالد حجازي مدير العلاقات الحكومية بشركة فودافون مصر إن خيار الاعتماد على كابلات الألياف الضوئية لربط محطات تقوية الخاصة بالشركات ببعضها من أهم الأولويات في الاستثمارات المرصودة لتطوير الشبكات ،مشيرًا إلى ضرورة إتاحة الفرص للشركات لإحلال الشبكات الجديدة محل الشبكات الحالية بما يسمح لها بجودة أعلى في الخدمة مع تزايد عدد مستخدمي الانترنت على المحمول بما يفرضه على الشركات من تحديات بادخال سرعات أعلى وبالتالي تحتاج لسعات أكبر من خلال الكوابل الأرضية. وأضاف أن الاعتماد على كابلات المصرية للاتصالات الحالية هو "قرار ليس اختياريًا" في ظل "حكر" خدمات الكابلات على الشركة المصرية للاتصالات حسب قوله مطالبًا بضرورة إتاحة خدمات توصيل الكابلات لجميع المشغلين ،مشددًا على أن المطالبات مستمرة منذ أكثر من عامين بعد الحصول على موافقة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على مد الكابلات الخاصة بها. استطرد أن موافقة القوات المسلحة هي السبب الرئيسي في عدم مد الكابلات الخاصة بالشركات بعد الحصول على تصريح الجهاز والجهات الأخرى كالهيئة العامة للمساحة والطرق والكباري وشركات الكهرباء والمياه، منوهًا إلى أنه فور حصول الشركات على موافقة القوات المسلحة تشرع في توصيل الكابلات بين محطات التقوية كخطوة أولية لمواجهة زيادة عدد مستخدمي المحمول على مستوى خدمات الصوت والانترنت. وشدد على أن التصريحات المتكررة للشركة المصرية للاتصالات حول إطلاق اتفاقية لجودة الخدمة وإضافة بنود توقيع غرامات على المصرية في حالة عدم التزامها بمستوى معين للجودة "لا تخرج عن نطاق التصريحات" لافتًا إلى أنه منذ أن بدأت فودافون العمل في مصر منذ 14 عامًا لم تناقش مع المصرية للاتصالات اتفاقية جودة الخدمة واصفًا إياها " بمحتكر الخدمة والمزود الوحيد بها". الالياف الضوئية خيار استراتيجي من جانبه أشار أشرف حليم رئيس القطاع التجاري بموبينيل إلى أن مد كابلات الالياف الضوئية خيار استراتيجي للشركات العاملة بالسوق المحلية مؤكدًا أن الاستخدام المتنامي لخدمات الانترنت والداتا يتطلب من الشركات إتاحة سرعات أعلى مما يتطلب استبدال الكابلات الحالية بكابلات ألياف ضوئية "فايبر" توفر سرعات أعلى للمستخدمين وتتوافق مع الاتجاه نحو السرعات الأعلى للانترنت الثابت والمحمول. وأوضح أنه في حالة استبدال الكوابل النحاسية العاملة حاليًا بفايبر من الشركة المصرية للاتصالات فإن شركات المحمول قد تتراجع عن رغبتها في مد الكابلات الخاصة بها منوهًا إلى أن الجدوى الاقتصادية تحكم العمل خلال المرحلة المقبلة والاختيار بين تدشين الكابلات الخاصة بها أو الاعتماد على كابلات المصرية للاتصالات والتي قد تمثل الخيار الأفضل لاستئجار الكابلات. وأكد أن الشركات تنتظر إطلاق أي من الخيارين سواء اتفاقية جودة الخدمة أو منح الشركات الرخصة لمد الكابلات لدراسة الخيار الامثل من بينهما موضحًا أنه في الوقت الحالي لا تملك الشركات سوى الاعتماد على كابلات الشركة المصرية للاتصالات باعتبارها الخيار الوحيد المتاح أمامها في الوقت الحالي. 225مليون جنيه .. تكلفة الالياف في القاهرة والدلتا بينما أكد المهندس محمد النواوي أن الشركة المصرية للاتصالات تعتزم تطوير الشبكة بشكل عام للتحول من الكابلات النحاسية لكابلات الألياف الضوئية والتوسع في شبكة التراسل وإيجاد مسارات جديدة لمواجهة الانقطاعات في الاتصالات لتمر حول المدن دون اختراق الطرق العامة بتكلفة استثمارية حوالى 110 ملايين جنيه في القاهرة و115 مليون في محافظات الاسكندرية والدلتا ومن المقرر الانتهاء منها خلال ثلاث سنوات على مرحلتين الدلتا المرحلة الاولى والقاهرة في المرحلة الثانية. وأوضح أن التوجه القومي نحو زيادة سرعة الانترنت وتوصيل عدد اكبر من المنازل والأفراد بالانترنت تجبر المصرية للاتصالات على التحول للكابلات الضوئية بدلاً من النحاسية والتى من شأنها تزويد المستخدم بسرعات أكبر والمساعدة في تطوير خدمات المحمول المقدمة من المشغلين. شدد على ضرورة استبدال البنية التحتية بشكل كامل لتعتمد بالنسبة الاكبر على كابلات الفايبر من شأنه أن يقلل من حوادث السطو على الكابلات النحاسية الحالية لافتًا إلى أنه عقب الاستبدال لن تشهد خدمة المصرية للاتصالات مشكلات الانقطاع الحالية . نوه إلى أن دخول شركات المحمول في مد كابلات الفايبر الخاصة بها قرار يعود فقط للشركات، بينما لا يحق للمصرية للاتصالات الاعتراض على قرار مماثل مؤكدًا أن تدشين الكابلات الخاصة بالشركات يحملها تكاليف مرتفعة جدًا في ظل إمكانية اعتمادها على الكابلات الخاصة بالمصرية في إطار المنفعة المتبادلة بين كافة المشغلين. وأوضح الدكتور عمرو بدوي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن منح التراخيص لشركات المحمول يتم بتقدم الشركات بطلب للجهاز تحدد فيه المنطقة التي تسعى لبناء الكابلات فيها موضحاً أن دور الجهاز ينحصر في منح تلك الشركات موافقة كتابية على بناء الشبكات في تلك المناطق. وأكد أن شبكات الألياف الضوئية لا تتطلب خطوات بناء الابراج والتى تتم وفق طرح الرخص وعقد مناقصات في الجهاز لمنحها للشركات ،منوهاً على أن الخطوات تتم بطريقة أيسر في شبكات الالياف الضوئية. وأكد عثمان أبو النصر مدير نوكيا للبنية التحتية في مصر أن مد الألياف الضوئية يعطي الشركات فرصة لتقديم خدمة أفضل للمستهلك عن طريق التنافس في تقديم أفضل البنى التحتية التى تفيد الخدمة مضيفًا أن دخول الشركات في المجال يعطيها فرصا متكافئة للمنافسة على تقديم خبرات أفضل بما يواجه الممارسات الاحتكارية التى قد تمارسها المصرية للاتصالات . التنسيق بين الجهات مشكلة امام الالياف وأشار أبو النصر إلى أن المشكلات التي قد تواجه الشركات عند مد شبكات الفايبر الخاصة بها تتلخص في التنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى مثل الكهرباء و المياه لاعتماد خطوط الفايبر على الحفر ومد الخطوط أرضياً. ونوه إلى أن الفرصة المتاحة حالياً للشركات هي المدن الجديدة التى لم تصل خطوط المصرية للاتصالات إليها موضحاً أن تلك المناطق تتواجد في المدن الجديدةبالقاهرة أو في القرى التى لم تصل إليها كابلات المصرية للاتصالات. من جانبه اوضح الدكتور حمدى الليثى الرئيس التنفيذى لشركة ليناتل ان السعة التى توفرها الكابلات الالياف تمنحها ميزات اضافية عن النحاسية وامكانية توصيلها لمسافات بعيدة بالاضافة الى قلة تكلفتها وامتناع سرقتها، مشيرا الى انها مؤمنة بشكل جيد واكثر تطورا من الناحية التكنولوجية . وأوضح أن المصرية للاتصالات امامها خياران لتعميم استخدام الكابلات الفايبر وهو بيع الكابلات النحاسية مقابل شراء الفايبر او ابقاء الكابلات النحاسية الموجودة واستخدام الكابلات الفايبر فى تقديم خدمات الداتا والانترنت ،فالكابلات النحاسية لا تستطيع تقديم خدمات بشكل جيد على مسافة اكثر من 700 متر ،اضافة إلى تفعيل استخدامها فى البيوت الذكية والمبانى الخضراء . وأشار الى توجه المصرية للاتصالات لاستبدال الكابلات النحاسية بالفايبر يعتبر خطوة اولى لزيادة حجم أرباح المصرية للاتصالات وتقديم خدمات البرودباند وفقا لاستراتيجية الوزارة بجانب إمكانية تأجير الكابلات الفايبر لشركات المحمول الثلاثة لاعتمادها على الكابلات الأرضية . وأكد أن الكابلات الفايبر تعد الخطوة الأولى لبناء بنية أساسية لشبكة اتصالات حديثة لتوفير البرودباند بجانب تقديم خدمات المعلومات من خلال شركة تى اى داتا . وشدد على أهمية الدور الذى يلعبه جهاز تنظيم الاتصالات فى تسهيل إصدار التراخيص من الجهات الأمنية والسيادية لبدء الحفر لوضع الكابلات مستبعدًا احتمال ادخال شركات المحمول بنية تحتية خاصة بها مشيرا الى أن العالم يتجه للتكامل والمنفعة المتبادلة وأصبح التوجه نحو مد كل شركة كابلات خاصة بها يضعف من احتمالات الاستفادة ويضاعف التكاليف على الشركات . الفايبر .. خطوة أولى بعد 10 سنوات وأوضح طلعت عمر خبير الاتصالات ورئيس شبكة نقل المعلومات في المصرية للاتصالات سابقًا أن المصرية للاتصالات تأخرت فى الاستثمار فى الكابلات الفايبر نظرا للسياسة السابقة منذ 10 سنوات ، موضحا ان الكابلات الفايبر تعد الخطوة الاولى للنهوض مرة اخرى بالمصرية للاتصالات . وأكد أن المصرية للاتصالات تمتلك المقومات لتزويد خدماتها الخاصة وخدمة شركات المحمول في الوقت نفسه بالسعات التى تحتاج إليها خلال الفترة المقبلة مشددًا على أنها تمتلك السيولة اللازمة لاستبدال كابلات النحاس بالألياف الضوئية بشكل كامل. ونوه الى أن تكرار شركات المحمول مطالباتها بمد كابلات بنية تحتية خاصة بها "غير مبرر" في ظل توافر البنية التحتية ونية الإدارة الحالية تطويرها بشكل كامل لتتوافق مع نوعية الاستخدامات الجديدة من ناحية وزيادة عدد المستخدمين من ناحية أخرى مستطردًا أنه من مصلحة المصرية للاتصالات تطوير شبكة الكابلات الخاصة بها في ظل تحولها لمشغل متكامل. وأكد أحمد العطيفى خبير الاتصالات أن المصرية للاتصالات لم تعد تتحمل وحدها تكاليف مد خطوط البنية التحتية لخدمة قطاع الاتصالات والانترنت مع وجود خطة وزارة الاتصالات للتوسع في البرودباند خلال الأعوام المقبلة مشددًاعلى أن البنية التحتية للشركة المصرية للاتصالات القائمة حالياً لا يمكن الاعتماد عليها في هذا التوسع. وأضاف أنه مد الألياف الضوئية لتغطي التوسع في خدمات البرودباند يحتاج الى استثمارات تتعدى 6 مليارات دولار وهو مالا تستطيع المصرية للاتصالات توفيره بمفردها منوهاً على ضرورة توفير الحلول المناسبة لتلك التوسعات سواءً كانت بمنح التراخيص لمشغلى خدمات المحمول أو بخلق تعاون بينها لبناء شبكات مشتركة.