شهدت منطقة سيناء الحدودية عدداً من المناقشات و الجدال حول أهمية تواجد قطاع الاتصالات فيها ممثلا فى البنية التحتية وتواجد شبكات المحمول بقوة و كثافة على طول الشريط الحدودي مع اسرائيل و ايد بعض الخبراء تواجد شبكات المحمول بكثافة في محاولة لربط سيناء ببقية مناطق مصر و التى تشهد اهتماماً وتوسعاً في تغطية المناطق بخدمات المحمول. في الوقت الذى عارض فيه عدد من الخبراء التوسع في الشبكات على الحدود مشيرين إلى أنه من الممكن الاكتفاء باقامة الابراج وسط المناطق المأهولة بالسكان و المدن السياحية عوضاً عن التوسع فب إقامة ابراج قد تعرض الامن القومي للخطر وتعرض الشبكات للاختراق و التجسس. في الوقت نفسه القى الخبراء بالمسئولية على عاتق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الذي يمنح التراخيص حول المكان الذي تقام فيه الابراج و الموافقه على الاماكن المقترحة لبناءها. من جانبها تستهدف وزارة الاتصالات إنفاق حوالى 14 مليون جنيه فى خطتها لتلبية احتياجات سيناء من خلال ميكنة أربعة مكاتب لتوثيق وإنشاء وحدة نظم معلومات جغرافيا وعمل ثلاثين بيتاً تكنولوجياً بالمحافظة تستطلع اموال الغد الاسباب وراء بناء الشبكات بارتفاعات "مبالغ فيه" على الحدود و تشتقرئ رأي الخبراء في الخارطة الواضحة للحفاظ على التغطية الجيدة وعد اختراق الشبكات وتهديد الامن القومي للدولة. الدكتور عمرو بدوي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات قال إن إسرائيل لا تمتلك أى آلية للتجسس على المكالمات الهاتفية الخاصة بالوزراء والمسؤولين، لكن أغلب قضايا التجسس على الهواتف تتم على المكالمات الدولية الواردة لمصر. أضاف شبكات المحمول آمنة ضد أى اختراق إسرائيلى، والمشكلة تتعلق فقط بشبكات المحمول المتواجدة على الأطراف الحدودية الملاصقة لمدينة رفح، والتى تمتد تغطيتها إلى داخل الأراضى الفلسطينية وهو ما قد يتيح لإسرائيل تسجيل المكالمات التى قد يتصادف مرورها عبر تلك الشبكات. وتابع جهاز تنظيم الاتصالات طلب من شبكات المحمول تقليل قوة الإشارة الصادرة من الأبراج المتواجدة فى هذه المناطق لسد الطريق على أى محاولات عشوائية لتسجيل المكالمات. المهندس طلعت عمر الخبير في مجال الاتصالات اختلف معه ليرى أن التواجد الحدودي لابراج المحمول في سيناء يسمح باختراق شبكات المحمول بسهولة مما يتيح لدول اخرى مثل إسرائيب اختراق شبكات المحمول المصرية و التجسس على المكالمات الواردة و الصادرة إلى مصر. وشدد على أن المناطق الحدودية في سيناء و المتواجدة في رفح وغيرها من المدن لا تستدعي تغطية كبيرة من قبل الشركات التى تدشن ابراجاً للارسال في تلك المناطق لافتاً إلى أن تعداد السكان وكثافتها لا يستدعي تواجد هذا النوع من الابراج العالية. و أشار الخبير في الاتصالات إلى أن شركات المحمول عند تدشين الابراج الجديدة تضع في حسبانها حجم الكثافة السكانية في المنطقة و العوائق التى قد تواجة الارسال منوهاً على أنه رغم وجود عوائق جبلية في منطقة سيناء إلا أن حجم الكثافة السكانية لا يستدعي بناء ابراج عالية. أضاف أن التركيز يجب أن يكون على المناطق السكنية في شمال سيناء مثل العريش و الشيخ زويد و في جنوبسيناء التركيز يجب أن يكون على المناطق السياحية مثل العريش ودهب وطابا. وأكد عمر على ضرورة تحقيق التوازن بين التغطية الجيدة في تلك المناطق و حماية الشبكات من الاختراق في حالة التوسع في بناء الابراج على الحدود مع اسرائيل. وشدد على أن اختلاف الترددات المستخدمة بين الدول لا يمكنه حماية المكالمات حده مشيراً إلى أنه من السهل التعرف على الترددات المستخدمة في الدول المتجاورة و اختراق المكالمات اللاسلكية التى تتم فيها. المهندس أحمد العطيفى الخبير في الاتصالات يرى أنه من الصعب استخدام الابراج على الحدود مع اسرائيل للتجسس على الشبكات المصرية مشيراً إلى أن الهدف من اختراق شبكات المحمول هو سرقة وتمرير المكالمات الدولية عن طريق الشبكات المصرية. ويعتقد العطيفى أن من الناحية الفنية من الممكن اختراق الشبكات عن طريق تغطيتها مساحات واسعة من دول الحدود منوهاً على أنه لايمكن التأكد من استخدام الابراج هناك في التجسس على المكالمات المصرية. ويؤكد على أن الهدف من استخدام الابراج الحدودية هو إجراء مكالمات دولية بسعر التكلفة المحلية أى ما يستهلك تكلفة اقل من 50% من تكلفتها الحقيقة في حالة إجراءها على أنها مكالمة دولية ذات تعريفة مستقلة. وينوه على أن الهدف من بناء شبكات بارتفاعات عالية في المناطق الحدودية مثل سيناء هو تغطية أكبر مساحة من سيناء بتكلفة اقل مشدداً على أن الشركات لا تستهدف بناء شبكات حدودية لتوصيل المكالمات لاسرائيل. و يشير إلى أن بناء الابراج في اي منطقة يستدعى الحصول على ترخيص من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات مما يؤكد على علم الجهاز و الجهات الامنية بأماكن تشييد الابراج و مواصفاتها قبل إنشائها.