شاركت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، فى مناظرة دولية حول سبل تعزيز الابتكار كعنصر أساسى فى تحقيق التنمية المستدامة، على هامش ترأسها وفد مصر فى الاجتماع السنوى لمجلس محافظي البنك الإسلامى للتنمية ال41 بالعاصمة الإندونيسية "جاكرتا"، ظهر اليوم الاربعاء بحضور كل من الدكتور أحمد محمد على، رئيس مجموعة البنك الاسلامى للتنمية، وهيلين كلارك، مديرة برنامج الاممالمتحدة الانمائى. وطرحت الوزيرة، فى مداخلاتها بحضور محافظي الدول الأعضاء بمجموعة البنك، ما حققته مصر فى تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية بعد ثورة 30 يونيو، والذى انطلق من الإيمان بأن العلم والمعرفة هما السبيلان الوحيدان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأن القيادة السياسية فى مصر تضع التعليم والبحث العلمى على رأس الاولويات وجارى بالفعل استطلاع التجارب الرائدة للعديد من الدول مثل اليابان لتطوير برامج التعليم والنهوض بالنواحى الثقافية وتشجيع التفكير الحر الخلاق فى كافة القطاعات، حيث يعد تشجيع الابتكار مبدأ راسخا فى برنامج الحكومة، كما أن التوسع فى تمويل البحث العلمى والابتكار يأتى التزام على الدولة بمقتضى مواد الدستور، مشيرة إلى أن مصر تحدد الامور التى يحدث حولها الابتكار من أجل تحقيق التنمية. واشارت إلى أن مصر دولة شابة بحكم تركيبتها السكانية وأغلبية الفئات العمرية فى شعبها، كما أنها شابة فى تطلعتها إلى مستقبل افضل لاجيالها القادمة، وأن الابتكار والتطوير سمة واسلوب للتفكير لا يقتصر فقط على تطوير المنتجات والسلع ولكنه يشمل سبل تعظيم الاستفادة من موارد الدولة وتوظيف التكنولوجيا المتطورة لتحديد الاسلوب الامثل لانفاق وتوجيه تلك الموارد لتحقيق تنمية حقيقية ومستدامة فى كافة المجالات. وضربت مثالا على ذلك بإن مصر تسعى لايجاد منتجات مالية جديدة تتلائم مع توجه مصر على الانفتاح على العالم وتعكس آليات الاسواق الدولية، وتتجاوب مع رغبات المستثمرين فى تمويل مشروعات ذات عائد اقتصادى مرتفع أو برامج تنموية تعزز من القدرات الاقتصادية لمصر، وفى هذا الاطار حققت حزمة الاصلاحات الاقتصادية التى نفذت اسهاما واضحا فى خفض نسبة البطالة. وأشارت إلى أن هناك الكثير من التركيز على التنمية، موضحة أن مصر واجهت العديد من التحديات، وهذا امر طبيعى بعد الثورات، لكن مصر قامت بترتيب اولوياتها لمواجهة هذه الصعوبات وتحقيق التنمية. وأكدت أن هناك عدد من المشروعات الضخمة التى كان فيها انفاق عام، موضحة أن مصر تحظى بدعم المؤسسات الدولية للمشروعات منها البنك الاسلامى للتنمية، حيث ساهم فى دعم النمو الاقتصادى للدولة، مشددة على أن مصر ماضية فى الطريق الصحيح لتحقيق التنمية. وأشارت إلى أن الحكومة تهدف لدعم المراكز الصناعية التى توفر بيئة حاضنة لتشجيع الابتكار، وتتجاوز حواجز البيروقراطية، مشيدة بالتعاون المثمر بين مصر وعدد من الدول العربية وكوريا الجنوبية لدعم برامج البحث العلمى والتطوير المعرفى فى كافة المجالات. وذكرت أن مصر تسعى لتحتل المكانة التى تستحقها على خريطة الاستثمار والتجارة الدولية، وفى هذا الاطار جاء الجسر البرى بين مصر والسعودية، الذى سيربط بين قارتى اسيا وافريقيا من ناحية، ويفتح المجال لحركة تجارة واسعة بين الشرق والخليج العربى واوروبا على الضفة الاخرى من المتوسط. واتفق الطرح الذى قدمه الدكتور أحمد محمد على، رئيس مجموعة البنك الاسلامى للتنمية، مع الطرح المصرى فى أن الهدف الاساسى من منتدى الابتكار، هو دعم التنمية المستدامة فى الدول الاعضاء بالبنك، مشيرا إلى أن الابتكار هو منارة للامل وقد ساهم بفاعلية فى الرقى بالنشاط البشرى، بغرض تحسين نوعية الحياة من خلال التصدى لايجاد حلول، للمشاكل التى يواجهها الانسان ومعالجة العقبات التى عادة تواجه حياة الانسان فى اى عصر من العصور. وذكرت هيلين كلارك، أن هناك 17 هدف تم تحديدهم للتنمية المستدامة اطلقتهم الاممالمتحدة، ويجب المضى سويا نحو تحقيقهم، موضحة أن مجموعة البنك الاسلامى للتنمية التزمت بتحقيق هذه الاهداف، وأشارت إلى أن الابتكار شيئا هاما لتحقيق تنمية الاقتصاد. وأوضحت أن الاممالمتحدة وقعت مع البنك الاسلامى للتنمية، مذكرة تفاهم للتعاون فى تحقيق اهداف التنمية المستدامة، على هامش الاجتماع السنوى ال41 للبنك.