الموافقة على طرح أول مشروع قومي للحوسبة السحابية في إطار استراتيجية مصر "ممر مصر الرقمي " التى تستهدف الاستفادة من موقع مصر الجغرافي وتدشين سحابة تتيح للحكومة تخزين البيانات الهامة "أول قطرة" في الاستثمار في البنية التحتية السحابية وفقًا لخبراء تكنولوجيا المعلومات. ووصف الخبراء تضمين الخطة الاستثمارية للحكومة مشروعات البنية المعلوماتية من الحوسبة السحابية "ممر مصر الرقمي" بقيمة 1.5 مليار جنيه بأنه "خطوة أولى" لجذب الشركات الاجنبية العاملة بهذا القطاع للاستثمار في مصر. وقال المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان مصر ستركز على اتاحة خدمات تكنولوجيا المعلومات بالقطاع الحكومي من خلال الحوسبة السحابية مشيرا إلى أنها ستطرح أول مناقصة للحوسبة السحابية خلال أيام ليتم عرضها على كل الشركات العالمية المطورة لتكنولوجيا الحوسبة للمشاركة فيها. أشار أن المناقصة سيتم عرضها على الشركات العالمية مثل IBM و EMC وغيرها من الشركات المستعدة لاتاحة هذا النوع من الخدمات في مصر. وفي استطلاع سابق أجرته أموال الغد أوضح 64% من الخبراء أن مصر قادرة على الاستثمار في قطاع الحوسبة السحابية وجذب الشركات الأجنبية للاستثمار في القطاع وجعل مصر المحور الأساسي في تقديم خدمات التخزين السجابية في المنطقة، بينما يعتقد 26% من العينة أن مصر تحتاج وقتًا أطول لتقديم تلك الخدمات ، بينما قال نحو 10% من المستطلع أراءهم أن مصر غير قادرة على الاستثمار في الحوسبة السحابية. وأوضح حلمي أنه سيتم استخدام السحابة الجديدة في تخزين البيانات الحكومية، مشددًا على أن عدد كبير من المنصات الحكومية لا تمتلك خوادم ووحدات تخزينية حاليًا. أضاف أن الحوسبة السحابية تتيح مساحات تخزينية هائلة وتساعد على استيعاب البنية التحتية المعلوماتية الخاصة بالقطاع الحكومي لافتًا إلى أن منصات مثل بعض الوزارات ومحافظة الاقصر لا تمتلك سعات تخزينية تمكنها من إتاحة خدمات للمواطنين من خلال الانترنت . وتستهدف الوزارة البدء في تنفيذ مشروع ممر مصر الرقمي المعتمد على الحوسبة السحابية التى ستمكن مصر من توفير سعات هائلة تعتمد عليها الحكومة بتكلفة استثمارية تتراوح بين 3-4 مليارات جنيه على المدى القصير والمتوسط تتحمل الحكومة من 10-20% من تكلفتها. ولفت إلى أن استغلال الموقع الجغرافي لمصر من خلال اطلاق مشروعات تعتمد على الحوسبة السحابية تؤهلها لتصبح الممر العالمي الرقمي. توقعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن تستثمر 20 مليار جنيه في خدمات الحوسبة السحابية ولتحويل مصر إلى ممر رقمي على المدى الطويل بالاعتماد على تخزين البيانات في سحابات معتمدة على استغلال موقعها الذي يمر من خلاله ما يقرب من 5% من إجمالي المعلومات حول العالم والمتوقع أن تصل إلى 40% بحلول 2020 بسرعة تصل إلى 80 ميجا بايت في الثانية. أكد أسامة السمادوني، مدير قطاع الحلول بشركة ديل لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أن حجم التطبيقات الموجودة بمصر يجعل الاعتماد على الحوسبة السحابية أمرًا ضروريا، بل من الممكن أن تتحول مصر إلى مركز إقليمي لخدمات الحوسبة السحابية. أضاف، أن العميل حينما يحتاج للاعتماد على مقدم لخدمات الحوسبة السحابية فإنه ينظر إلى قدرة مقدم الخدمة على الوصول للتفاصيل بشكل أكثر سهولة، كذلك قوة البنية التحتية لدى مقدم الخدمة، وهل سحابته قادرة على استقبال أكبر كم من البيانات أم لا. وأشار "السمادوني" إلى أن مصر يجب أن تمر بعدة تجارب في مجال الحوسبة السحابية حتى تصل إلى الاستخدام الأمثل للحوسبة، موضحا أن هناك نقطة مضيئة داخل مصر، وهي أن القطاع الحكومي أصبح لديه الوعي بضرورة الاعتماد على خدمات الحوسبة السحابية من أجل ضمان تقديم خدمات أفضل للمواطن.