في أولي عطاءاته الاستثنائية لعام 2014 يضخ البنك المركزي 1.5 مليار دولار- أكبر عطاءاته الاستثنائية- للبنوك المحلية لتوفير السيولة الاجنبية وتغطية طلبات الاستيراد المعلقة الي جانب القضاء علي السوق السوداء التي ادت الي حالة من عدم الاستقرار بسوق الصرف مع ارتفاع الفجوة بين سعري العملة بالسوق الرسمية والسوداء لأكثر من 35 قرشًا. الا أن البنك المركزي يواجه أوضاع استثنائية في ظل العبء الواقع علي الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية- البالغ 17 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2013- علي مدار أكثر من 3 أعوام شهد خلالها الاحتياطي حالة من التذبذب مالت الي التراجع فاقدًا أكثر من نصف قيمته مقارنة بشهر ديسمبر 2010 والذي بلغ الاحتياطي النقدي الأجنبي به نحو 36 مليار دولار. كما اتخذ البنك المركزي خطوات للحد من بعض التجاوزات التي شهدتها سوق الصرف والتي تمثلت في التلاعب بأسعار صرف العملات حيث عدم التزام بعض الشركات بالأسعار المعلنة والتعامل بأسعار غير السوق الرسمية والامتناع عن بيع العملات على الرغم من وجود أرصدة ليغلق المركزي 13 شركة صرافة لمدة تتراوح بين أربعة وثمانية أسابيع. وعلي الرغم من تلك التحديات الا أن البنك المركزي يظل يدافع عن القيمة الخارجية للنقد الوطني والتي دائمًا ما تمثل أحد أهداف السياسة النقدية للمصارف المركزية.. ليتوقع خبراء سوق الصرف تراجعًا حادًا لسعر الدولار بالسوق السوداء عقب طرح العطاء الاستثنائي وهو ما قد يؤدي إلى اختفاءها مرة اخري فضلاً عن تراجع سعر العملة الخضراء بالسوق الرسمية مع تلبية طلبات الاستيراد المعلقة لبعض السلع. ويمثل هذا العطاء الاستثنائي الرابع للبنك المركزي منذ تولي هشام رامز منصب محافظ البنك المركزي في فبراير الماضي حيث قام خلال عام تقريبًا بضخ 4.2 مليار دولار من خلال 4 عطاءات استثنائية الي جانب توفير ما يزيد عن 6 مليارات دولار من خلال العطاءات الدورية التي يتم طرحها ثلاث مرات اسبوعيًا. شريف عثمان رئيس قطاع الخزانة ببنك المؤسسة العربية المصرفية ABC ، أكد أن طرح البنك المركزي ل 1.5 مليار دولار بالعطاء الاستثنائي يُسهم في تغطية طلبات الاستيراد المعلقة كما سيسهم في القضاء علي السوق السوداء في ظل زيادة قيمة العطاء الذي يُعد الاكبر بين الاطروحات الاستثنائية السابقة. واتفق معه في الرأي هيثم عبد الفتاح رئيس قطاع الخزانة ببنك التنمية الصناعية والعمال ، موضحًا أن الطرح الاستثنائي من شأنه أن يُسهم فى استقرار سوق الصرف ويعمل علي توفير السيولة الدولارية مما يحد من لجوء العملاء للسوق السوداء وبالتالي الحد من الدولرة. وتوقع عبد الفتاح تراجع سعر صرف الدولار خلال الفترة المقبلة أمام العملة المحلية عقب الطرح الاستثنائى الذى سيدفع كثير من العملاء الذين يقتنون الدولار إلى مبادلته بالعملة المحلية خوفاً من تهاوى أسعار العملة الخضراء خلال الفترة المقبلة وانخفاض قيمتها