بعض المسلمين شاركوا في التأسيس لأن "الأمة القبطية" كانت تعني "الأمة المصرية" قدمنا طلب الإنشاء وقلنا فيه إن الفكرة هي وإلتزام الجميع بأخلاق الإنجيل والقرآن فوافقت الحكومة لم نكن نريد دورا سياسيا .. وكان هدفنا الارتقاء بالكنيسة وإيجاد "ناس محترمة" لقيادتها 1000 شاب حضر الافتتاح .. والإشتراك في الجماعة كان بخمسة قروش المسيح مواطن مصري .. ولم تكن لدي نزعات دينية خلال مرحلة التأسيس كتب - عبدالله الطحاوي و سامح حنين : بدأت فكرة تأسيس جماعة الأمة القبطية، حينما بدأت العمل بالمحاماة تبلورت الفكرة وبدأت في عرضها علي "شلتي" ولاقت استحسان حتي من بعض الزملاء المسلمين الذين شاركونا الفكرة وتأسيسها لان كلمة الأمة القبطية تعني الأمة المصرية لم نستشر أحد اطلاقاً بل كانت الفكرة من عندي وشاركني اصحابي في تنفيذها بعد أن أعجبوا بالفكرة تقدمنا علي الفور بطلب للحكومة – الجهة المختصة – لانشاء الجماعة وجاء الرد بالموافقة ووضحنا في الطلب أن كلمة الأمة القبطية تعني الأمة المصرية وأن هدفنا هو خلق جبهة شبابية قوية تعرف تاريخها بشكل جيد وتستطيع حفظه والدفاع عنه وذكرت في الطلب أن علي الجميع أن يكونوا وحدة واحدة وأن يلتزموا بالأخلاق التي قال بها الانجيل – هذابالنسبة للاقباط – والالتزام بالقرءان للمسلمين حتي ولو لم ننص علي هذا صراحة بسبب أن الغالبية مسيحيين. لم تكن الجماعة طبعا بديلاً عن الأحزاب ولم نكن نريد ها ان تلعب دور سياسي علي الاطلاق ولكنها كانت في وقت حُلت فيه الاحزاب ولا توجد حركات في الشارع وكذلك لم يكن للجمعيات ولا الهيئات دور فأصبحت الجماعة مكانا مفتوحا لكل الذين يحبون المشاركة كان لنا مخطط أيضاً أن نرتقي بالكنيسة وهذا الغرض كان بيسعي اليه الجميع حتي السادات نفسه حينما توفي البابا كيرلس السادس 59 وذهب السادات ليلقي خطبة قال فيها : عاوزين الكنيسة تسترد مكانتها وتكون زعيمة كنائس العالم . وبالتالي كان من ضمن أهدافنا خلق كوادر متفهمة و"ناس محترمة" تسطيع قيادة الكنيسة وهنا أتذكر كم كنا مهمين ولأدلل علي ذلك سأقول لكم مادار في لقاء أمهات المعتقلين ومنهن أمي مع الرئيس السادات حيث استقبلهن باحترام بالغ وأثناء اللقاء تقدم السادات لأمي وصافحها وقال لها : أهلا يا أم الزعيم ابنك شاب مجاهد . وللعلم السادات كان " البني ادم " الوحيد في مجموعة الثورة. لم يكن لي أي ميول دينية علي الاطلاق ولم أكن أفكر حينما بدأت انشاء الجماعة بأن أنشأ رجل دين ولم تكن الأمور الدينية من اهتمامنا بل كنت أذهب للكنيسة مرة واحدة كل أسبوعين لممارسة سر التناول—أحد أسرارالكنيسة ويتم ممارسته خلال صلاة القداس – وأذهب للبيت ولا حتي كنت أجلس هناك أما باقي تفاصيل حياتي لم تكن مرتبطة بالدين بأكثر من ذلك كانت المجموعة المحيطة بي من أصدقائي هي البداية ومن خلالهم بدأ العدد في تزايد ينضم فرد فيجلب للجماعة أخرين وهكذا وحينما كنا نذهب لمكان وألقي فيه خطبة كان ينضم للجمعية أعداد كبيرة جدا من الشباب والرجال وكان الاقبال الشديد يجعلنا نتحرك أكثر ويدفعنا لزيارة جميع المحافظات في اليوم الاول للجماعة وهو يوم الافتتاح انضم للجماعة 1000 عضو وهؤلاء الاعضاء دعوا بعد ذلك كل من يعرفونهم وهكذا اضافة الي أننا كنا نسافر الي كل المحافظات ونعمل فروع في كل المحافظات الي أن وصل العدد 92 الف عضو وهو عدد لن يحصل عليه حزب ولا تنظيم ولا جمعية في تاريخ مصر بمقايييس تلك الفترة وعدد سكان مصر حينها كان كل فرد ينضم عليه أن يدفع شلن -- اشتراك العضوية -- لا أكثر ولا أقل لم نضع قواعد وأسس الا من أن يلتزم العضو بتعلم اللغة القبطية ويلتزم بالانجيل كنا في طريقنا لذلك , كل ما كان أنني حينما ألقي خطاب في مكان ينضم للجماعة كل من فيه كانت القصة بناء فكر وليس بناء كنيسة والجماعة كان لها مجلس يسمي مجمع الإثنا عشر و مجمع معاون يسمي مجمع ال70 وفي الفروع بتتكرر هذا النظام فرع أسيوط فرع سملوط فرع فرع فرع , وكان الجميع يطلق عليا – كرئيس للجماعة – الرائد العام للجماعة يوم الافتتاح حضر الاحتفال حوالي 1000 شاب كانوا أوائل من التحقوابالجماعة وحضراللقاء أيضا ابراهيم باشا فهمي االمنياوي وراغب باشا اسكندر كما حضر اثنان من المطارنة ممثلين عن البابا يوساب الثاني بطريرك الكنيسة لم نتحدث خلال الافتتاح طبعاً بالغة القبطية ولكننا طالبنا بأن يتعلمها الجميع وأن يتم تدريسها والاهتمام بها علي أساس أنها هي اللغة المصرية وأنا أعرف قبطي بشكل جيد وكنت أتحدثها مع كثيرين مقر الجماعة كان في الفجالة وكل الاجتماعات كانت تدار منه الي أن أصبح لنا في كل عدد كبير من المحافظات مقرات يقام فيها اجتماعات ويتم من خلال التعريف بالجماعة وتشرف علي عملية حصول المواطنين علي عضوية الجماعة فكان هناك ممثلين عن القيادة تقوم بهذا الدور وعن مواقفنا من الكنيسة في البداية كنا نريد أن ننال رضاها ومباركتها لقيام الجماعة ودعم نشاطها حتي لا يتهمنا أحد بأننا ضدها أو نعمل من ضد مصلحتها وعلي صعيد أخر كنا ننوي القيام بما نراه مناسباً لاصلاححال الكنيسة فمثلاً كنانريد أن نصلح ما أفسده "ملك" خادم البابا يوساب الذي انتهز طيبة البطريرك وراح يخرب في كل شيء في الكنيسة لدرجة أنه كان هو الذي يختار الاساقفة بنفسه وفي الوقت نفسه لم نكن نريد تقسيم مصر علي أساس ديني كما أشيع عنا بل علي العكس كان مشروعنا شعاره مصر لكل المصريين , الله سلم الشريعة لموسي وقال : مبارك شعبي مصر . أي بارك الشعب كله والمسيح حينما لجأ الي مصر هرباً من هيرودس الملك الذي كان يريد قتله وهو طفل دشن – بارك – مصر من الشمال للجنوب وصارت مصر كلها مباركة بكل ما فيها ومن فيها مسيحييها ومسلمييها لم تكن لنا نزعة حزبية علي الاطلاق ولم يشغل العمل الحزبي أذهاننا ولكننا كنا ميالين لليبراليين أصحاب الفكر الحر فلم يكن لنا ارتباط بالاحزاب كان تفكيرنا منصب علي خلق انسان حر في تفكيره ثم يختار ما يريد منهج كامل فكرة الجماعة قائمة علي مبدأ المحبة لا يوجد في المسيحية مبدأ غير المحبة ولذلك يسمي الله ب " الله محبة " ونحن لم نكن نخطط لطرح بنود تشريعية تسير عليها الدولة لأنه لا يوجد في المسيحية شريعة . شريعة المسيحية أن تنصاع لحكم القانون في البلد التي تعيش فيها ولكن في الجماعة كنا كل ما ننادي به هو المحبة وكنا علي وشك أن نترجم هذا المعني البسيط لقيام الجماعة في أوراق وكتب تصدرعن الجماعة وكنا بصدد تكوين مشروع كامل لكن الوقت لم يسع لذلك وتم حل الجماعة بعد سنة ونصف ولكن كان هناك جزء كان واضحا في بداية الامر وهو ما فسرته في حفل الافتتاح وقلت اننا نريد ان نعود للغتنا القبطية مرة أخري ونريد انسانا يفعل كما كان يفعل السيد المسيح : يجول يصنع خيراً – بحسب الانجيل – لابد وأن يتشبه بالسيد المسيح الذي كان مصرياً كنا بصدد تكوين منهج كامل ولكن الوقت لم يكن متاح ومثلنا في ذلك مثل الحكام بمعني أن عبد الناصر والسادات لم يكونا لديهم تصور للوضع " مش فاهمين حاجة " وكل منهم جلس في الحكم ثلاث أو أربع سنوات " يلطشوا في الشعب " الي أن عرف التفاصيل وبدأ يدير الامور المسيح كان مصرياً مصرياً . وما المشكلة في كونه مولود في فلسطين ولكنه حينما فر من هيروس لجأ الي مصر ومصراحتضنته " دا الطفل دلوقتي لما بيتولد في دولة أجنبية بيدوه الجنسية ". فالمسيح عاش في مصر وتحرك فيها كثيرا ولذلك أنا أعتبر المسيح مصرياً خالص المصرية ولذلك أنا أفضل أن يقول المصريون بأنهم مصريون وليسوا عرباً لانك حينما تقول انك عربي فأنت محتل وكنا نضرب أمثال لاعضاء الجماعة , فمثلاً بعد احتلال العرب لمصر اتفق الاقباط والمسلمون علي الثورة في وجه العرب وقامت الثورةالبشمرية وكادت أن تنجح لولا تدخل الخليفة المأمون واستعانته بالبطرك الانطاكي وبطرك مصر وقضي علي الثورة وقتل الكثيرين الذين حاولوا الدفاع عن مصر ومذكور في التاريخ المسلمين لذين فعلوا ذلك. في الوقت الذي كنت أفكر فيه بانشاء الجماعة فكرت أيضاً بامكانية أن تتكون تلك الجماعة من خلال الكنيسة أي تحت عباءتها واستغرق هذا التفكير وقت قبل أن أقرر أنها لابد وأن تبتعد عن الكنيسة تماماً لماذا ؟ لانه ثبت لي من خلال قراءة الواقع أن المشروع لن ينجح الا اذا كان بعيداً عن الكنيسة ولا بد أن يديره علمانيون . فقد كان من الممكن أن ندخل الكنيسة ونغزو الكهنوت وقد كنا من أكبر العائلات في البلد – ولاد بشوات – وكان الجميع سيرحب بذلك لكننا كنا نرفض ذلك ولو فعلنا ما كان المشروع خرج للنور معالجة جديدة كان لدينا مشروع حقيقي ننوي تكوينه ولكن لم يتح لنا الوقت للاعداد كنا نحتاج ل3 او 4 سنوات لكي نتفق علي مناهج وخطط ونكون لجان للاشراف كان في تفكيرنا الكثير والكثيرمن الخطط ولكن لم يكن هناك وقت متاح ولكننا فتحنا الباب للكلام كان هناك حركة وكان هناك مقترحات كان المجال مفتوحا ..وفي الوقت نفسه كنا نفكر في انتاج كتب تتحدث عن التاريخ لان التاريخ الذي يدرس اليوم يحتوي علي " مغلوطات " كثيرة غير التعليم في الماضي كان جيداً جدا . التعليم في مصر كان يضاهي التعليم في أي مكان في العالم في بداية القرن وفيما يخص الكنيسة كان لنا نظرة من نوع خاص كنا نري أن كتب العقيدة تحتاج الي معالجة جديدة وخاصة الطقوس كانت لابد وأن تتلائم مع ظروف العصر حتي تجذب القبطي اليها فكنا نريد اصدار كتب في العقيدة بحيث تكون مبسطة للشباب مثلما يفعل الأنبا موسي فهو رجل متفتح . فالاصل أن تكون العقيدة مبسطة وملتحمة بالحياة فمثلاً القداس الذي يستمر لمدة تزيد عن ثلاث ساعات كنا سوف نطالب الكنيسة بجعله ساعة واحدة وكذلك أيام الصوم خلال السنة – 256 يوم خلال العام – لابد وأن يقلل عددها حتي يستطيع الاقباط الصوم الكنيسة دعمتنا كثيراً وتولت نشر دعوتنا والخطاب الصادر عن البابا يوساب الثاني فتح أبواب كثيرة اضافة الي توصيات وكيل عام البطريركية وفي بداية ظهور الجماعة كانت القيادة الكنسية ممثلة في البابا تشجع الشباب علي الانضمام للجماعة بل كانت تري في الجماعة منبر للشباب ومقر لاحتوائهم وفرصة لتعليم الشباب العمل والنجاح وخطاب البابا يوساب الثاني يؤكد ذلك فقد أرسله لي ليشجعني ونصه كالتالي : حضرة الابن المبارك الاستاذ ابراهيم هلال الرائد العام لجماعة الأمة القبطية – باركه الرب – بعد منحكم البركات وصالح الدعاء نتعشم أن تكونوا وحضرات الأبناء المباركين اخوانكم أعضاء الجماعة في خير وصحة . يسرنا وقد علمنا عن جهودكم الطيبة في خدمة الكنيسة وما تبذلونه من وقتكم في العمل علي نشر الفضيلة والأداب المسيحية التي تحض علي عمل الخير ومحبة الناس لبعضهم والابتعاد عن كل ما يشين , كل ذلك كان مدعاة لتقديرنا خصوصاً ما تقومون به من درس اللغة القبطية علي أصولها وأننا اذ نظهر لكم ارتياحنا التام لخدمتكم الخيرية ندعو الله أن يبارك فيكم وفي اعمالكم ويزيدكم من نعماته ونتعشم أن تزدادوا أكثر فأكثر في الفضيلة وفي كل مافيه خير البلاد . ونعمته وبركته تشملكم ولعظمته تعالي الشكر دائماً . وفي هذة النسخة التي وجهت لي كتب وكيل البطريركية أسفل الخطاب رسالة الي كل كنائس مصر لمساعدتنا ودعمنا لنشر فكرة الجماعة وتسهيل الأمور لنا من فح باب الكنائس لنا واقامة الندوات والمؤتمرات وتحفيز الشباب علي الانضمام للجمعية وأرسل هذا الخطاب الي جميع الكنائس وكان نص تعقيب الوكيل أسفل الخطاب كالتالي : : حضرة المحترم أخونا الحبيب راعي كنيسسة – ويكتب أسم الكنيسة التي يوجه لها الخطاب – ويكمل : أن جماعة الأمة القبطية محل الرجاء وموضع التقديرمن صاحب القداسة البابا المعظم وعليها يعقد الشعب أماله ويعلق علي نجاحها أمانيه لها نشاط كنسي تشكر عليه ودعامتها شباب مؤمن بربه معتز بقوميته . اكون شاكراً لو مكنتموهم من نشر كلمتهم ببيعتكم " يقصد الكنيسة " المقدسة ولكم من ابينا النعمة والبركة والسلام . توقيع القمص افرام السرياني وكيل عام البطريركية بديلا عن الكنيسة قدمنا مشروعاً متكاملا اجتماعياً وسياسياً للشباب القبطي حتي يخرج للشارع ويشارك في صنع القرار ويشارك في صنع مستقبله كذلك يعرف مشاكل كنيسته ولا تنسي أن الكنيسة في ذلك التوقيت كانت مصابة ب " حطة " لا يوجد بها فكر متنور وليست منفتحة علي العالم وبدأنا نتحدث مع الشعب مباشرة لأننا نؤمن أن أي اصلاح يمكن اجرائه يجب أن يبدأ بالشعب , بالفرد ولم نستطع أن نفعل ذلك من داخل الكنيسة لان هناك فريق منهم كان ممكن "ياكلنا" لذا فضلنا العمل من بعيد ولكن بمباركة القيادة الكنسية