خاص - أموال الغد : تظاهر في نيويورك المئات من مؤيدي ومعارضي إقامة مركز إسلامي بالقرب من الموقع السابق لبرجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في هجمات سبتمبر 2001. وردد المعارضون شعارات ضد الإسلام بينما كان المؤيدون يرددون "لنقل لا للخوف العنصري". وفي هذه الأثناء دافع القائمان على المشروع عن اختيار الموقع مع أن أحدهما قال إنهما قد يفكران في اختيار موقع آخر لبناء المسجد. بينما قال الآخر، الإمام فيصل عبد الرؤوف، إن تسليط الأضواء على المشروع هو شيء إيجابي، وعبر عن أمله بأن يؤدي ذلك الى فهم أفضل للمشروع. وقامت الشرطة بفصل المجموعتين في مكان غير بعيد عن الموقع المقترح لبناء المركز الإسلامي المكون من 13 طابقا. ولم ترد تقارير عن وقع صدامات بين الطرفين، إلا أن مواجهة وقعت بين رجل وامرأة عبر الحاجز الذي أقامته الشرطة بين المجموعتين. وكان المعارضون يحملون لافتات كتبت عليها كلمة "شريعة" باستخدام حروف حمراء تبدو وكأنها تقطر دما. وفي الجهة الأخرى من زاوية الشارع هتف مؤيدون "لا يعنينا ما يقوله المتعصبون .. الحرية الدينية باقية هنا الى الأبد". وكان المعارضون يفوقون المؤيدين عددا.وقد فرقت الشرطة في إحدى الطرق الفرعية مجموعة تحمل رسوما تظهر الرجم والضرب والتعذيب حيث يعتبرون هذه ممارسات لمن يعتنقون الإسلام. وقال أحد المشاركين بالتظاهرة إنه يعتقد أن القائمين على بناء المسجد هم نفس الذين دمروا برجي التجارة. وكان عمدة نيويورك قد دافع بشدة عن خطة بناء المسجد وقال ان حرية العبادة هي أحد الأسباب التي من أجلها أسست الولاياتالمتحدة. أما حاكم نيويورك الديمقراطي ديفيد بيترسون فقد اقترح تخصيص قطعة أرض بعيدة عن جراوند زيرو لبناء المسجد. وقالت ديزي خان إحدى القائمين على المشروع إن هذه المعارضة الشرسة لبناء المسجد تتعدى الإسلامو فوبيا إلى "كراهية المسلمين". وقال علي أكرم وهو طبيب من بروكلين "إنهم يعلمون أطفالهم حرية العقيدة ولكنهم لا يمارسونها". أما جون جرين الذي فقد صديقا له في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ان القائمين على المشروع يملكون حق إقامة المسجد في الموقع ولكنهم سيحظون باحترام الأمريكيين لو تخلصوا من تعنتهم. ويستغل الجمهوريون المعارضون للمشروع خطط بناء المركز للهجوم على الرئيس الديمقراطي باراك أوباما قبل انتخابات التجديد النصفي التي يسعى حزبه فيها جاهدا للاحتفاظ بسيطرته على الكونجرس. وتشمل خطط بناء المركز الذي يتألف من 13 طابقا قاعة للمحاضرات وحوضا للسباحة وغرفا للاجتماعات علاوة على مكان الصلاة. ويخلو تصميم المبنى من الزخارف ولا يشمل مئذنة أو قبة أو أيا من الاشكال الهندسية الاخرى المرتبطة بالمساجد.