إبان أزمة إغلاق مضيق تيران في 22مايو1967، زار مصر في مهمة عاجلة لنزع فتيل الأزمة سكرتير عام الأممالمتحدة آنذاك "يوثانت " وإجتمع بالرئيس عبد الناصريوم الأربعاء 24مايو لبحث سبل حل الأزمة في منزله بصحبة جنرال ريكي قائد قوات الطواريء وكان حاضرا اللقاء د.محمود فوزي ومحمود رياض وزير الخارجية وحرص عبد الناصر علي أن يكون اللقاء مسجلا وهو ماتم تفريغة وترجمته بعد ذلك بمعرفة سكرتارية الرئاسة في خمس نسخ عدا وحصرا بقيت إحداها بمنشية البكري وأرسلت الثانية إلي القيادة العامة للقوات المسلحة والثالثة للمخابرات العامة والرابعة للخارجية أما الخامسة فيبدو أنها أرسلت لهيكل الذي حرص علي إيرادها كاملة بمتن كتابه "الإنفجار " الصادر عن مؤسسة الأهرام في طبعته الأولي عام 1990- خلي بالك من التاريخ – دعونا نلتقط تلك السطور من محضر الجلسة : الرئيس عبد الناصر : هل تعرف ماهو خليج العقبة ؟ ..سوف أعطيك فكرة عنه ، إن خليج العقبة عبارة عن خليج ضيق جدا بين جزيرة هناك وبين ساحل سيناء ، طبيعي أنك كنت هناك ؟ يوثانت : نعم ، مرارا كثيرة . الرئيس عبد الناصر : والسفن … هناك جزيرتان كبيرتان في وسط الخليج ، بين السعودية العربية وسيناء ..جزيرتان مصريتان كانتا سعوديتان وقد تنازلت عنهما السعودية ………………….. ( إنتهي الإقتباس ) وفي موضع آخر من كتابه الوثائقي الصادر في عام 1990ننقل عنه ص 693مايلي : ويوم 3يونيو ظهرت علي الشبكة السعودية برقية آخري مرسلة من تبوك إلي الرياض جاء فيها " صدر أمر سموكم رقم 153بوضع سرية مشاة بجزيرتي تيران وصنافير في المكان الذي كان يشغله المصريون – نرجو تحضير سرية بكامل معداتها وتجهيزاتها وسياراتها وسنقوم بإتخاذ اللازم نحو تأمين الزوارق اللازمة لنقلها إلي الجزيرتين وتأمين الإتصال بهما وإشعارنا عند الإنتهاء من التحضير ، نعمدكم باللازم …رئيس الأركان " يقول هيكل نصا " وكانت جزيرتا تيران وصنافير الواقعتان عند مدخل خليج العقبة مملوكتين للسعودية التي تركتهما لمصر بعد حرب 1948بهدف إحكام السيطرة علي خليج العقبة ، وبدت رغبة الملك فيصل في إحتلالهما الان غير مفهومة للذين قراوا برقية الشبكة السعودية ( كانت البرقية سرية ومشفرة إلتقتطتها المخابرات المصرية ) وكان رأي المشير عبد الحكيم عامر أنه رغم وجود قوة مصرية محدودة ( بعد سحب قوات الطواريء) طبقا لخطة الدفاع عن مداخل الخليج فإنه لايصح السماح للسعوديين الآن بالعودة (!!)لإحتلالهما لأن الأمر قد تكون فيه "لعبة " وكان رأي عبد الناصر أنه لاينبغي إعتراض السعوديين إذا أرادوا النزول في الجزيرتين فذلك يجعل السعودية شريكة بالتضامن في قفل خليج العقبة إلا إذا إتخذت موقفا غير ذلك وأعلنته وهو مايؤدي إلي إحراجها إحراجا لاتستطيع تحمله ، ويبدو أن تقديرات جمال عبد الناصر كانت صحيحة ففي صباح يوم 4يونيو بعث الملك فيصل( الذي كان موجودا ببريطانيا وقتها ) ببرقية إلي وزارة الدفاع يقول فيها " أوقفوا تيران وصنافير حتي تنجلي الأحوال " (إنتهي الإقتباس ومابين الأقواس من عندنا ) حسنا فعلت المحكمة الدستورية ، فهي تترك الفرصة متاحة لإلتقاط الأنفاس وإعادة النظر وتقييم الأمور للجميع ، ولكن أولئك الذين جعلوها جنازة حارة والميت كلب كما يقولون فبموجب إتفاقية – إسطبل داود – إنت بعت سيناء كلها واقررت علي نفسك كما جاء في البند الثاني مادة 5 " يعتبر الطرفان أن مضيق تيران وخليج العقبة من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكافة الدول دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوي كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوي من أجل الوصول إلي أراضيه عبر مضيق تيران وخليج العقبة " فإذا كنت لاتملك من أمر نفسك في سيناء شيئا بما فيها تيران وصنافير بتاعة الست أمك والأمر فيها من قبل ومن بعد لأمريكا وإسرائيل فلماذا هذا العبث بريح الأوطان وتطاول " شراذم وسائمة " الفيس بوك علي أكارم الناس … عرفت ياحيلتها إنت وهو مين " الخونة الحقيقن " نشن صح يافالح إنت وهو مش هدي عبد الناصر ولا سامي شرف ولا فايق ، دا عبد الناصر وصفيه وخليله هيكل وياريت تكملوا جميلكم وتغادروا المعسكر وسيبونا إحنا للخاين بتاعنا إحنا راضيين بيه ونسأل الله العلي القدير أن يجمعنا به في الآخرة كما هدانا لطريقه في الدنيا ، خلوا عندكم شرف واعلنوها واضحة وصريحة بانكم إتساقا مع أنفسكم ولأنفسكم قررتم التبرؤ من عبد الناصر الذي " فرط في تيران وصنافير " … ولا ده حلم الجعان !! .